حديث: من احسن في الإسلام لم يؤاخذ بعمل الجاهلية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (٣٨)﴾

عن ابن مسعود قال: قال رجل: يا رسول اللَّه أنؤاخذ بما عملنا فى الجاهلية؟ قال: «من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر».

متفق عليه: رواه البخاريّ في استتابة المرتدين (٦٩٢١)، ومسلم في الإيمان (١٢٠) كلاهما من طريق منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: فذكره.

عن ابن مسعود قال: قال رجل: يا رسول اللَّه أنؤاخذ بما عملنا فى الجاهلية؟ قال: «من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، ورواه الإمام مسلم أيضاً، عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وفيه سؤال عظيم وجواب أَعظم من النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● أنؤاخذ: أي هل نُعاقب ونُحاسَب؟
● في الجاهلية: يقصد بها الفترة قبل إسلام الشخص، سواء كان قبل البعثة النبوية أو بعدها ولكن قبل إسلامه هو شخصياً.
● أحسن في الإسلام: أي أخلص في إسلامه، وحَسُنَ عمله، واستقام على طاعة الله.
● أساء في الإسلام: أي أصر على المعاصي والذنوب ولم يتب منها، أو ارتد عن الإسلام لا قدر الله.
● أُخِذَ بالأول والآخر: أي يُحاسَب على عمله السيء في الجاهلية ويُضاف إليه عمله السيء في الإسلام.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً يعبر عن قلق في نفسه، وهو: هل سيحاسبنا الله على ما فعلناه من ذنوب ومعاصٍ قبل أن نسلم؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الجواب الشامل العادل، الذي يزيل الهم والقلق، ويوضح عدل الله ورحمته، فقال:
● "مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلاَمِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الجَاهِلِيَّةِ": أي أن من دخل في الإسلام وصدق في إيمانه، وأحسن عمله، وتاب إلى الله توبة نصوحاً، فإن الله تعالى يتجاوز عن كل ما فعله قبل الإسلام، بل ويحوّل سيئاته إلى حسنات، كما قال تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70]. فالإسلام يَجُبُّ ما قبله، والتوبة تمحو الذنوب السابقة.
● "وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلاَمِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ": أي أن من دخل في الإسلام ثم استمر في الإساءة والعصيان، ولم يتب، أو ارتد عن دينه بعد إسلامه، فإنه يحاسب على ذنوبه السابقة واللاحقة، لأنه لم ينتفع بإسلامه، ولم تتحقق فيه شروط التوبة النصوح.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: فالله يقبل توبة العبد كيفما كانت ذنوبه، ومهما بلغت، إذا تاب منها وأحسن في إسلامه.
2- العدل الإلهي: فالله لا يظلم أحداً، فمن أحسن بعد إسلامه غفر الله له ما قدم، ومن أساء بعد إسلامه حاسبه على الجميع.
3- الحث على الاستقامة: الحديث يحث المسلم على أن يحسن في إسلامه، ويستقيم على طاعة الله، حتى ينال مغفرة الله لذنوبه السابقة.
4- التخويف من الإساءة: الحديث أيضاً تحذير من الإساءة بعد الإسلام، فإنها تجر صاحبها إلى محاسبة على ما فات وما حضر.
5- بيان فضل الإسلام: فالإسلام يجُبُّ ما قبله، ويكفر الذنوب السابقة، وهذا من أعظم فضائله.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث الوعد والوعيد، التي تجمع بين الترغيب والترهيب.
- يستدل به العلماء على أن الكافر إذا أسلم ثم ارتد، أنه يعاقب على كفره الأول والآخر، لأنه لم يتب من الأول، وأضاف إليه الجديد.
- ينبغي للمسلم أن يثق برحمة الله، ويستحضر هذا الحديث عند التوبة، ليعلم أن الله سيغفر له كل ما مضى إذا أحسن في إسلامه.
أسأل الله أن يجعلنا من المحسنين في الإسلام، المتجاوز عن سيئاتهم في الجاهلية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في استتابة المرتدين (٦٩٢١)، ومسلم في الإيمان (١٢٠) كلاهما من طريق منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 525 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من احسن في الإسلام لم يؤاخذ بعمل الجاهلية

  • 📜 حديث: من احسن في الإسلام لم يؤاخذ بعمل الجاهلية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من احسن في الإسلام لم يؤاخذ بعمل الجاهلية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من احسن في الإسلام لم يؤاخذ بعمل الجاهلية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من احسن في الإسلام لم يؤاخذ بعمل الجاهلية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب