حديث: قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من القود يُقتل القائل بمثل القتلة التي قتلها

عن أنس قال: خرجت جارية عليها أوضاح بالمدينة، قال: فرماها يهودي بحجر، قال: فجيء بها إلى النبي ﷺ وبها رمق، فقال لها رسول الله ﷺ: «فلان قتلك؟» فرفعت رأسها، فأعاد عليها، قال: «فلان قتلك؟» فرفعت رأسها، فقال لها في الثالثة: «فلان قتلك؟» فخفضت رأسها، فدعا به رسول الله ﷺ فقتله بين الحجرين.
وفي رواية: فأخذ فأتي به رسول الله ﷺ فأمر به أن يرجم حتى يموت، فرجم حتى مات.

متفق عليه: رواه البخاري في الديات (٦٨٧٧) ومسلم في القسامة (١٥: ١٦٧٢) كلاهما من طريق شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس قال: خرجت جارية عليها أوضاح بالمدينة، قال: فرماها يهودي بحجر، قال: فجيء بها إلى النبي ﷺ وبها رمق، فقال لها رسول الله ﷺ: «فلان قتلك؟» فرفعت رأسها، فأعاد عليها، قال: «فلان قتلك؟» فرفعت رأسها، فقال لها في الثالثة: «فلان قتلك؟» فخفضت رأسها، فدعا به رسول الله ﷺ فقتله بين الحجرين.
وفي رواية: فأخذ فأتي به رسول الله ﷺ فأمر به أن يرجم حتى يموت، فرجم حتى مات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه بيان عظيم من عدل الإسلام وحماية حقوق الإنسان، وخاصة حق الضعيف والمظلوم.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● جارية عليها أوضاح: الجارية هي الفتاة الصغيرة، و"أوْضاح" جمع وَضَح، وهو نوع من الحلي الذي تلبسه النساء، كالخلاخل أو الأساور من فضة أو غيرها.
● بها رمق: أي بها بقية حياة ونفس ضعيف، لم تمت بعد.
● فرماها يهودي بحجر: أي قذفها اليهودي بحجر فأصابها.
● فرفعت رأسها: أي أشارت بنعم بالإيماء.
● فخفضت رأسها: أي أشارت بلا أو سكتت (وفي الرواية الأخرى بيان أنها أقرت بالقتل).
● فقتله بين الحجرين: أي حكم عليه بالقتل بين حجرين، أو بالرجم.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن فتاة صغيرة كانت تمشي في المدينة وعلى يديها أو رجليها حلي (أواضح)، فقذفها يهودي بحجر فأصابها وأوهنها، وجيء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي في حالة الاحتضار (بها رمق)، فسألها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات: «أفلان قتلك؟» - يعني اليهودي - فأشارت برأسها في المرة الأولى والثانية بالإيجاب، وفي الثالثة خفضت رأسها إما تأكيدًا أو لأنها فارقت الحياة، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم باليهودي، وأمر بقتله رجمًا بالحجارة حتى مات.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عدل الإسلام ورفعه للظلم: فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتردد في تطبيق الحد على القاتل حتى لو كان من غير المسلمين، بل إنه ضمن للمسلمين والذميين حقوقهم كاملة.
2- حرمة النفس البشرية: فالإسلام يجعل عقوبة القتل العمد القصاص، قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 179].
3- التثبت في إقامة الحدود: فقد استفصل النبي صلى الله عليه وسلم من الجارية ثلاث مرات ليتأكد من الجاني، وهذا من تمام العدل.
4- جواز الأخذ بإقرار المحتضر: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قبل إشارة الجارية وهي في حالة الاحتضار، وهذا دليل على أن إقرار المريض أو المحتضر مقبول إذا كان في أمر يخص الحقوق.
5- الرد على من يتهم الإسلام بالإرهاب أو الظلم: فإن هذا الحديث يظهر كيف أن الإسلام يحمي حتى غير المسلمين إذا كانوا تحت حكمه، ويعاقب المعتدي عليهم.
6- أن الذمي إذا اعتدى على مسلم فإنه يُقتل به: وهذا من عدل الإسلام، فإنه لا يُقبل أن يُقتل مسلم بغير حق ثم يترك قاتله.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تدل على شمولية الشريعة وعدالتها.
- فيه دليل على أن الجناية على المعاهد (غير المسلم في دار الإسلام) تُعاقب كما تُعاقب الجناية على المسلم، وهذا من كمال الدين.
- وفيه بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاضيًا عادلاً، لا يخاف في الله لومة لائم.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يرد المسلمين إلى عدل الإسلام وسماحته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الديات (٦٨٧٧) ومسلم في القسامة (١٥: ١٦٧٢) كلاهما من طريق شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك، فذكره.
والرواية الثانية عند مسلم من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس.
وقوله: «فرجم حتى مات» لا تنافي الرواية الأولى بأنه قتل بين الحجرين.
قال القاضي عياض: «رضخه بين حجرين ورضه بالحجارة ورجمه بها بمعنى، والجامع أنه رمي بحجر أو أكثر ورأسه على آخره». ذكره النووي في شرح مسلم (١١/ ١٥٧).
قال الترمذي: «والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم: لا قود إلا بالسيف».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 70 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة

  • 📜 حديث: قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب