حديث: كل ميسر لما كتب له وعليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أمر قد فُرغ منه، وكلٌّ مُيسَّر لما خُلق له

عن عمر أنّه سأل رسول اللَّه ﷺ مرجعه من بدر، فقال: «أنعمل لأمر قد فُرغ منه أم لأمر نأتنفُه؟ فقال: «لأمر قد فُرغ منه». قال: ففيمَ العمل إذا؟ فقال رسول اللَّه
ﷺ: «كلٌّ مُيسَّرٌ لما كُتب له وعليه».

حسن: رواه ابن وهب في القدر (١٩)، وعنه ابنُ بطّة في الإبانة (١٣٥٣) عن أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، أنّ عمر بن الخطّاب سأل رسول اللَّه ﷺ، فذكره.

عن عمر أنّه سأل رسول اللَّه ﷺ مرجعه من بدر، فقال: «أنعمل لأمر قد فُرغ منه أم لأمر نأتنفُه؟ فقال: «لأمر قد فُرغ منه». قال: ففيمَ العمل إذا؟ فقال رسول اللَّه
ﷺ: «كلٌّ مُيسَّرٌ لما كُتب له وعليه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا من فضله.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيه فوائد عظيمة وعبر جليلة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● مرجعه من بدر: أي عند عودته من غزوة بدر الكبرى.
● أنعمل لأمر قد فُرغ منه: هل نعمل لأمر قد حُسم وقُضي فيه، أي هل الأعمال التي نعملها تؤثر في المصير الذي قد كُتب؟
● أم لأمر نأتنفه: أي أم لأمر نستقبله ونتجدد فيه؟ (من التنفُّس أي التجدد).
● كل ميسر لما كتب له: كل إنسان مُهيأ ومُسَخَّر لما قد كُتب له من خير أو شر.
● وعليه: أي وميسر أيضاً لما كُتب عليه من أعمال.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعد عودتهم من غزوة بدر، فقال: يا رسول الله، الأعمال التي نعملها، هل هي مؤثرة في أمر قد قُضي وكُتب في اللوح المحفوظ، أم أننا نعمل لأمر لم يُقض بعد فنؤثر فيه بأعمالنا؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: "بل لأمر قد فُرغ منه وكُتب"، أي أن القضاء والقدر قد سبق.
فعمر رضي الله عنه - وكان ذا فطنة ثاقبة - سأل: "ففيم العمل إذا؟" أي ما فائدة العمل والاجتهاد إذا كان كل شيء مكتوباً؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة البالغة: "كل ميسر لما كتب له"، أي أن الله تعالى قد كتب المقادير، وفي نفس الوقت يسر لكل إنسان الأسباب والوسائل التي توصله إلى ما كُتب له، فالعبد يعمل ويجتهد، والله يعلم ما سيكون عليه حاله، فييسره لطريقته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإيمان بالقدر خيره وشره: من أركان الإيمان الستة الإيمان بالقدر، وهذا الحديث أصل عظيم في هذا الباب.
2- الجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله: ليس معنى الإيمان بالقدر ترك العمل والاتكال، بل يجب على المسلم أن يأخذ بالأسباب كما أمر الله ورسوله، ثم يتوكل على الله حق توكله.
3- الحرص على العمل الصالح: لأن تيسير العبد للخير دليل على أن الله قد كتب له السعادة، فيجب أن يستبشر ويثابر.
4- الرد على شبهة الجبر: يظن بعض الناس أن الإيمان بالقدر يعني أن العبد مجبور على عمله، وهذا خطأ، بل للعبد إرادة واختيار، لكن علم الله سبق بما سيعمله.
5- الحكمة من السؤال: حرص الصحابة رضي الله عنهم على فهم دينهم، وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن الأمور الغيبية التي تشكل على أفهامهم.
6- التيسير للخير أو الشر: من يسر له الله عمل الخير فذلك بتوفيق منه، ومن يسر لغير ذلك فذلك بعدله وحكمته.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب القضاء والقدر، وقد استدل به العلماء على أن أعمال العباد داخلة في علم الله القدري.
- ينبغي للمسلم أن يعمل ويجتهد ولا يتكل على القدر، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لعمر: "لا تعمل"، بل بين له أن العمل نفسه هو جزء من التيسير لما كتب.
- من تطبيقات هذا الحديث في حياتنا: أن يسعى الإنسان للرزق ويأخذ بأسبابه، وهو يعلم أن رزقه مكتوب، فلا يتقاعس بحجة القدر، ولا يقلق إذا حصل تأخر.
أسأل الله أن ييسرنا لليسرى، ويجنبنا العسرى، وأن يجعلنا من أهل طاعته ورضاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن وهب في القدر (١٩)، وعنه ابنُ بطّة في الإبانة (١٣٥٣) عن أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، أنّ عمر بن الخطّاب سأل رسول اللَّه ﷺ، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أسامة بن زيد -وهو الليثيّ- مختلف فيه غير أنّه حسن الحديث، وقد أخرج له مسلم.
وللحديث طرق غير أنّ ما ذكرته هو أصحُّها، وقد يأتي بعض طرقه مع بيان تعليلها. ومن هذه الطّرق ما رواه الترمذيّ من وجهين - الوجه الأوّل (٢١٣٥): من طريق شعبة، عن عاصم بن عبيد اللَّه، عن سالم بن عبد اللَّه، يحدِّث عن أبيه، قال: قال عمر: يا رسول اللَّه، أرأيتَ ما نعمل فيه أمر مبتدع أو مبتدأ، أو فيما قد فُرغ منه؟ فقال: «فيما قد فُرغ منه يا ابن الخطّاب، وكلٌّ ميَسَّر، أمّا من كان من أهل السّعادة فإنّه يعمل للسّعادة، وأمّا من كان من أهل الشّقاء فإنّه يعمل للشّقاء».
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (١٩٦)، والبزّار (١٢١).
وعاصم بن عبد اللَّه أهل العلم مطبقون على تضعيفه.
وأما قول الترمذيّ: «حسن صحيح» فهو تساهل منه، أو لعلّه يقصد به الحديث لا الإسناد.
والوجه الثاني هو ما رواه أيضًا الترمذيّ (٣١١١) من طريق سليمان بن سفيان، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطّاب، قال: لما نزلتْ هذه الآية: ﴿فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ﴾ [سورة هود: ١٠٥] سألتُ رسول اللَّه ﷺ، فقلت: يا نبي اللَّه، فعلى ما نعمل؟ على شيء قد فُرغ منه، أو على شيء لم يفرغ منه؟ قال: «بل على شيء قد فُرغ منه، وجرتْ به الأقلام يا عمر، ولكن كلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلق له».
ومن هذا الطّريق رواه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (١٧٠).
وسليمان بن سفيان هو التيميّ مولاهم أبو سفيان المدني «ضعيف».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 991 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل ميسر لما كتب له وعليه

  • 📜 حديث: كل ميسر لما كتب له وعليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كل ميسر لما كتب له وعليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كل ميسر لما كتب له وعليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كل ميسر لما كتب له وعليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب