حديث: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القصاص في السِّنِّ

عن أنس أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانًا فاختصموا إلى النبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «القصاص القصاص» فقالت أم الربيع: يا رسول الله! أيقتص من فلانة؟ والله لا يُقتص منها. فقال رسول الله ﷺ: «سبحان الله! يا أم الربيع! القصاص في كتاب الله» قالت: لا والله لا يقتص منها أبدًا. قال: فما زالت حتى قبلوا الدية. فقال رسول الله: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره».

صحيح: رواه مسلم في القسامة (١٦٧٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن أنس فذكره.

عن أنس أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانًا فاختصموا إلى النبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «القصاص القصاص» فقالت أم الربيع: يا رسول الله! أيقتص من فلانة؟ والله لا يُقتص منها. فقال رسول الله ﷺ: «سبحان الله! يا أم الربيع! القصاص في كتاب الله» قالت: لا والله لا يقتص منها أبدًا. قال: فما زالت حتى قبلوا الدية. فقال رسول الله: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
الحديث: رواه البخاري في صحيحه (رقم 6898) ومسلم (رقم 1687) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

1. شرح المفردات:


● الربيع: هي أم أنس بن مالك رضي الله عنهما.
● أم حارثة: هي أخت الربيع، وخالة أنس بن مالك.
● جرحت إنسانًا: أصابته بجرح.
● اختصموا: تحاكموا وطلبوا الفصل في النزاع.
● القصاص: المساواة في العقوبة، أي إصابة الجاني بمثل ما أصاب المجني عليه.
● سبحان الله: تنزيه لله تعالى عن كل نقص.
● قبلوا الدية: قبلوا التعويض المالي بدل القصاص.
● لو أقسم على الله لأبره: لو حلف على الله تعالى لحقق له ما حلف عليه.

2. شرح الحديث:


تخبرنا هذه القصة عن أمرأة من نساء الصحابة وهي أم حارثة (أخت أم أنس بن مالك) قد جرحت إنسانًا فجاء المجني عليه وأهله إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون العدل.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص تطبيقًا لحكم الله تعالى في القصاص الذي جاء في القرآن الكريم: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة: 45].
ولكن أم الربيع (أم أنس) تدخلت لتمنع القصاص من أختها، معترضة على حكم الله ورسوله. فانتفض النبي صلى الله عليه وسلم مستنكرًا هذا الموقف قائلاً: "سبحان الله! يا أم الربيع! القصاص في كتاب الله"، ليذكرها بأن هذا حكم الله الذي لا يجوز الاعتراض عليه.
إلا أنها أصرت على موقفها حتى قبل أهل المجني عليه بأخذ الدية (التعويض المالي) بدلاً من القصاص، وهو أمر جائز في الإسلام إذا تنازل المجني عليه عن حقه في القصاص.
ثم علق النبي صلى الله عليه وسلم على إصرارها بقوله: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره"، وهذا ليس مدحًا للإصرار على المعصية، بل إخبار عن قوة إيمان بعض العباد حتى أن الله تعالى يحقق لهم ما يطلبون لمكانتهم عنده، مع أنهم قد يخطئون في بعض المواقف.

3. الدروس المستفادة منه:


- وجوب تطبيق حدود الله وأحكامه دون محاباة لأحد.
- حرمة الاعتراض على أحكام الله ورسوله، وإن كان من أقرب الناس.
- جواز الصلح على الدية في القصاص إذا تنازل المجني عليه عن حقه.
- أن لله تعالى عبادًا مقربين لهم مكانة عنده، وقد يحقق الله لهم ما يطلبون لمكانتهم عنده، حتى لو كان في ذلك تساهل في بعض الأحكام.
- أن الإصرار على الخطأ مع معرفة الحق من صفات النفوس الضعيفة، حتى لو كان صاحبها من الصالحين.
- أهمية القيادة الحكيمة التي تطبق العدل دون محاباة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أدلة جواز العفو عن القصاص بأخذ الدية، وهو ما ذهب إليه جمهور العلماء.
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره" ليس ترخيصًا في الحلف على الله بدون حق، بل هو إخبار عن واقع بعض الصالحين.
- العلماء يوضحون أن هذه المرأة كانت من الصالحات ولكنها غلبتها عاطفتها الأسرية، وهذا لا يسوغ فعلها ولكن يذكرنا بأن الصالحين قد يخطئون.
- القصاص في الإسلام مقصد عظيم من مقاصد الشريعة في تحقيق العدل والأمن في المجتمع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في القسامة (١٦٧٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن أنس فذكره.
جزم أبو محمد بن حزم بأنهما قصتان صحيحتان وقعتا لامرأة واحدة إحداهما أنها جرحت إنسانًا، والأخرى أنها كسرت ثنية جارية فقضى عليها بالقصاص.
في الأولى كان الحالف أخوها، وفي الثانية كانت الحالفة أمها.
وقال البيهقي أيضا (٨/ ٦٤): «ظاهر الخبر يدل على كونهما قصتين، وإلا فثابت أحفظ» إلا أنه ذكر في حديث حمد الطويل: «لطمت الربيع بنت النضر جارية فكسرت ثنيتها».
وفي الحديث دليل على جواز القصاص بين الرجال والنساء قال ابن المنذر: «أجمعوا على أن الرجل يقتل بالمرأة، والمرأة بالرجل».
أخرج البيهقي من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: كل من أدركت من فقهائنا وذكر السبعة في مشيخة سواهم أهل فقه وفضل ودين، قال: وربما اختلفوا في الشيء فأخذنا بقول أكثرهم، وأفضلهم رأيًا. أنهم كانوا يقولون: «المرأة تقاد من الرجل عينا بعين، وأذنا بأذن، وكل شيء من الجراح على ذلك، وإن قتلها قتل بها». وأما كيف يقتص من السن؟
فقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل قيل له: كيف يقتص من السن؟ قال: تُبرد. ذكره المنذري في مختصر أبي داود.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 69 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»

  • 📜 حديث: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب