حديث: من مات وعليه غلول فهو في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحريم الغلول

عن عبد الله بن عمرو قال: كان على ثقل النَّبِيّ ﷺ رجلٌ يقال له: كِركِرة فمات فقال رسول الله ﷺ: «هو في النّار»، فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءةً قد غلّها.

صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠٧٤) عن عليّ بن عبد الله، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرو، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.

عن عبد الله بن عمرو قال: كان على ثقل النَّبِيّ ﷺ رجلٌ يقال له: كِركِرة فمات فقال رسول الله ﷺ: «هو في النّار»، فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءةً قد غلّها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 2268) ومسلم (رقم 111) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

أولاً. شرح المفردات:


● ثقل النبي ﷺ: أمتعته ومتاعه الذي يحمله في السفر.
● كِرْكِرَة: اسم للرجل، وقيل هو اسم أعجمي.
● غَلَّهَا: أي سرقها وأخذها خيانة من الغنيمة أو من المتاع العام قبل القسمة. والغُلُول هو أخذ شيء من الغنيمة قبل تقسيمها.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن هناك رجلاً كان موكلاً بحمل متاع النبي ﷺ وأمتعة السفر (وكان يسمى كركرة)، فمات هذا الرجل. فذكر النبي ﷺ خبراً من الوحي بأن هذا الرجل في النار. استغرب الصحابة هذا الخبر، لأن الميت كان يؤدي عمله ويظهر عليه الإسلام، فذهبوا ليتفحصوا حاله وأسباب ذلك، فوجدوا في متاعه عباءة (رداء أو كساء) كان قد غَلَّها، أي سرقها من الغنيمة أو من المتاع العام الذي كان تحت يده ولم يُحِط الناس علماً بذلك.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة خيانة الأمانة والغُلول: الحديث يظهر عظم جرم الغلول وخيانة الأمانة، حتى إنه قد يُدخل صاحبه النار وإن كان يظهر الإسلام ويصلي. قال تعالى: {وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161].
2- إطلاع الله تعالى على خفايا القلوب وخبايا الأمور: النبي ﷺ أخبر بأمر غيبي، وهو أن هذا الرجل في النار بسبب معصية خفية، لا يعلمها أحد سوى الله، ثم أطلع عليها نبيه.
3- عدم التسرع في الحكم على الظاهر: ظاهر الرجل كان مستقيماً، ولكن باطنه كان يخفي معصية عظيمة، وهذا يحذرنا من الحكم على الناس بمجرد الظاهر، فالله تعالى هو المطلع على السرائر.
4- أن الكبيرة قد تهوي بصاحبها إلى النار: فسرقة شيء صغير (عباءة) كانت سبباً في وعيده بالنار، مما يدل على عظم هذه الذنب.
5- وجرد رد المظالم إلى أهلها: لو أن الرجل تاب ورد العباءة إلى أصحابها قبل موته، لكان ذلك تكفيراً لذنبه، ولكن他把 الذنب معه إلى الموت.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام نبوة النبي ﷺ، حيث أخبر بأمر غيبي تحقق بعد البحث.
- فيه دليل على أن أصحاب الكبائر من المسلمين تحت مشيئة الله، إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم، إلا أن هذا الوعيد الشديد يدل على عظم الذنب.
- يستفاد منه التحذير من مجرد النظرة إلى الظاهر والاغترار بحال الشخص دون التأكد من باطنه، فالأعمال بالخواتيم.
نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة، وأن يحفظنا من الخيانة والغُلول، وأن يتوفانا على الإسلام والإيمان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠٧٤) عن عليّ بن عبد الله، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرو، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 324 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من مات وعليه غلول فهو في النار

  • 📜 حديث: من مات وعليه غلول فهو في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من مات وعليه غلول فهو في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من مات وعليه غلول فهو في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من مات وعليه غلول فهو في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب