حديث: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩)﴾

عن أسامة بن زيد بن حارثة يقول: بعثنا رسول اللَّه ﷺ إلى الحرقة من جهينة، فصبّحنا القوم، فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا اللَّه. فكف عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي ﷺ، فقال: «يا أسامة! أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا اللَّه؟». قلت: كان متعوذا. قال: فقال: «أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا اللَّه؟». قال: فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٦٩)، ومسلم في الإيمان (١٥٩: ٩٦) كلاهما من طريق هشيم، أخبرنا حصين، حدّثنا أبو ظبيان، قال: سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث، قال: فذكره.

عن أسامة بن زيد بن حارثة يقول: بعثنا رسول اللَّه ﷺ إلى الحرقة من جهينة، فصبّحنا القوم، فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا اللَّه. فكف عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي ﷺ، فقال: «يا أسامة! أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا اللَّه؟». قلت: كان متعوذا. قال: فقال: «أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا اللَّه؟». قال: فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما يقول: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى الحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَصَبَّحْنَا القَوْمَ، فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: «يَا أُسَامَةُ! أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟». قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا. قَالَ: فَقَالَ: «أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟». قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ اليَوْمِ.
رواه البخاري ومسلم وغيرهما.


1. شرح المفردات:


● الْحُرَقَةِ: اسم لقبيلة أو فرع من قبيلة جُهَيْنَة، وكانوا قد اعتدوا على المسلمين.
● صَبَّحْنَا القَوْمَ: أغِرنا عليهم وقت الصباح.
● فَهَزَمْنَاهُمْ: انتصرنا عليهم وفرقنا شملهم.
● غَشِينَاهُ: دَنَوْنا منه وأحطنا به.
● مُتَعَوِّذًا: أي قال "لا إله إلا الله" ليعتصم بها من القتل، لا عن إيمان حقيقي.
● فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ: استمر النبي ﷺ في توبيخه وعتابه بتكرار هذا السؤال.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن غزوة بعثهم فيها رسول الله ﷺ إلى قبيلة من جهينة اسمها الحرقة، وذلك لموقف عدائي منهم تجاه المسلمين.
فأغاروا عليهم عند الفجر وهزموهم، وفي خضم المعركة، لحق أسامة ورجل من الأنصار بأحد المشركين الفارين. وعندما أدركاه وهمّا بقتله، نطق المشرك بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله". فتراجع الأنصاري وتوقف عن قتله احترامًا لهذه الكلمة، لكن أسامة ظن أن الرجل قالها خوفًا من الموت لا إيمانًا حقيقيًّا، فطعنه برمحه وقتله.
وعندما عاد الجيش إلى المدينة وبلغ الخبر النبي ﷺ، استشاط غضبًا وعاتب أسامة عتابًا شديدًا، مكررًا عليه السؤال: "أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟". كان العتاب شديدًا لدرجة أن أسامة تمنى ألا يكون قد أسلم قبل ذلك اليوم لشدة ما felt من الندم والأسى.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرمة قتل من نطق بالشهادتين: يوضح الحديث العظيم أن النطق بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" يحرم دم قائلها ويصونه، ويجب الكف عنه فورًا. هذا هو الأصل العام، حتى لو كان هناك شك في نيته أو إخلاصه. الحكم على الظاهر لله تعالى، والسرائر إليه.
2- التحذير من التسرع في إراقة الدماء: يعلمنا النبي ﷺ أن دم المسلم أعظم حرمة عند الله من الكعبة نفسها، وأنه يجب التثبت والتأني وعدم الاندفاع وراء حماسة القتال.
3- عدل الإسلام وسماحته: حتى في ساحة الحرب، يأمر الإسلام بالرحمة وعدم مجاوزة الحد. فليس المقصود هو القتل والتدمير، بل رد العدوان وإقامة justice.
4- تقديم النص الشرعي على الرأي والاجتهاد: اجتهد أسامة رضي الله عنه – وهو من أحب الناس إلى رسول الله – ورأى أن الرجل "متعوذ" (يتحصن من القتل)، لكن النبي ﷺ بين له أن هذا الاجتهاد الشخصي خطأ، وأن الواجب كان الامتثال للحكم العام الذي يقضي بالكف عمن نطق بالشهادة.
5- اهتمام النبي ﷺ بتعليم أصحابه: لم يغض النبي ﷺ الطرف عن خطأ أسامة، بل وبخه وعاقه وعلمه وأعاد عليه الدرس بشدة حتى يثبت في قلبه ولا ينساه. هذا من رحمة النبي ﷺ وحرصه على أمته.
6- تواضع الصحابة وقبولهم للنقد: رد فعل أسامة – رغم مكانته – كان الندم الشديد والتأسي على ما فعل، وقبول توجيه النبي ﷺ دون أدنى اعتراض. وهذا دليل على إيمانهم الراسخ وتواضعهم الجم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام في حفظ الدماء وتحريم القتل بغير حق.
- استدل به العلماء على أن من نطق بالشهادة، يحكم بإسلامه ويحرم دمه وماله، ويترك أمر باط
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٦٩)، ومسلم في الإيمان (١٥٩: ٩٦) كلاهما من طريق هشيم، أخبرنا حصين، حدّثنا أبو ظبيان، قال: سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث، قال: فذكره.
واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 529 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟

  • 📜 حديث: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب