حديث: صلاح ذات البين أفضل من الصيام والصلاة والصدقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (١١٤)﴾

عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: «بلى». قال: «صلاح ذات البين، فإنّ فساد ذات البين هي الحالقة».

صحيح: رواه أبو داود (٤٩١٩)، والترمذي (٢٥٠٩)، وأحمد (٢٧٥٠٨)، وصحّحه ابن حبان (٥٠٩٢) كلهم من حديث أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء فذكره.

عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: «بلى». قال: «صلاح ذات البين، فإنّ فساد ذات البين هي الحالقة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يُرشدنا إلى عمل من أعظم الأعمال وأجلها عند الله تعالى. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● أَلا أُخْبِرُكُمْ: استفهام للتنبيه على أهمية ما سيُذكر.
● بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ: (أفضل) أي أعظم أجراً وأعلى منزلة. (درجة) المنزلة والمرتبة عند الله.
● صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ: (ذات البين) أي ما بين الناس من علاقات وروابط اجتماعية. (صلاحها) إصلاحها وتوفيق المتخاصمين وإزالة الشحناء بينهم.
● الْحَالِقَةُ: التي تحلق وتستأصل الدين، أي تهلكه وتذهب به، شُبّهت بآلة الحلق التي تزيل الشعر من أصله.

ثانياً. شرح الحديث:


يبتدئ النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بسؤال استنكاري لتنبيه الصحابة وإثارة انتباههم لأمر عظيم، يسألهم: ألا أُطلعكم على عملٍ يفوق في فضله وأجره حتى فضل الصيام والصلاة والصدقة؟ وهي من أعظم العبادات البدنية والمالية.
فلما اشتدّ شوقهم وأجابوا بالإيجاب، أخبرهم صلى الله عليه وسلم أن هذا العمل هو إصلاح ذات البين، أي ترميم العلاقات بين المتخاصمين، وجمع القلوب المتنافرة، وإزالة أسباب النزاع والقطيعة بين الناس، كالأقارب أو الجيران أو الشركاء.
ثم بيّن صلى الله عليه وسلم عظم الجانب الآخر من هذه المعادلة، وهو خطر فساد ذات البين، فشبهها بالحالقة، وهي التي تحلق الدين وتستأصله، لأن العداوة والبغضاء تدفع إلى التقاتل والتناحر، مما يهلك الدين والدنيا معاً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- علوّ منزلة الإصلاح بين الناس: أن الله تعالى جعل لأجر المصْلح بين الناس مكانة عالية تفوق كثيراً من العبادات الأخرى، وذلك لعظم منفعته وتعدي خيره للآخرين.
2- خطر التفرق والخصام: أن إفساد العلاقات بين الناس من أعظم الكبائر وأخطرها على الفرد والمجتمع، فهي "حالقة" للدين، لأنها تؤدي إلى قطيعة الرحم، وهجر الأخوة، وربما القتل والعدوان.
3- الحث على السعي في الإصلاح: أن على المسلم أن يكون جسراً للخير، وساعياً في مصلحة الناس، وردّ المظالم، وجمع الكلمة، وإزالة أسباب النزاع. قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114].
4- أن الإصلاح بين الناس من صفات المؤمنين: قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10].
5- أن حفظ المجتمع المسلم من المقاصد الشرعية العظيمة: فالشريعة جاءت لحفظ الضرورات الخمس: (الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال)، والإصلاح بين الناس يحفظ جميع هذه الضرورات.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الحديث رواه أبو داود والترمذي، وقال الترمذي: حديث حسن.
● الإصلاح بين الناس يكون بالعدل والحكمة: فلا يجوز الكذب أو التحايل لإصلاح ذات البين، بل بالرفق والموعظة الحسنة والعدل.
● من صور الإصلاح: الإصلاح بين الزوجين، بين الإخوة، بين الجيران، بين الشركاء في العمل، بين القبائل أو الجماعات.
● الإصلاح من أعظم القربات في رمضان وغيره: لكنه يتأكد في الأوقات الفاضلة وفي حال النزاع.
نسأل الله أن يجعلنا جميعاً من المصْلحين، ولا يجعلنا من المُفسِدين، وأن يُلّين قلوبنا للإخوة والمؤمنين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٩١٩)، والترمذي (٢٥٠٩)، وأحمد (٢٧٥٠٨)، وصحّحه ابن حبان (٥٠٩٢) كلهم من حديث أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء فذكره.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح، ويروى عن النبي ﷺ قال: «هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين«» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 360 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاح ذات البين أفضل من الصيام والصلاة والصدقة

  • 📜 حديث: صلاح ذات البين أفضل من الصيام والصلاة والصدقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاح ذات البين أفضل من الصيام والصلاة والصدقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاح ذات البين أفضل من الصيام والصلاة والصدقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاح ذات البين أفضل من الصيام والصلاة والصدقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب