حديث: ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترغيب في العفو عن القصاص

عن أنس قال: ما رفع إلى رسول الله ﷺ أمر فيه القصاص، إلا أمر فيه بالعفو.

حسن: رواه أبو داود (٤٤٩٧) والنسائي (٤٧٨٣، ٤٧٨٤) وابن ماجه (٢٦٩٢) وأحمد (١٣٢٢٠) والبيهقي (٨/ ٥٤) كلهم من حديث عبد الله بن بكر المزني، حدثنا عطاء بن أبي ميمونة قال: ولا أعلمه إلا عن أنس بن مالك فذكره.

عن أنس قال: ما رفع إلى رسول الله ﷺ أمر فيه القصاص، إلا أمر فيه بالعفو.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فالحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم يُظهر سمو أخلاق النبي ﷺ ورحمته بأمته، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام أبو داود في سننه، وغيرهما من أئمة الحديث.

نص الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ما رُفِع إلى رسول الله ﷺ أمرٌ فيه القصاص، إلا أمر فيه بالعفو".

شرح المفردات:


● رُفِعَ إليه: عُرِضَ عليه أو قدّم له للنظر فيه.
● أمر فيه القصاص: قضية أو دعوى تستوجب القصاص (أي العقوبة بالمثل في الجنايات مثل القتل أو الجروح).
● أمر فيه بالعفو: حثّ على العفو والتسامح وترك القصاص.

شرح الحديث:


هذا الحديث يخبرنا أن النبي ﷺ كلما جاءته قضية من القضايا التي فيها حق لله أو حق للآدمي ويجوز فيها القصاص (مثل القتل العمد أو الجرح المتعمد)، كان دائمًا يحضّ على العفو والتجاوز عن الحق الشخصي، ويشجع على المسامحة والرحمة. وهذا لا يعني أنه ﷺ كان يلغى حدًا من حدود الله تعالى، بل كان يحث على العفو في الحقوق الشخصية التي يمكن للشخص التنازل عنها.
فالقصاص في الإسلام مقرر لحفظ النفوس وصيانة الحقوق، لكن العفو عنه مندوب إليه ومستحب عند القدرة عليه، يقول الله تعالى: {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [البقرة: 237]. فالنبي ﷺ كان يربي أصحابه وأمته على خلق العفو والتسامح، ويشجعهم على التخلي عن حق القصاص ابتغاء مرضاة الله تعالى.

الدروس المستفادة:


1- فضل العفو والصفح: الحديث يدل على فضل العفو عند المقدرة، وأنه خلق كريم يحبه الله ورسوله.
2- رحمة النبي ﷺ: يظهر مدى رحمة النبي ﷺ بأمته وحبه للتيسير عليهم ودفع المشقة عنهم.
3- التوازن بين الحق والرحمة: الإسلام يوازن بين إقامة العدل (بالقصاص) والترغيب في الفضل (بالعفو)، والعفو أفضل عند الاستطاعة.
4- التشجيع على حل النزاعات بالسلم: الحض على العفو يساهم في إصلاح ذات البين وتقوية أواصر المحبة في المجتمع.

معلومات إضافية:


- العفو في الحقوق الشخصية (مثل القصاص في القتل أو الجرح) مستحب وليس واجبًا، أما حدود الله تعالى (كالزنا أو شرب الخمر) فلا عفو فيها إلا لولي الأمر في بعض casos بالشروط المعروفة.
- من عفا عن حقه في الدنيا فله أجر عظيم عند الله تعالى، كما قال النبي ﷺ: "من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء" (رواه أبو داود والترمذي).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من العافين عن الناس، المحسنين إليهم، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ في كل أمر.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٩٧) والنسائي (٤٧٨٣، ٤٧٨٤) وابن ماجه (٢٦٩٢) وأحمد (١٣٢٢٠) والبيهقي (٨/ ٥٤) كلهم من حديث عبد الله بن بكر المزني، حدثنا عطاء بن أبي ميمونة قال: ولا أعلمه إلا عن أنس بن مالك فذكره. وإسناده حسن من أجل عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني البصري فإنه حسن الحديث.
وفي الباب ما رُوي عن رجل من أصحاب النبي ﷺ عن النبي ﷺ قال: «من أُصيب بشيء في جسده فتركه لله، كان كفارة له».
رواه أحمد (٢٣٤٩٤) عن يحيى بن سعيد القطان، عن مجالد، عن عامر، عن المحرر بن أبي هريرة، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل مجالد وهو ابن سعيد بن عمير الهمداني ضعيف عند جمهور أهل العلم إلا أن البخاري كان حسن الرأي فيه فقال: «صدوق».
وبمعناه رُوي عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما من رجل يُجرح في جسده جراحة فيتصدق بها إلا كفر الله عنه مثل ما تصدق به».
رواه أحمد (٢٢٧٠١) عن سُريج بن النعمان، حدثنا هشيم، عن المغيرة، عن الشعبي، أن عبادة بن الصامت قال: فذكر الحديث.
ورواه البيهقي (٨/ ٥٦) من طريق أبي داود الطيالسي (٥٨٧) ثنا محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثد، عن الشعبي قال: قال عبادة بن الصامت عند معاوية: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أصيب بجسده بقدر نصف ديته، فعفا، كفر عنه نصف بأنه، وإن كان ثلثا، أو رُبعا فعلى قدر ذلك» فقال رجل: والله لسمعته من رسول الله ﷺ؟ فقال عبادة: والله لسمعته من رسول الله ﷺ.
قال البيهقي: «منقطع» أي أن الشعبي وهو عامر بن شراحيل لم يدرك عبادة بن الصامت. وقد أكد العلائي أنه أرسل عن عمرو وطلحة وابن مسعود وعائشة وعبادة بن الصامت.
وبمعناه روي أيضا عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما من رجل يصاب بشيء في جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة، وحطّ عنه به خطيئة».
رواه الترمذي (١٣٩٣) عن أحمد بن محمد، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، حدثنا أبو السفر قال: دقّ رجل من قريش سنّ رجل من الأنصار فاستعدي عليه معاوية. فقال لمعاوية: يا أمير المؤمنين! إن هذا دقّ سني. فقال معاوية: إنا سنُرضيك. وألحّ الآخر على معاوية فأبرمه فلم يرضه. فقال له معاوية: شأنك بصاحبك. وأبو الدرداء جالس عنده فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله ﷺ يقول: فذكر الحديث. فقال الأنصاري: أأنت سمعته من رسول الله ﷺ؟ قال: سمعتْه أذناي، ووعاه قلبي. قال: فإني أذرها له. قال معاوية: لا جرم لا أخيّبك، فأمر له بمال.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا أعرف لأبي السفر سماعًا من أبي الدرداء، وأبو السفر اسمه: سعيد بن أحمد. ويقال: ابن محمد الثوري». انتهى.
قال ذلك تبعا لشيخه وهو البخاري، فإنه صرّح كما في «العلل الكبير» (٢/ ٩٦٢): أبو السفر لم يسمع من أبي الدرداء، واسمه سعيد بن يحيى ويقال: سعيد بن أحمد الثوري». انتهى.
وممن قال فيه الانقطاع البيهقي (٨/ ٥٦).
ومن هذا الوجه رواه أيضا ابن ماجه (٢٦٩٣) مختصرًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو

  • 📜 حديث: ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب