حديث: النهبة لا تحل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن النهبة

عن ثعلبة بن الحكم قال: أصبنا غنما للعدو، فانتهبناها فنصبنا قدورنا، فمرّ النَّبِيّ ﷺ بالقدور، فأمر بها فأكفئت ثمّ قال: «إن النهبة لا تحل».

حسن: رواه ابن ماجة (٣٩٣٨) - واللّفظ له - والطيالسي (١٢٩١)، وعبد الرزّاق (١٨٨٤١)، وصحّحه الحاكم (٢/ ١٣٤) كلّهم من طرق عن سماك، عن ثعلبة بن الحكم .

عن ثعلبة بن الحكم قال: أصبنا غنما للعدو، فانتهبناها فنصبنا قدورنا، فمرّ النَّبِيّ ﷺ بالقدور، فأمر بها فأكفئت ثمّ قال: «إن النهبة لا تحل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، يحمل تحذيرًا نبويًا من فعل محرم، وبيانًا لحكم شرعي مهم. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:


النص الأصلي للحديث:
عن ثعلبة بن الحَكَم قال: أصبنا غنماً للعدو، فانتهبناها فنصبنا قدورنا، فمرَّ النبي ﷺ بالقدور، فأمر بها فأكفئت ثم قال: «إن النهبة لا تحل».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وصححه الألباني في صحيح الجامع).


1. شرح المفردات:


● أصبنا غنماً للعدو: وجدنا غنماً (أغناماً) مملوكة للكفار المحاربين.
● فانتهبناها: أخذناها عنوةً وسرعةً دون توزيع نظامي، أي نهباً.
● نصبنا قدورنا: أعددنا قدورنا للطبخ.
● فأكفئت: أُقلبت وأُفرغت.
● النهبة: ما يؤخذ من مال العدو عنوةً دون تقسيم شرعي.


2. شرح الحديث:


يُخبر الصحابي ثعلبة بن الحكم رضي الله عنه أنهم في إحدى الغزوات أو المعارك وجدوا غنماً (أغناماً) تعود للعدو الكافر، فأخذوها بطريقة النهب والاستيلاء الفردي دون انتظار توزيعها من قبل القائد أو تقسيمها حسب أحكام الغنائم في الإسلام. ثم شرعوا في طهي لحمها، فلما مرَّ عليهم النبي ﷺ ورأى القدور على النار، أمر بإراقتها وإفراغ محتوياتها. ثم بين لهم أن "النهبة" – أي الأخذ الفردي من مال العدو دون إذن الإمام والتقسيم الشرعي – لا تحل، أي حرام وغير جائز شرعاً.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم النهب: يحرم على المسلم أن يأخذ من أموال الغنيمة قبل تقسيمها من قبل الإمام أو من ينوب عنه، وهذا من ضبط النظام المالي في الدولة الإسلامية ومنع الفوضى والظلم.
2- طاعة ولي الأمر في التقسيم: الغنائم لها أحكامها الخاصة في الإسلام، حيث يجب جمعها ثم توزيعها حسب ما جاء في القرآن والسنة (خُمس لله والرسول وذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، وأربعة أخماس للغانمين).
3- النظام والانضباط: الإسلام دين نظام، وليس دين فوضى، حتى في حالات الحرب، فلا يجوز لكل فرد أن يأخذ ما يشاء بمفرده.
4- الرسول ﷺ معلماً: حرص النبي ﷺ على تعليم الصحابة بالأفعال قبل الأقوال، حيث أمر بإكفاء القدور ليكون ذلك أبلغ في النفوس وأوضح في التحريم.
5- الحكمة من التحريم: من حكمة تحريم النهب منع الظلم والاختلال في توزيع الثروات، وحفظ أموال المسلمين، ومنع الشح والأنانية بين الجنود.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الغنائم" وأحكامها، والتي بينها الله تعالى في سورة الأنفال:
{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41].
- النهب محرم حتى لو كان المال للكفار المحاربين، لأن له حقاً في بيت مال المسلمين.
- الفرق بين "الغنيمة" و"النهبة": الغنيمة ما أخذ من العدو بعد القتال وفق الأصول الشرعية، أما النهبة فهي الأخذ دون إذن.
- هذا التحريم يشمل كل ما يؤخذ من العدو، سواء كان مالاً أو سلاحاً أو غنماً أو غير ذلك.


الخاتمة:
فهذا الحديث الشريف يحذر من خطورة النهب ويبين أنه حرام، وأن الغنائم يجب أن توزع وفق النظام الإسلامي، تأكيداً للعدل والإنصاف، ودرءاً للفوضى والظلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (٣٩٣٨) - واللّفظ له - والطيالسي (١٢٩١)، وعبد الرزّاق (١٨٨٤١)، وصحّحه الحاكم (٢/ ١٣٤) كلّهم من طرق عن سماك، عن ثعلبة بن الحكم .. فذكره.
وجاء عند عبد الرزّاق والحاكم أن ذلك كان يوم خيبر.
ورواه ابن حبَّان (٥١٦٩) من طريق شريك، عن سماك به، إِلَّا أن فيه: «يوم حنين» بدل خيبر.
وجزم البخاريّ في التاريخ الكبير (٢/ ١٧٣) بأن خيبر هو الأصح.
وإسناده حسن من أجل سماك بن حرب فإنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: «حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه لحديث سماك بن حرب، فإنه رواه مرة عن ثعلبة بن الحكم، عن ابن عباس، عن النَّبِيّ ﷺ».
قل: جزم البخاريّ في التاريخ الكبير (٢/ ١٧٣) بأن ذكر ابن عباس في إسناد هذا الحديث لا يصح، وكذلك قال أبو زرعة وأبو حاتم. انظر: العلل (٢٢٢٢).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 318 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النهبة لا تحل

  • 📜 حديث: النهبة لا تحل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النهبة لا تحل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النهبة لا تحل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النهبة لا تحل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب