حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأكل من طعام الغنيمة قبل قسمتها

عن رافع بن خديج قال: كنا مع النَّبِيّ ﷺ بذي الحليفة، فأصاب الناس جوع،
وأصبنا إبلا وغنما وكان النَّبِيّ ﷺ في أخريات الناس فعجلوا فنصبوا القدور، فأمر بالقدور فأكفئت، ثمّ قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير، فندَّ منها بعير، وفي القوم خيل يسيرة فطلبوه فأعياهم فأهوى إليه رجل بسهم، فحبسه الله، فقال: «هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش فما ندّ عليكم فاصنعوا به هكذا» فقال جدّي: إنا نرجو أو نخاف أن نلقى العدو غدا، وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب؟ فقال: «ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه ليس السن والظفر، وسأحدّثكم عن ذلك، أما السن فعظم، وأمّا الظفر فمدى الحبشة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠٧٥)، ومسلم في الأضاحي (١٩٦٨: ٢٠) كلاهما من طريق سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، عن جده رافع .

عن رافع بن خديج قال: كنا مع النَّبِيّ ﷺ بذي الحليفة، فأصاب الناس جوع،
وأصبنا إبلا وغنما وكان النَّبِيّ ﷺ في أخريات الناس فعجلوا فنصبوا القدور، فأمر بالقدور فأكفئت، ثمّ قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير، فندَّ منها بعير، وفي القوم خيل يسيرة فطلبوه فأعياهم فأهوى إليه رجل بسهم، فحبسه الله، فقال: «هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش فما ندّ عليكم فاصنعوا به هكذا» فقال جدّي: إنا نرجو أو نخاف أن نلقى العدو غدا، وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب؟ فقال: «ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه ليس السن والظفر، وسأحدّثكم عن ذلك، أما السن فعظم، وأمّا الظفر فمدى الحبشة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كُتب أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: كنا مع النبي ﷺ بذي الحليفة، فأصاب الناس جوع، وأصبنا إبلاً وغنماً، وكان النبي ﷺ في أخريات الناس، فعجلوا فنصبوا القدور، فأمر بالقدور فأكفئت، ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير، فندَّ منها بعير، وفي القوم خيل يسيرة فطلبوه فأعياهم، فأهوى إليه رجل بسهم، فحبسه الله، فقال: «هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش، فما ندَّ عليكم فاصنعوا به هكذا». فقال جدي: إنا نرجو أو نخاف أن نلقى العدو غداً، وليس معنا مدى، أفنذبح بالقصب؟ فقال: «ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه، ليس السن والظفر، وسأحدثكم عن ذلك: أما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة».


1. شرح المفردات:


● ذي الحليفة: موضع قرب المدينة المنورة، وهو ميقات أهل المدينة.
● أخريات الناس: أي في المؤخرة أو آخر الصف.
● نصبوا القدور: وضعوها على النار للطبخ.
● أكفئت: أُقلبت وأُفرغت.
● عدل عشرة من الغنم ببعير: جعل عشر شياه مساوية لقيمة بعير في القسمة.
● ندَّ: هرب وفر.
● أعياهم: أعجزهم وتعبهم.
● أهوى إليه بسهم: رماه بسهم.
● حبسه الله: منعه من الهروب بتيسير رمي السهم.
● أوابد: جمع "أُبْد" وهي صفة البهائم التي تأبى وتفر هاربة كالوحش.
● مدى: سكين.
● أنهر الدم: أساله وأخرجه.
● السن: الأسنان كالناب.
● الظفر: المخالب.


2. شرح الحديث:


كان الصحابة رضي الله عنهم في سفر مع النبي ﷺ في منطقة ذي الحليفة، وأصابهم جوع شديد، فوجدوا إبلاً وغنماً (غنيمة أو نحوه)، وكان النبي ﷺ في آخر القافلة، فاستعجل بعض الصحابة ووضعوا القدور للطبخ قبل أن يأذن النبي ﷺ أو يقسم الغنيمة، فأمر ﷺ بإكفاء القدور (إراقتها) لأن القسمة لم تتم بعد، تأكيدًا على أهمية العدل وعدم التصرف قبل الإذن.
ثم قام ﷺ بتقسيم الغنائم بعدل، حيث جعل بعيرًا واحدًا يساوي عشر شياه في القيمة. لكن أحد الإبل هرب، وكان مع الصحابة عدد قليل من الخيول، فحاولوا اللحاق به فلم يستطيعوا، فرماها أحدهم بسهم فأصابها ومنعها من الهروب بفضل الله. هنا بيّن النبي ﷺ أن بهائم الأنعام قد تفر أحيانًا كالوحش، وأرشد أن ما هرب منها ثم قُتل بطريقة صيد (مثل الرمي بالسهم) فيحل أكله.
ثم سأل جد رافع بن خديج: إننا نخشى لقاء العدو وليس معنا سكاكين للذبح، فهل نذبح بالقصب (أي بأداة حادة غير معتادة)؟ فأجاب النبي ﷺ: ما أسال الدم وذكر اسم الله عليه فهو ذكيحة حلال، إلا أن لا يكون السن أو الظفر، وفسر ذلك: السن هو العظم (كأن يذبح بعظم حاد)، والظفر هو ما يشبه سكاكين الحبشة (المخالب أو الأدوات غير المسننة)، لأنها لا تُنهر الدم جيدًا وقد تؤذي الحيوان.


3. الدروس المستفادة:


● وجوب الاستئذان قبل التصرف في المال العام: كما في إكفاء القدور لأن القسمة لم تتم.
● العدل في القسمة: كالتسوية بين القيم المختلفة في الغنائم.
● التيسير في أمور الذبح: إذا تعذرت السكينة، ويجوز الذبح بأي أداة حادة تُنهر الدم، مع التسمية.
● تحريم الذبح بالسن والظفر: لأنها لا تُنهر الدم بشكل كافٍ، وقد ثبت في أحاديث أخرى النهي عن ذلك لكونها مؤذية وغير مضبوطة.
● التعليل الشرعي: حيث بيّن النبي ﷺ الحكمة من النهي عن السن والظفر.
● التسليم لأمر النبي ﷺ: كما في امتثالهم لأمره بإكفاء القدور واتباعهم إرشاده في الصيد والذبح.


4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأحكام الذبائح والصيد.
- ذهب جمهور العلماء إلى تحريم الذبح بالسن والظفر، واستثنوا ما كان حادًا كالسكين ولو من حجر أو قصب، إذا أنهر الدم.
- القصد من "أنهر الدم" هو إسالته بشدة، مما يضمن سرعة خروج الروح وإزهاقها بأقل ألم.
- هذا الحديث يدخل في باب التيسير ورفع الحرج في الظروف الصعبة كالحرب أو السفر.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠٧٥)، ومسلم في الأضاحي (١٩٦٨: ٢٠) كلاهما من طريق سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، عن جده رافع .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 317 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه

  • 📜 حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب