حديث: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٢) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٣٤)﴾

عن ابن عباس: إن المشركين كانوا يطوفون بالبيت يقولون: «لبيك، لبَّيك، لا شريك لك»، فيقول النبي ﷺ: «قد قد». فيقولون: «إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك»، ويقولون: «غفرانك، غفرانك»، فأنزل اللَّه: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾.
فقال ابن عباس: كان فيهم أمانان: نبيّ اللَّه، والاستغفار.
قال: فذهب النبي ﷺ، وبقي الاستغفار ﴿وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾. قال: «فهذا عذاب الآخرة». قال: «وذاك عذاب الدنيا».

حسن: رواه الطبري في تفسيره (١١/ ١٥٠ - ١٥١)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦٩١)، والبيهقي (٥/ ٤٥ - ٤٦) كلهم من طرق عن أبي حذيفة موسى بن مسعود، ثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل سماك الحنفي، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس: إن المشركين كانوا يطوفون بالبيت يقولون: «لبيك، لبَّيك، لا شريك لك»، فيقول النبي ﷺ: «قد قد». فيقولون: «إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك»، ويقولون: «غفرانك، غفرانك»، فأنزل اللَّه: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾.
فقال ابن عباس: كان فيهم أمانان: نبيّ اللَّه، والاستغفار.
قال: فذهب النبي ﷺ، وبقي الاستغفار ﴿وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾. قال: «فهذا عذاب الآخرة». قال: «وذاك عذاب الدنيا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● يطوفون بالبيت: يدورون حول الكعبة المشرفة في مناسك الحج والعمرة.
● لبيك، لبيك: إجابة لدعوة الله للحج، ومعناها: إجابة بعد إجابة، أو أنا مقيم على طاعتك.
● قد قد: كلمة تقال للرد على الكلام الباطل، ومعناها: حَسْبُكُم أو كفى.
● تملكه وما ملك: أي أنت تملك هذا الشريك وتملك ما يملكه.
● غفرانك، غفرانك: طلب للمغفرة من الله تعالى.
● أمانان: حفظان ووقايتان من العذاب.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما عن حال المشركين في الجاهلية عندما كانوا يحجون إلى البيت الحرام، حيث كانوا يطوفون حول الكعبة ويلبون بتلبية مختلطة فيها حق وباطل. فقد كانوا يقولون: "لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك" وهذا جزء صحيح من التوحيد، ولكنهم كانوا يزيدون عليها: "إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك" أي أنهم يعترفون بوجود شركاء لله زعموا أنها تقربهم إليه، مع اعترافهم بأن الله هو المالك لها ولما تملكه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمعهم فيقول: "قد قد" أي كفى وقُطع هذا الكلام الباطل، تنكيرًا لشركهم وتحذيرًا من سوء قولهم.
كما كان المشركون يقولون في تلبيتهم: "غفرانك، غفرانك" يطلبون المغفرة من الله مع إشراكهم به.
فأنزل الله تعالى في شأنهم قوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33]. فبين الله تعالى أن وجود النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، واستغفارهم - وإن كان على وجه النقص والشرك - كانا سببًا في تأخير العذاب عنهم في الدنيا.
ثم بين ابن عباس أن هذين السببين كانا أمانين للمشركين من عذاب الدنيا: وجود النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، واستغفارهم.
فلما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، بقي الاستغفار، ولكنهم لم يستغفروا الله حق الاستغفار، بل أصرّوا على الشرك والصد عن المسجد الحرام، فأنزل الله: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأنفال: 34]. فبين أنهم صاروا مستحقين للعذاب بعد أن ذهب الأمانان.
وقد فسر ابن عباس العذاب المذكور في الآية الأولى بأنه عذاب الدنيا، والعذاب المذكور في الآية الثانية بأنه عذاب الآخرة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظمة مقام النبي صلى الله عليه وسلم: حيث كان وجوده بين قومه أمانًا لهم من عذاب الاستئصال في الدنيا.
2- فضل الاستغفار: وأنه سبب من أسباب دفع البلاء والعذاب، حتى وإن صدر من مشرك على وجه النقص.
3- بطلان الشرك والتحذير منه: فالمشركون كانوا يعترفون بألوهية الله ولكنهم يشركون معه غيره.
4- أن العذاب على أنواع: عذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة، وقد يؤخر الله العذاب الدنيوي لأسباب ثم ينزله إذا انتفت تلك الأسباب.
5- بيان حكمة الله تعالى: في تأخير العذاب عن الكفار لوجود أسباب تمنع نزوله، كوجود الصالحين أو الدعاة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
- التلبية المشروعة في الحج هي: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
- استغفار الكفار لا ينفعهم في الآخرة وإن كان قد يدفع عنهم عذاب الدنيا، كما قال تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113].
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبري في تفسيره (١١/ ١٥٠ - ١٥١)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦٩١)، والبيهقي (٥/ ٤٥ - ٤٦) كلهم من طرق عن أبي حذيفة موسى بن مسعود، ثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل سماك الحنفي، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، وأبي زميل سماك الحنفي، فإنهما حسنا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 522 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك

  • 📜 حديث: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب