حديث: الرفث الإعرابة والتعرض للنساء بالجماع في الحج

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٧)﴾

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ في قول اللَّه عز وجل: ﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ قال: الرفث الإعرابة والتعرض للنساء بالجماع، والفسوق المعاصي كلها، والجدال جدال الرجل صاحبه.

حسن: رواه الطبراني في الكبير (١١/ ٢٢) عن يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا سوار بن محمد ابن قريش العنبري البصري، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ في قول اللَّه ﷿: ﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ قال: الرفث الإعرابة والتعرض للنساء بالجماع، والفسوق المعاصي كلها، والجدال جدال الرجل صاحبه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ في قول الله تعالى: ﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ [البقرة: 197] قال: "الرفث الإعرابة والتعرض للنساء بالجماع، والفسوق المعاصي كلها، والجدال جدال الرجل صاحبه".


1. شرح المفردات:


● الرَّفَث: الكلام الفاحش والبذيء، وما يتعلق بالجماع من ألفاظ أو أفعال.
● الإعرابة: التصريح بالكلام الفاحش والبذاءة في الحديث مع النساء.
● الفسوق: الخروج عن طاعة الله، ويشمل جميع المعاصي والذنوب.
● الجدال: المماراة والمراء والخصومة والمنازعة بالباطل.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث معنى الآية الكريمة التي تنهى عن ثلاثة أمور خلال الحج: الرفث، والفسوق، والجدال.
● الرَّفَث: هو الكلام الفاحش والبذيء، والتحدث بما يتعلق بالجماع مع النساء، سواء كان بالتصريح أو التلميح. وهذا يشمل أيضًا الجماع نفسه أثناء الإحرام، وهو محرم بإجماع العلماء. فالحاج مطالب بحفظ لسانه من كل قبيح، وبتجنب كل ما يثير الشهوة أو يتعلق بالعلاقة الزوجية أثناء إحرامه.
● الفسوق: هو كل معصية يرتكبها الإنسان، كبيرة كانت أم صغيرة. فالحج مدرسة للتقوى والطاعة، ويجب على الحاج أن يبتعد عن جميع المعاصي، مثل الغيبة والنميمة والكذب والنظر إلى المحرمات وأكل الحرام وغير ذلك. والفسوق في الحج أعظم إثماً؛ لأنه في زمان ومكان فاضلين.
● الجدال: هو المماراة والمراء والخصومة مع الآخرين بالباطل، أو المجادلة التي لا طائل منها إلا إثارة الفتنة وإيذاء الآخرين. والمقصود به هنا الجدال المذموم الذي يؤدي إلى الشقاق والنزاع، وليس الجدال بالتي هي أحسن للوصول إلى الحق.


3. الدروس المستفادة:


1- الحج عبادة تحتاج إلى تهذيب الأخلاق: فليس الحج مجرد أداء مناسك شكلية، بل هو أيضًا تطهير للنفس من الأخلاق الذميمة والسلوكيات السيئة.
2- اجتناب المعاصي أثناء الحج: يجب على الحاج أن يكون حريصًا على طاعة الله، مبتعدًا عن كل ما يغضبه، صغيرًا كان أم كبيرًا.
3- الحفاظ على اللسان: فالرفث والجدال من آفات اللسان، ويجب على الحاج أن يتحلى بحسن الكلام والصمت عما لا يفيد.
4- التعاون على البر والتقوى: بدلاً من الجدال والخصومة، يجب على الحجاج أن يتعاونوا على الخير ويتساعدوا في أداء المناسك.
5- الحج فرصة للتوبة: فاجتناب هذه الأمور يساعد الحاج على تكفير ذنوبه والخروج من حجه كيوم ولدته أمه.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على تحريم الجماع أثناء الإحرام، وأنه يفسد الحج إذا وقع قبل التحلل الأول.
- الجدال المذموم هو الذي يكون بالباطل أو بغير علم، أما النصيحة بالمعروف والجدال بالحسنى فمشروعة.
- من فوائد هذا الحديث: أن النبي ﷺ يفسر القرآن بأقواله وأفعاله، مما يدل على أن السنة هي المفسرة للقرآن.
أسأل الله أن يتقبل منا الحج والعمرة، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (١١/ ٢٢) عن يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا سوار بن محمد ابن قريش العنبري البصري، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل شيخ الطبراني وهو يحيى بن عثمان وشيخه سوار بن محمد فإنهما حسنا الحديث، وقد تكلم في يحيى بن عثمان بما لا يوجب ردّ حديثه، ولذا قال الذهبي: «صدوق إن شاء اللَّه»، وقال الهيثمي في المجمع (٦/ ٣١٨): «فيهما لين وقد وُثّقا، وبقية رجاله رجال الصحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 122 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرفث الإعرابة والتعرض للنساء بالجماع في الحج

  • 📜 حديث: الرفث الإعرابة والتعرض للنساء بالجماع في الحج

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرفث الإعرابة والتعرض للنساء بالجماع في الحج

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرفث الإعرابة والتعرض للنساء بالجماع في الحج

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرفث الإعرابة والتعرض للنساء بالجماع في الحج

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب