حديث: قتلته دخلت النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترغيب في العفو عن القصاص

عن أبي هريرة قال: قتل رجل على عهد رسول الله ﷺ فرفع ذلك إلى النبي ﷺ، فدفعه إلى ولي المقتول، فقال القاتل: يا رسول الله! والله ما أردت قتله، فقال رسول الله ﷺ للولي: «أما إنه إن كان صادقًا، ثم قتلته دخلت النار» قال: فخلّى سبيله. قال: وكان مكتوفًا بنسعة فخرج يجر نسعته، فسُمِّي ذا النسعة.

صحيح: رواه أبو داود (٤٤٩٨)، والترمذي (١٤٠٧) والنسائي (٤٧٢٢) وابن ماجه (٢٦٩٠) كلهم من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قتل رجل على عهد رسول الله ﷺ فرفع ذلك إلى النبي ﷺ، فدفعه إلى ولي المقتول، فقال القاتل: يا رسول الله! والله ما أردت قتله، فقال رسول الله ﷺ للولي: «أما إنه إن كان صادقًا، ثم قتلته دخلت النار» قال: فخلّى سبيله. قال: وكان مكتوفًا بنسعة فخرج يجر نسعته، فسُمِّي ذا النسعة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من صحيح مسلم، يحمل قصة مؤثرة وعبراً جليلة في باب القصاص والعفو، وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● قتل رجل: أي وقعت جريمة قتل.
● فرفع ذلك إلى النبي ﷺ: أي عُرِضَتْ قضية القتل على النبي ﷺ ليحكم فيها.
● فدفعه إلى ولي المقتول: سلم النبي ﷺ القاتل لولي دم المقتول (أقربائه الذين لهم حق المطالبة بالقصاص أو الدية أو العفو).
● مكتوفًا بنسعة: "مكتوفًا" يعني مُقَيَّد اليدين إلى عنقه. و"النَسعة" هي حبل من الجلد أو ليف.
● يجر نسعته: أي يسحب الحبل الذي كان مكتوفًا به.
● فسُمِّي ذا النسعة: أي أصبح يُعرف بهذا اللقب بسبب هذه الحادثة.

2. شرح الحديث:


تتلخص قصة الحديث في أن رجلاً قَتَلَ آخر خطأً (أي دون عمد)، فحُضِرَ القاتل أمام النبي ﷺ ليحكم في أمره. فأسلمه النبي ﷺ لولي دم المقتول، إذ أن الحق الأول في القصاص أو العفو هو لهم بحسب الشريعة الإسلامية.
فلما رأى القاتل أنه سيواجه القصاص، نادى النبي ﷺ مُقْسِمًا: "وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ قَتْلَهُ"، أي أنه لم يتعمد القتل، بل كان خطأً غير مقصود.
عندها التفت النبي ﷺ إلى ولي المقتول وحذره تحذيراً شديداً فقال: «أَمَّا إِنَّهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا، ثُمَّ قَتَلْتَهُ دَخَلْتَ النَّار». وهذا وعيد شديد؛ لأنه إذا كان القاتل صادقاً في دعواه أن القتل كان خطأً، فإن حكمه في الشريعة ليس القصاص، بل الدية والكفارة. فإذا أقدم ولي الدم على قتله بعد ذلك، يكون قد قَتَلَ نفساً معصومة بغير حق، وهذا من كبائر الذنوب التي توعّد الله مرتكبها بالنار.
فهم ولي الدم هذه الرسالة القوية، وعلم أن العفو أولى له في الدنيا والآخرة، فلم يقتله وأطلقه. فخرج الرجل وهو لا يزال مقيداً بحبل القيد (النسعة) يجرّه خلفه، ومنذ ذلك الحين عُرف بـ "ذي النسعة" تمييزاً له بهذه القصة.

3. الدروس المستفادة منه:


● التثبت في إقامة الحدود: يجب على الحاكم التثبت من نوع الجريمة (عمداً أو خطأً) قبل إقامة الحد، لأن الأحكام تختلف باختلافها.
● حكمة النبي ﷺ في القضاء: لم يقطع النبي ﷺ بالحكم مباشرة، بل ترك البينة على المدعي (ولي الدم)، وحين ادعى القاتل أنه قتل خطأً، نبه الولي إلى عاقبة التسرع في القصاص.
● عظم حق النفس المعصومة: الحديث يظهر مدى حرمة الدماء في الإسلام، وأن قتل النفس بغير حق يؤدي بصاحبه إلى النار.
● فضل العفو عند المقدرة: حث النبي ﷺ ولي الدم بشكل غير مباشر على العفو، لما فيه من الأجر العظيم والسلامة من الإثم.
● النية والمعيار في الأحكام: بيان أن النية والعمد مناط التكليف والعقاب، فالقصد يفرق بين القتل العمد والخطأ.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب القتل الخطأ، وحكمه أنه لا قصاص فيه، ولكن على القاتل دية مغلظة (مؤجلة على أهل القاتل) وكفارة (عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين إن لم يجد).
- الحديث يدل على أن ولي الدم مخير بين ثلاثة أمور في القتل العمد: القصاص، أو أخذ الدية، أو العفو. أما في الخطأ، فليس له إلا الدية أو العفو.
- فيه إثبات وعيد الله تعالى لمن قتل نفساً معصومة بغير حق، وهو وعيد عام يشمل أي قتل بغير حق.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٩٨)، والترمذي (١٤٠٧) والنسائي (٤٧٢٢) وابن ماجه (٢٦٩٠) كلهم من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.
قال الترمذي: «حسن صحيح». والنسعة: حبل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 62 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قتلته دخلت النار

  • 📜 حديث: قتلته دخلت النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قتلته دخلت النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قتلته دخلت النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قتلته دخلت النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب