حديث: العضباء لا تسبق حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في المسابقة بين الإبل

عن أنس قال: كان للنبي ﷺ ناقة تسمى العضباء لا تسبق. قال حميد: أو لا تكاد تسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتَّى عرفه فقال: «حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدُّنيا إِلَّا وضعه».

صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٧٢) عن مالك بن إسماعيل، حَدَّثَنَا زهير، عن حميد، عن أنس قال فذكره.

عن أنس قال: كان للنبي ﷺ ناقة تسمى العضباء لا تسبق. قال حميد: أو لا تكاد تسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتَّى عرفه فقال: «حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدُّنيا إِلَّا وضعه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" والإمام أحمد في "المسند"، وصححه الألباني، وهو حديث شريف يحمل معاني عميقة ودروساً عظيمة.

أولاً. شرح المفردات:


● العَضْبَاء: اسم ناقة النبي ﷺ، ومعناها: مقطوعة الأذن أو مشقوقة الأذن، وكانت معروفة بسرعتها.
● لا تُسْبَق: أي لا تسبقها أخرى في السباق.
● قَعُود: ناقة أو جمل للركوب.
● فَشَقَّ ذَلِكَ: أحزن ذلك وأثقل عليهم.
● حَقٌّ عَلَى اللَّهِ: أي أمرٌ ثابتٌ لا بد منه بحكمته تعالى.
● أَنْ لَا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ: أي لا يعلو شيء في الدنيا وينتصر إلا سيُهزم وينزل.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ كانت له ناقة سريعة جداً تسمى "العضباء"، لا تكاد تُهزم في السباق. وفي مرة من المرات، جاء أعرابي (إنسان من البادية) على ناقة عادية فسبق ناقة النبي ﷺ في السباق. فحزن الصحابة رضي الله عنهم لذلك كثيراً، حتى ظهر أثر الحزن على وجوههم. فلما رأى النبي ﷺ تأثير ذلك عليهم، قال لهم هذه الكلمات العظيمة ليعلّمهم ويسليهم: "حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه".
ومعنى هذا الكلام النبوي الكريم: أنه من حكمة الله تعالى وسنته الثابتة في خلقه أن كل شيء يرتفع في الدنيا ويعلو - سواء كان قوة، أو سرعة، أو مالاً، أو جاهاً، أو سلطاناً - لا بد أن يأتي وقت ينزل فيه ويضعف، فهذه سنة الله في الدنيا. فالنصر والعلو الدائم ليس للدنيا، بل للآخرة ولأهل الإيمان فيها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سنة الله في الكون: الحديث يبين سنة من سنن الله تعالى في كونه، وهي أن الدنيا دار تقلب وتغير، لا تستقر على حال لأحد.
2- عدم الغرور بالقوة الدنيوية: يعلمنا النبي ﷺ ألا نغتر بما لدينا من قوة أو تفوق دنيوي، لأنه زائل لا محالة.
3- التسليم لقضاء الله: يجب على المسلم أن يرضى بقضاء الله وقدره، حتى في الأمور التي تحزنه، فالله تعالى حكيم في تقديره.
4- مواساة النبي ﷺ لأمته: من خلال موقف النبي ﷺ في تسلية أصحابه وتخفيف حزنهم، نتعلم كيف يكون القائد الرحيم الذي يهتم بمشاعر أتباعه.
5- عدم التعصب للأشخاص: حتى لو كان الشخص المعني هو النبي ﷺ نفسه، فإن الحقائق الكونية لا تتغير، فلا ينبغي التعصب الأعمى.
6- توجيه الأنظار إلى الآخرة: التذكير بأن التفوق الحقيقي والدائم هو في الآخرة، عند الله تعالى.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، التي جمعت معاني عظيمة في ألفاظ قليلة.
- ينبغي للمسلم أن يتأمل في هذا الحديث عندما يرى تفوق الكفار أو أهل المعاصي في الدنيا، فيطمئن قلبه بأن هذا التفوق مؤقت وزائل، والعاقبة للمتقين.
- كان النبي ﷺ يمارس الرياضة والسباق مع أصحابه، مما يدل على مشروعية التنافس في الأمور المباحة التي تقوي الجسم والنفس.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يعتبر بهذه السنن الإلهية، وأن لا تغرنا الدنيا وزخرفها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٧٢) عن مالك بن إسماعيل، حَدَّثَنَا زهير، عن حميد، عن أنس قال فذكره.
وفي معناه ما رُوي عن أبي هريرة قال: «كانت القصوى لا تُسبق، فجاء أعرابي على بكر، فسابقه فسبقها، فشق ذلك على المسلمين فقال: يا رسول الله، سُبقت العضباء، وقال النَّبِيّ ﷺ: إنه حق على الله أن لا يرفع شيئًا من الأرض إِلَّا وضعه».
رواه الدَّارقطنيّ (٤/ ٣٠٢) عن طريق معن، نا مالك، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
وقد رواه غير واحد عن مالك، عن الزّهريّ، عن سعيد مرسلًا.
وكذلك رواه غير مالك عن الزهري. انظر تفصيل ذلك في علل ابن أبي حاتم (١٩١٤)، وعلل الدَّارقطنيّ (٩/ ١٧٢ - ١٧٣).
وقال أبو زرعة: الصَّحيح عن الزهري عن سعيد فقط.
وقال الدَّارقطنيّ: والمرسل أصح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 252 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العضباء لا تسبق حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا

  • 📜 حديث: العضباء لا تسبق حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العضباء لا تسبق حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العضباء لا تسبق حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العضباء لا تسبق حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب