لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله

حديث: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله

عَنْ سَلَمَةَ بن الأكوع، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه خلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي خَيْبَرَ، وَكَانَ رَمِدًا، فَقَال: أَنَا أَتَخَلَّفُ عَن النَّبِيِّ ﷺ؟ فَلَحِقَ به، فَلَمَّا بِتْنَا اللَّيْلَةَ الَّتِي فُتِحَتْ، قَالَ: «لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا - أَوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ غَدًا - رَجُل يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، يُفْتَحُ عَلَيْه» فَنَحْنُ نَرْجُوهَا، فَقِيلَ هَذَا عَلِيٌّ، فَأَعْطَاهُ، فَفُتِحَ عَلَيْهِ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٠٩) ومسلم في فضائل الصّحابة (٣٥: ٢٤٠٧) كلاهما من طريق هاشم (هو ابن إسماعيل) عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُظهر مكانة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومنزلته عند الله ورسوله.

أولاً. شرح المفردات:

● خلَّفَ: تأخر وبقي.
● رَمِدًا: مصابًا بالرَمَد، وهو التهاب في العين.
● الرَّايَةَ: العلم الذي يحمله قادة الجيش، وعلامة القيادة.
● يُفْتَحُ عَلَيْه: يَنصُرُه الله على الأعداء ويفتح عليه البلاد.

ثانياً. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عن قصة حدثت في غزوة خيبر، حيث كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد تأخر عن اللحاق برسول الله صلى الله عليه وسلم والجيش بسبب إصابته بمرض في عينيه (الرَمَد).
فلما علم علي رضي الله عنه بتأخره، لم يُرِد أن يفوته فضل الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بكلمات تعبر عن شدة حبه للرسول وحرصه على الجهاد معه: "أنا أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم؟!" (أي: كيف يتخلف مثلي عن النبي؟!). فبادر ولحق بالجيش رغم أن مرضه.
وفي الليلة التي سبقت فتح حصن خيبر، قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً في الصحابة وأعلن بشيراً مبشراً، فقال: «لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُل يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَيُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، يُفْتَحُ عَلَيْه».
فاهتزت قلوب الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وتمنى كل واحد منهم أن يكون هو ذلك الرجل المحظوظ بهذه الفضيلة العظيمة: محبة الله ورسوله، وحمل الراية، وتحقيق النصر.
فلما أصبح الصباح، سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عليّ، فقيل له: إنه يشتكي من رمد في عينيه. فدعا به، فجاء علي رضي الله عنه، فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه (أي: نفث فيهما نفثة خفيفة بدعاء وبركة)، فبرئتا بإذن الله كما جاء في روايات أخرى. ثم أعطاه الراية، فقاتل وقاتل معه المسلمون حتى فتح الله عليهم حصن خيبر.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- فضيلة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الحديث من أوضح الأدلة على فضل علي ومنزلته عند الله ورسوله، حيث خصه الله ورسوله بهذه الصفات العظيمة: محبة الله له، ومحبته هو لله، ومحبة الرسول له، ومحبته للرسول، ثم اقتران ذلك بالنصر العزيز.
2- حرص الصحابة على الخير والجهاد: يظهر من الحديث شدة حرص الصحابة رضي الله عنهم على نيل مرضاة الله ورسوله، وتلهفهم لحمل راية الجهاد.
3- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: علي رضي الله عنه لم يمنعه مرضه من السعي واللحاق بالجيش، مع توكله على الله في شفائه، فجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل.
4- بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: حيث برئت عينا علي رضي الله عنه بدعاء النبي ونفثه، فهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
5- الإعلان عن الفضائل لتشجيع الأمة: أعلن النبي صلى الله عليه وسلم عن صفات صاحب الراية قبل أن يسميه، ليشوق الصحابة إلى الخير، وليعرفوا فضل هذا الرجل.

رابعاً. معلومات إضافية:

- غزوة خيبر كانت في السنة السابعة للهجرة.
- كانت خيبر معقل اليهود الأقوى في الجزيرة العربية، وفتحها كان نصراً عزيزاً للمسلمين.
- هذا الحديث من الأحاديث التي يستدل بها أهل السنة على فضائل علي رضي الله عنه، ورداً على من يطعنون فيه أو في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين.
نسأل الله أن يرزقنا حبه وحب من يحبه، وحب العمل الذي يقربنا إليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٠٩) ومسلم في فضائل الصّحابة (٣٥: ٢٤٠٧) كلاهما من طريق هاشم (هو ابن إسماعيل) عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 539 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله

📜 حديث: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية