حديث: عن أبي جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٢) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٣٤)﴾
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٤٩)، ومسلم في صفة القيامة (٢٧٩٦) كلاهما من طريق عبيد اللَّه بن معاذ العنبري، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، عن عبد الحميد صاحب الزيادي، أنه سمع أنس بن مالك يقول: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
هذا الأثر رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وفيه يقول أبو جهل - لعنه الله - متحديًا وداعيًا على نفسه وقومه: *"اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ"*، فأنزل الله تعالى ردًا عليه في سورة الأنفال: *﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾*.
1. شرح المفردات:
● أمطر علينا حجارة من السماء: طلب إنزال عذاب استهزاءً وتحديًا، كعذاب قوم لوط.
● عذاب أليم: عقوبة موجعة.
● وأنت فيهم: أي وجود النبي صلى الله عليه وسلم بينهم حمايةٌ من العذاب العام.
● وهم يستغفرون: أي أن ضمن них من يستغفر الله ويوحده، كعبادة بني هاشم وغيرهم من المؤمنين المستضعفين.
2. شرح الحديث:
كان أبو جهل - زعيم كفار قريش - يسخر من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ويستهزئ بها، فدعا على نفسه وقومه بهذا الدعاء المتعجرف، طالبًا نزول العذاب الفوري إن كان القرآن حقًا من عند الله.
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة ردًا على استفزازه وجهله، مُبينًا حكمته تعالى في تأخير العذاب عنهم لسببين عظيمين:
● السبب الأول: وجود النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فهو رحمة للعالمين، ولم يكن الله ليعذب قومًا وهو بينهم.
● السبب الثاني: وجود مستغفرين ضمنهم - وهم المؤمنون الذين كانوا يستغفرون الله - فكانوا سترًا على الكفار من العذاب العام.
ثم بينت الآية التالية أنهم مستحقون للعذاب لصدهم الناس عن المسجد الحرام وكفرهم، ولكن تأخير العذاب كان لحكمة إلهية.
3. الدروس المستفادة:
● عظمة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث كان وجوده بين قومه حمايةً لهم من العذاب الإلهي العام.
● الاستهزاء بالدين ذنب عظيم: يدل على غاية الكفر والجرأة على الله، وقد كان مصير أبي جهل القتل في بدر ذليلاً.
● حكمة الله في تأخير العقوبة: فالله حليم لا يعاجل بالعقوبة، بل يمهل لعل أحدًا يتوب أو يكون هناك من يحجز العذاب.
● أثر المستغفرين: أن الاستغفار والتوحيد قد يكونان سببًا في دفع البلاء عن المجتمع كله.
● عدم التعجل في الدعاء على الآخرين: فقد يكون ضمنهم من لا يستحق العذاب.
4. معلومات إضافية:
- هذا الدعاء من أبي جهل كان بعد أن ضرب النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة وأُدمي وجهه الشريف.
- نزل العذاب على كفار قريش بعد ذلك في غزوة بدر، حيث قُتل أبو جهل وأشراف قريش.
- الآية تدل على شرف النبي صلى الله عليه وسلم وأنه حجة الله على خلقه، فما دام بينهم فلا عذاب عام.
نسأل الله أن يحفظنا من سوء الأخلاق والاستهزاء بدينه، وأن يجعلنا من المستغفرين الذاكرين.
والله أعلم.
تخريج الحديث
قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣)﴾.
أي أن وجود النبي ﷺ مانع من وقوع عليهم، وذلك تشريف له ﷺ.
ولما خرج من مكة إلى المدينة، وبقيت بقية المسلمين يستغفرون اللَّه، سلموا من العذاب، وهو المانع الثاني من وقوع العذاب عليهم، فلما خرج هؤلاء أيضًا من مكة وأذن في فتح مكة، فأصابهم العذاب الذي جاء ذكره في الآية التي بعدها وهو قوله تعالى: ﴿وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 521 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 496 سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي
- 497 أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم
- 498 عن أبي أيوب: أنزل الله وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين...
- 499 لما كان يوم بدر نظر رسول الله إلى المشركين وهم...
- 500 اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم
- 501 أفضل الملائكة هم من شهدوا بدرا
- 502 هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب
- 503 ما فينا إلا نائم إلا رسول الله تحت شجرة يصلي...
- 504 النعاس في مصاف يوم بدر وسقوط السيف من اليد
- 505 تحت الشجر والحجف نستظل من المطر
- 506 قذف المحصنات المؤمنات الغافلات
- 507 من يولهم يومئذ دبره
- 508 رفع رسول الله يده يوم بدر وقال: يا رب إن...
- 509 رمى رسول الله ﷺ بالحصيات فانهزموا
- 510 اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا يعرف فأحنه الغداة
- 511 قتل أبي جهل في غزوة بدر
- 512 يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى...
- 513 شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون
- 514 لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن
- 515 القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن
- 516 من تركوا من يخرق في السفينة هلكوا جميعا
- 517 إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمهم الله بعقابه
- 518 لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم
- 519 شاهت الوجوه ثم حصبهم بها
- 520 اجتماع قريش في دار الندوة ومكرهم بالنبي ﷺ
- 521 عن أبي جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من...
- 522 لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما...
- 523 ويلكم قد قد
- 524 كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة
- 525 من احسن في الإسلام لم يؤاخذ بعمل الجاهلية
- 526 أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية، من صدقة أو...
- 527 الإسلام يهدم ما كان قبله
- 528 الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه،...
- 529 أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟
- 530 أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا...
- 531 أغتر بهذه الآية ولا أقاتل أحب إلي
- 532 كان محمد يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة
- 533 أيما قرية أتيتموها وأقمتم فيها فسهمكم فيها
- 534 صلى النبي ﷺ إلى بعير وقال: لا يحل لي من...
- 535 كان النبي ﷺ أعطاني شارفا من الخمس
- 536 النبي ﷺ يقول: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد
- 537 للفرس سهمان وللرجل سهم
- 538 هل كان رسول الله يغزو بالنساء؟
- 539 من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه
- 540 عن ابن عباس في قوله: إن كنتم آمنتم بالله وما...
- 541 خرج رسول الله ﷺ يريد عير قريش، حتى جمع الله...
- 542 خروج النبي ﷺ لأخذ تجارة قريش مع أبي سفيان
- 543 أتراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة
- 544 اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم
- 545 لا تتمنوا لقاء العدو واصبروا عند اللقاء
معلومات عن حديث: عن أبي جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا
📜 حديث: عن أبي جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عن أبي جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عن أبي جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عن أبي جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








