حديث: كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٥)﴾

عن عبد اللَّه بن عباس قال: «كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة، فأنزل اللَّه ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾ قال: المكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق، وأنزل فيهم: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ٣٢].

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦٩٦)، والضياء في المختاره (١٠/ ١٧٠ - ١١٨) كلاهما من طريق يعقوب بن عبد اللَّه الأشعري، حدّثنا جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.

عن عبد اللَّه بن عباس قال: «كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة، فأنزل اللَّه ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾ قال: المكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق، وأنزل فيهم: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ٣٢].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا الأثر المروي عن الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يشرح لنا جانباً من حال أهل الجاهلية قبل الإسلام، ويبين كيف جاء القرآن ليهدم هذه الأوضاع الفاسدة ويقيم مكانها شرع الله القويم.

أولاً. شرح المفردات:


● أهل الجاهلية: هم العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وسُمُّوا بذلك لجهلهم بالله وشرائعه، وتقاليدهم الباطلة.
● يطوفون بالبيت عراة: أي كانوا يؤدون مناسك الطواف حول الكعبة وهم بدون ملابس ساترة لعوراتهم.
● المكاء: هو الصفير بالفم، كصوت الطير.
● التصْدِيَة: هي التصفيق باليدين.

ثانياً. شرح الحديث والأثر:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما عن عادة سيئة كانت عند بعض قبائل العرب في الجاهلية، حيث كانوا يطوفون حول الكعبة وهم عراة، يزعمون أنهم لا يطوفون في ثياب عصوا الله فيها! وكانوا يصفرون ويصفقون بدلاً من التكبير والذكر المشروع، فجاء القرآن الكريم ليبين فساد هذا الفعل ويدحض حجتهم الواهية.
فأنزل الله تعالى في سورة الأنفال ذامّاً فعلهم: ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾ [الأنفال: 35]. فوصف الله ما كانوا يفعلونه عند البيت بأنه ليس صلاة حقيقية، بل هو مجرد أصوات باطلة من الصفير والتصفيق، لا معنى لها ولا تقرب إلى الله.
ثم أنزل الله في سورة الأعراف رداً على تحريمهم الطيبات والزينة بزعمهم أنها معصية، فقال: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ [الأعراف: 32]. أي أن الله هو الذي خلق الزينة من اللباس الحسن والطيّبات من المأكل والمشرب، فكيف يحرمها الإنسان من تلقاء نفسه بغير سلطان من الله؟!

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إبطال البدع والمنكرات: جاء الإسلام ليمحو عادات الجاهلية الباطلة، ويستبدلها بالهدى والنور، ويأمر بالستر والعفاف والطهارة في العبادة.
2- الرد على المتشددين: الآية الكريمة ترد على كل من يحرم على الناس ما أحل الله من الطيبات والزينة بغير دليل، وتؤكد أن النعمة من الله وهي للمؤمنين في الدنيا والآخرة.
3- التنزه في العبادة: الإسلام يرفع عن العبادة كل ما يشوبها من أمور تخل بالوقار والهيبة، فجعل للطواف هيئة وآداباً تليق بمكانة البيت الحرام.
4- الحكمة من التشريع: في الأمر باللباس في الطواف حِكَم عظيمة، منها ستر العورة، والمحافظة على الوقار، وتمييز المسلمين عن غيرهم في عباداتهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- استناداً إلى هذه الآيات والأحاديث، فإن لباس الإحرام في الحج والعمرة – وهو إزار ورداء – قد شرعه الله ليكون ساتراً للعورة، وهو من تمام النسك، بخلاف ما كان عليه أهل الجاهلية.
- هذا الأثر يبين دور الصحابة رضي الله عنهم في تفسير القرآن وبيان أسباب النزول، فقد كان ابن عباس رضي الله عنهما من أعلم الصحابة بتفسير القرآن الكريم.
نسأل الله أن يرزقنا الفهم في الدين، والاتباع لسنة النبي الكريم، وأن يجنبنا البدع والضلال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦٩٦)، والضياء في المختاره (١٠/ ١٧٠ - ١١٨) كلاهما من طريق يعقوب بن عبد اللَّه الأشعري، حدّثنا جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل يعقوب بن عبد اللَّه الأشعري، وشيخه جعفر بن أبي المغيرة فإنهما حسنا الحديث.
والحديث عند مسلم في التفسير (٣٠٢٨) من طريق مسلم البطين، عن سعيد بن جبير عنه مقتصرا على آية الزينة، وهو مذكور في موضعه.
تنبيه: وقع في تفسير ابن حاتم: «جعفر بن المغيرة»، وفي المختارة: «جعفر» دون ذكر
اسم أبيه، لكن جاء عنده في الإسناد الذي قبله (١١٤): «جعفر بن أبي المغيرة»، وهذا هو الصواب، وهو الموافق لما في كتب التراجم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 524 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة

  • 📜 حديث: كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب