حديث: لا يُقتل مسلم بكافر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
المسلمون تتكافأ دماؤهم وذمتهم واحدة ولا يقتل مؤمن بكافر
صحيح: رواه البخاري في الديات (٦٩١٥) من طريق مطرّف قال: سمعت الشعبي يحدث قال: سمعت أبا جحفة (واسمه وهب بن عبد الله السوائي) فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:
1. شرح المفردات:
● فَلَقَ الحَبَّةَ: أي شقها وأنبت منها النبات، وهو كناية عن قدرة الله تعالى وعظمته، ومثل هذا القسم يدل على عظمة الأمر المؤكد عليه.
● بَرَأَ النَّسَمَةَ: أي خلق الإنسان والكائنات الحية. والنسمة: النفس أو الخلق.
● فَهْمًا يُعْطَى الرَّجُلُ فِي كِتَابِهِ: المقصود الفطنة والذكاء والفهم العميق للقرآن الذي يمنحه الله تعالى لعبده، فيفهم من النصوص ما لا يفهمه غيره.
● الصَّحِيفَةِ: هنا يقصد صحيفة مكتوبة كان عند علي رضي الله عنه، فيها بعض الأحكام التي سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم.
2. شرح الحديث:
يخبر الصحابي الجليل أبو جحيفة أنه سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قائلاً: "هل عندكم شيء من العلم لم يرد في القرآن؟" أو كما في رواية ابن عيينة: "ما ليس عند الناس؟"، أي هل هناك وحي خاص أو علم سري لم يطلع عليه عامة الناس؟
فأجاب علي رضي الله عنه مقسماً بالله تعالى الذي خلق الكون وأنبت النبات وبرأ النسمات قائلاً: "ما عندنا إلا ما في القرآن" – أي أن أصول الدين والعلم كلها في القرآن، وليس هناك شيء خفي عن الأمة.
ثم استثنى أمرين:
● الفهم الذي يعطيه الله للعبد في كتابه: وهو الإلهام والفراسة والفقه في الدين الذي يمنحه الله لبعض عباده، فيستنبطون من القرآن معاني وحكماً قد تخفى على غيرهم. وهذا ليس وحياً جديداً، بل هو توفيق الله وعطاؤه للعبد المجتهد.
● وما في الصحيفة: وهي صحيفة كان يحفظها علي رضي الله عنه، فيها بعض الأحكام التي سمعها مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم بين محتويات تلك الصحيفة، وهي ثلاثة أمور:
1- العقل: أي الدية الكاملة التي تُدفع في caso القتل الخطأ، وهي مائة من الإبل. وسُميت "عقلاً" لأنها تعقل عن القاتل، أي تمنعه من القصاص.
2- فكاك الأسير: أي تحرير الأسير وافتداؤه من الأسر، سواء بالمال أو بتبادل الأسرى.
3- ألا يقتل مسلم بكافر: أي أن المسلم لا يُقتل قصاصاً إذا قتل كافراً ذمياً أو معاهداً؛ لأن دية الكافر أقل، فلا تستوي نفس المسلم والكافر في القصاص. وهذا الحكم منصوص عليه في السنة.
3. الدروس المستفادة منه:
● عِظَم مكانة القرآن: فهو أصل العلم كله، وكل ما عدده علي رضي الله عنه من الصحيفة والفهم إنما هو مبني على القرآن أو موافق له.
● عدم وجود علم سري خاص بآل البيت: فقد نفى علي رضي الله عنه أن يكون عندهم شيء خفي عن الأمة، مما يرد على بعض الطوائف التي تدعي وجود علوم باطنة خاصة بهم.
● فضل الفهم والعقل في الدين: فالله يمنح عباده فهماً خاصاً لكتابه، وهذا يدعو إلى الاجتهاد والتأمل في النصوص.
● أهمية الكتابة في حفظ العلم: فقد حفظ علي رضي الله عنه هذه الأحكام في صحيفة، مما يدل على مشروعية كتابة العلم.
● رحمة الإسلام وعدالته: ففي الأحكام المذكورة (كفكاك الأسير وعدم قتل المسلم بالكافر) دليل على مراعاة المصالح والعدل.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأدلة على أن السنة النبوية هي شارحة للقرآن ومبينة له، فالأحكام الثلاثة في الصحيفة ليست في القرآن بصيغة صريحة، ولكنها ثبتت بالسنة.
- مسألة "لا يقتل مسلم بكافر" فيها خلاف بين الفقهاء، والراجح أن المسلم لا يقتل بالكافر الذمي أو المعاهد، لكنه يضمن ديته.
- الحديث يدل على تواضع علي رضي الله عنه وزهده في الدنيا، حيث لم يدعِ علماً سرياً أو فضلاً على الآخرين.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وقوله: «لا يقتل مؤمن بكافر» لشرف الإسلام ونقص الكفر، والقصاص يُشعر بالمساواة، ولا مساواة بين الكافر والمسلم، لكن يجوز للامام وولي الأمر أن يقتل القاتل المسلم تعزيرًا لحفظ الأمن، وقد قال جماعة من فقهاء الكوفة منهم أبو حنيفة: بل يقتل به، لأن النبي ﷺ أتى برجل من المسلمين قتل معاهدًا من أهل الذمة. فقدّم رسول الله ﷺ المسلم فضرب عنقه وقال: «أنا أولى من أوفى بذمته».
رواه أبو داود في مراسيله (٢٤١) والدارقطني (٣/ ١٣٥) والبيهقي (٨/ ٣١) كلهم من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن رسول الله ﷺ، وعبد الرحمن بن البيلماني ضعيف، لا تقوم الحجة إذا وصل الحديث، فكيف إذا أرسله. وقد روي موصولا ولا يصح.
ورواه أيضا (٢٤٢) بإسناد آخر عن عبد الله بن عبد العزيز بن صالح الحضرمي قال: قتل رسول الله ﷺ يوم خيبر مسلمًا بكافر. قتله غيلة. وقال: «أنا أولى أو أحق من أوفى بذمته» هذا مرسل ضعيف أيضا. عبد الله بن عبد العزيز والراوي عنه عبد الله بن يعقوب مجهولان.
والغيلة والاغتيال: هو أن يخدع ويقتل.
وقال مالك وأهل المدينة: إن القتل غيلة لا تشترط له المكافأة فيقتل فيه المسلم والكافر.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 72 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 47 حرمة دم المستأمن
- 48 إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة
- 49 من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
- 50 من جزع من جرح فقطع يده فمات حرمت عليه الجنة
- 51 فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم...
- 52 قاتل النفس لا يكفر، ولله وليديه فاغفر
- 53 قتل تسعة وتسعين نفسًا فهل له توبة
- 54 من السائق؟ قالوا: عامر
- 55 من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام
- 56 من أشد الناس عتوًا رجل ضرب غير ضاربه
- 57 قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
- 58 من أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه إن شاء...
- 59 دم امرئ مسلم لا يحل إلا بإحدى ثلاث
- 60 من تصدق به فهو كفارة له
- 61 من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا
- 62 قتلته دخلت النار
- 63 اعف، فإنك مثله
- 64 ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو
- 65 لا يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة
- 66 عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده
- 67 قضى بالقصاص في السن
- 68 طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص
- 69 «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»
- 70 قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة
- 71 لا قود إلا بالسيف
- 72 لا يُقتل مسلم بكافر
- 73 المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا
- 74 من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
- 75 المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 76 دية الكافر نصف دية المسلم
- 77 لا يتوارث أهل ملتين، ولا تنكح المرأة على عمتها
- 78 من قتل عبده قتلناه
- 79 قتل عبده متعمدًا فجلده النبي مائة ونفاه سنة
- 80 علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه
- 81 لا يقاد الأب من ابنه
- 82 لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
- 83 من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه
- 84 كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
- 85 العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
- 86 من قتل له قتيل فهو بخير النظرين
- 87 دفع القاتل عمدًا إلى أولياء القتيل
- 88 من قتل له قتيل فأهله بين خيرين
- 89 من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين
- 90 من قتل عمدًا فهو قود
- 91 على كل بطن عقوله
- 92 العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في...
- 93 قضاء النبي ﷺ في جنين المرأة المقتول بغرة عبد أو...
- 94 دية الجنين غرة عبد أو وليدة
- 95 قضى النبي ﷺ بالغرة عبد أو أمة
- 96 دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
معلومات عن حديث: لا يُقتل مسلم بكافر
📜 حديث: لا يُقتل مسلم بكافر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يُقتل مسلم بكافر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يُقتل مسلم بكافر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يُقتل مسلم بكافر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








