حديث: الصلاة في السفر ركعتان سنة النبي ﷺ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (١٠١)﴾
حسن: رواه أحمد (٤٧٠٤) عن يحيى (بن سعيد القطان)، عن إسماعيل (ابن أبي خالد)، عن أبي حنظلة فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، مقسماً على النحو المطلوب:
1. شرح المفردات:
* أبو حنظلة: هو الصحابي الجليل أسيد بن حضير رضي الله عنه، وكان من كبار الأنصار.
* سألت ابن عمر: المقصود عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهو من أكثر الصحابة رواية للحديث وحرصاً على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
* «الصلاة في السفر ركعتان»: أي أن صلاة الفريضة التي هي أربع ركعات (كالظهر والعصر والعشاء) تُقصر إلى ركعتين أثناء السفر.
* «إنّا آمنون»: قالها السائل (أبو حنظلة) ليبين حالة الأمن والطمأنينة التي هم فيها، ربما ظناً منه أن القصر مرتبط بالخوف فقط.
* «سنة النبي ﷺ»: أجابه ابن عمر رضي الله عنهما بأن هذا الحكم (قصر الصلاة) ليس مرتبطاً بالأمن أو الخوف فحسب، بل هو سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلها المسافر سواء كان خائفاً أم آمناً.
2. شرح الحديث:
يبيّن هذا الحديث العظيم حكماً مهماً من أحكام صلاة المسافر، وهو قصر الصلاة الرباعية (الظهر، العصر، العشاء) إلى ركعتين.
* حكمة الاستفهام: عندما سأل أبو حنظلة ابن عمر عن الصلاة في السفر، أجابه بأنها ركعتان. فاعترض السائل بقوله (إنّا آمنون)، أي أننا في حالة أمن وطمأنينة ولسنا في خوف، فلماذا نقصر الصلاة؟ ظاناً أن قصر الصلاة خاص بحالة الخوف فقط.
* ردّ العالم الحافظ: فرد عليه ابن عمر رضي الله عنهما رداً حاسماً ومعلماً، بأن هذا الحكم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أي أنه تشريع إلهي ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وفعله في أسفاره سواء في حالة الحرب والسلم، والخوف والأمن. فهو تشريع عام للمسافر، وليس مقيداً بحالة الخوف.
* الدليل الشرعي: هذا الرد من ابن عمر يؤكد أن علة القصر هي السفر نفسه بغض النظر عن وجود الخوف أو الأمن. وهذا ما ثبت في السنة النبوية في غير ما حديث، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقصر الصلاة في أسفاره وكان أصحابه يفعلون مثله.
3. الدروس المستفادة منه:
1- مشروعية قصر الصلاة في السفر: وهو من رخص الله تعالى التي شرعها لتخفيف المشقة على عباده المسافرين، وهو من سنن النبي صلى الله عليه وسلم المؤكدة.
2- أن قصر الصلاة لا يشترط له الخوف: بل هو مشروع للمسافر سواء كان خائفاً أم آمناً. فمجرد كونه مسافراً يجوز له أن يقصر الصلاة الرباعية.
3- الحرص على اتباع السنة: يظهر من رد ابن عمر رضي الله عنهما حرصه على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعها دون زيادة أو نقصان، وبيانه أن الحكم الشرعي ثابت بالنص وليس بالرأي أو الظن.
4- أهمية سؤال أهل العلم: حيث توجه أبو حنظلة رضي الله عنه بسؤاله إلى من هو أعلم منه (ابن عمر)، وهذا دليل على وجوب الرجوع إلى العلماء في فهم الأحكام الشرعية.
5- بيان حكمة التشريع: من حكم قصر الصلاة التيسير على الأمة ورفع الحرج عنها، لقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* شروط قصر الصلاة: يشترط لقصر الصلاة أن يكون السفر مسافة معتبرة (وهي حوالي 80 كم فأكثر عند جمهور العلماء)، وأن لا يكون المسافر مقيمًا في بلدته، وأن ينوي القصر عند بدء الصلاة.
* حكم الجمع بين الصلاتين: يجوز للمسافر بالإضافة إلى القصر أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، جمع تقديم أو جمع تأخير، لتخفيف المشقة عليه.
* الفائدة من الحديث: يرد هذا الحديث على من يظن أن قصر الصلاة خاص بحالة الخوف فقط، ويؤكد أن السنة العامة هي القصر للمسافر مطلقاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ملاحظة: هذا الشرح مبني على فهم أهل السنة والجماعة للأحاديث النبوية، معتمداً على كتب الشروح المعتمدة.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل أبي حنظلة وهو حكيم الحذاء كما عند أحمد (٥٥٦٦) من وجه آخر وجاء فيه: سمعت ابن عمر، سئل عن الصلاة في السفر فذكر مثله.
وأبو حنظلة من رجال التعجيل (١٢٦٠)، ذكره ابن خلفون في الثقات. وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى: «حديثه في الكوفيين». قال الحافظ ابن حجر: «إنه معروف. ولا أعرف فيه جرحا».
وفي معناه أحاديث أخرى في كتاب الصلاة وفيها دلالة واضحة على أن القصر ليس من شرطه وجود الخوف.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 355 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 330 إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه...
- 331 اختلافهم في الكتاب أهلك من كان قبلكم
- 332 اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما أحب
- 333 أجر إلقاء السلام
- 334 فضل السلام الكامل وثوابه ثلاثون حسنة
- 335 إنها تنفي الرجال كما تنفي النار خبث الحديد
- 336 عنوان الحديث: آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت إلى ابن...
- 337 عن ابن عباس في تفسير قتل النفس المؤمنة متعمدا
- 338 عن ابن عباس: "لم ينسخها شيء" في قتل المؤمن متعمدا
- 339 ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟
- 340 عن زيد بن ثابت: نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة.
- 341 لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً
- 342 بعثنا رسول الله إلى إضم وقتل محلم بن جثامة عامرًا...
- 343 {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر}
- 344 فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه
- 345 لا يستوي القاعدون من المؤمنين والخارجون إلى بدر
- 346 القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر
- 347 أعوذ بالله من غضب رسول الله
- 348 عنوان الحديث: نهى عكرمة عن الاشتراك مع المشركين في القتال
- 349 إخراج المشركين للمسلمين مكرهين إلى بدر
- 350 كنت أنا وأمي ممن عذر الله في المستضعفين
- 351 اللهم نج المستضعفين من المؤمنين
- 352 مَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا...
- 353 فرض الله الصلاة في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي...
- 354 صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته
- 355 الصلاة في السفر ركعتان سنة النبي ﷺ
- 356 صلاة الخوف بعسفان مع رسول الله ﷺ
- 357 عبد الرحمن بن عوف كان جريحا
- 358 كان رسول الله ﷺ يذكر الله على كل أحيانه
- 359 قصة بني أبيرق ونزول آيات سورة النساء.
- 360 صلاح ذات البين أفضل من الصيام والصلاة والصدقة
- 361 إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة
- 362 لا يجمع الله أمتي على الضلالة
- 363 لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
- 364 اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا
- 365 يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ
- 366 وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ
- 367 إن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم...
- 368 امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا
- 369 يقسم لها بيوم سودة
- 370 يومي لعائشة
- 371 سودة تقول للنبي: لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة
- 372 امرأة خافت من بعلها نشوزًا فلا جناح عليهما أن يصلحا...
- 373 من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة...
- 374 أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر
- 375 صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني...
- 376 مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين
- 377 كل سلطان في القرآن حجة
- 378 أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا
- 379 عنوان الحديث: "لا تُسبِّخي عنه" أي لا تُخففي عنه
معلومات عن حديث: الصلاة في السفر ركعتان سنة النبي ﷺ
📜 حديث: الصلاة في السفر ركعتان سنة النبي ﷺ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الصلاة في السفر ركعتان سنة النبي ﷺ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الصلاة في السفر ركعتان سنة النبي ﷺ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الصلاة في السفر ركعتان سنة النبي ﷺ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








