حديث: أخذ الشملة من المغانم لتشتعل عليه نارًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحريم الغلول

عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ يوم خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إِلَّا الأموال: الثياب والمتاع. فأهدى رفاعة بن زيد لرسول الله ﷺ غلاما أسود يقال له: مدعم فوجه رسول الله ﷺ إلى وادي القرى حتَّى إذا كنا بوادي القرى بينما مدعم يحط رحل رسول الله ﷺ إذا جاءه سهم عائر فأصابه فقتله فقال الناس: هنيئا له الجنّة فقال رسول الله ﷺ: «كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارًا»، فلمّا سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك أو شراكين إلى النَّبِيّ ﷺ فقال: «شراك من نار أو شراكان من نار».

متفق عليه: رواه مالك في الجهاد (٢٥) عن ثور بن زيد الديليّ، عن أبي الغيث سالم مولى ابن مطيع، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ يوم خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إِلَّا الأموال: الثياب والمتاع. فأهدى رفاعة بن زيد لرسول الله ﷺ غلاما أسود يقال له: مدعم فوجه رسول الله ﷺ إلى وادي القرى حتَّى إذا كنا بوادي القرى بينما مدعم يحط رحل رسول الله ﷺ إذا جاءه سهم عائر فأصابه فقتله فقال الناس: هنيئا له الجنّة فقال رسول الله ﷺ: «كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارًا»، فلمّا سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك أو شراكين إلى النَّبِيّ ﷺ فقال: «شراك من نار أو شراكان من نار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث باختصار:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن غزوة خيبر، حيث لم يحصل المسلمون على غنائم من ذهب أو فضة، بل حصلوا على أمتعة وثياب. وأهدى رفاعة بن زيد للنبي ﷺ غلامًا أسودًا اسمه مدعم. أثناء توجه النبي ﷺ إلى وادي القرى، بينما كان مدعم يعد رحل النبي ﷺ، أصابه سهم طائش (عائر) فقتله. فظن الناس أنه شهيد وهنأوه بالجنة، فأنكر النبي ﷺ ذلك وكشف أن الغلام قد أخذ شيئًا من الغنائم بغير حق، فجاء رجل وأخرج شراكين (أربطة للنعال) كان قد أخذهما من الغنائم.

شرح المفردات:


● لم نغنم: لم نحصل على غنائم
● الأموال: هنا指 المتاع والثياب
● عائر: طائش لا يعلم من رماه
● الشملة: كساء من صوف
● لم تصبها المقاسم: لم تقسم مع الغنائم الرسمية
● تشتعل عليه نارًا: تصبح سببًا في عذابه بالنار
● الشراك: رباط النعل أو الحذاء

شرح الحديث:


1- الحدث الرئيسي: في غزوة خيبر، كانت الغنائم من نوع المتاع والثياب وليس ذهبًا أو فضة.
2- موقف مدعم: أخذ الغلام شيئًا من الغنائم بغير حق (شملة) دون أن يظهرها أو يخبر بها.
3- استشهاده: مات بسبب سهم طائش، فظن الناس أنه شهيد مستحق للجنة.
4- تصحيح المفهوم: بين النبي ﷺ أن أخذ شيء من الغنائم بغير حق يعد غلولاً وهو من الكبائر، وقد يكون سببًا في عذاب صاحبه.
5- رد الفعل: عندما سمع الناس ذلك، بادروا إلى التخلص مما أخذوه بغير حق.

الدروس المستفادة:


1- خطورة الغلول: أخذ شيء من الغنائم بغير حق من الكبائر، وقد قال الله تعالى: {وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:161].
2- لا يجوز الحكم بالشهادة لأحد: لا يجوز لنا أن نجزم بشهادة أحد أو بدخوله الجنة، إلا من شهد له النبي ﷺ.
3- الإسراع في التوبة: يجب على المسلم إذا أخطأ أن يبادر إلى التوبة ورد الحقوق لأصحابها.
4- النية أساس العمل: قد يظهر الشخص بمظهر الصالح، ولكن النية والعمل الباطن هما المعيار عند الله.
5- الرسول ﷺ لا يعلم الغيب: علم النبي ﷺ بهذا الأمر بوحي من الله، مما يؤكد أنه لا يعلم الغيب إلا ما أعلمه الله.

فوائد إضافية:


- الحديث يدل على عدل الإسلام ومراعاة الحقوق المالية.
- يدل على أهمية المحاسبة النفسية ومراجعة الأعمال.
- يؤكد على أن الأعمال بخواتيمها، فرب عمل صغير يحبط العمل كله.
نسأل الله أن يجعلنا من المتقين الصادقين، وأن يحفظنا من الغلول والخيانة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الجهاد (٢٥) عن ثور بن زيد الديليّ، عن أبي الغيث سالم مولى ابن مطيع، عن أبي هريرة فذكره. ورواه البخاريّ في المغازي (٤٢٣٤)، ومسلم في الإيمان (١١٥) كلاهما من طريق مالك به.
ولفظ البخاريّ في أوله: افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة، إنّما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط، ثمّ انصرفنا مع رسول الله ﷺ إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له: مدعم ... الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 322 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذ الشملة من المغانم لتشتعل عليه نارًا

  • 📜 حديث: أخذ الشملة من المغانم لتشتعل عليه نارًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذ الشملة من المغانم لتشتعل عليه نارًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذ الشملة من المغانم لتشتعل عليه نارًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذ الشملة من المغانم لتشتعل عليه نارًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب