حديث: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩)﴾
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٦٩)، ومسلم في الإيمان (١٥٩: ٩٦) كلاهما من طريق هشيم، أخبرنا حصين، حدّثنا أبو ظبيان، قال: سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما يقول: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى الحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَصَبَّحْنَا القَوْمَ، فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: «يَا أُسَامَةُ! أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟». قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا. قَالَ: فَقَالَ: «أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟». قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ اليَوْمِ.
رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
1. شرح المفردات:
● الْحُرَقَةِ: اسم لقبيلة أو فرع من قبيلة جُهَيْنَة، وكانوا قد اعتدوا على المسلمين.
● صَبَّحْنَا القَوْمَ: أغِرنا عليهم وقت الصباح.
● فَهَزَمْنَاهُمْ: انتصرنا عليهم وفرقنا شملهم.
● غَشِينَاهُ: دَنَوْنا منه وأحطنا به.
● مُتَعَوِّذًا: أي قال "لا إله إلا الله" ليعتصم بها من القتل، لا عن إيمان حقيقي.
● فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ: استمر النبي ﷺ في توبيخه وعتابه بتكرار هذا السؤال.
2. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن غزوة بعثهم فيها رسول الله ﷺ إلى قبيلة من جهينة اسمها الحرقة، وذلك لموقف عدائي منهم تجاه المسلمين.
فأغاروا عليهم عند الفجر وهزموهم، وفي خضم المعركة، لحق أسامة ورجل من الأنصار بأحد المشركين الفارين. وعندما أدركاه وهمّا بقتله، نطق المشرك بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله". فتراجع الأنصاري وتوقف عن قتله احترامًا لهذه الكلمة، لكن أسامة ظن أن الرجل قالها خوفًا من الموت لا إيمانًا حقيقيًّا، فطعنه برمحه وقتله.
وعندما عاد الجيش إلى المدينة وبلغ الخبر النبي ﷺ، استشاط غضبًا وعاتب أسامة عتابًا شديدًا، مكررًا عليه السؤال: "أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟". كان العتاب شديدًا لدرجة أن أسامة تمنى ألا يكون قد أسلم قبل ذلك اليوم لشدة ما felt من الندم والأسى.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- حرمة قتل من نطق بالشهادتين: يوضح الحديث العظيم أن النطق بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" يحرم دم قائلها ويصونه، ويجب الكف عنه فورًا. هذا هو الأصل العام، حتى لو كان هناك شك في نيته أو إخلاصه. الحكم على الظاهر لله تعالى، والسرائر إليه.
2- التحذير من التسرع في إراقة الدماء: يعلمنا النبي ﷺ أن دم المسلم أعظم حرمة عند الله من الكعبة نفسها، وأنه يجب التثبت والتأني وعدم الاندفاع وراء حماسة القتال.
3- عدل الإسلام وسماحته: حتى في ساحة الحرب، يأمر الإسلام بالرحمة وعدم مجاوزة الحد. فليس المقصود هو القتل والتدمير، بل رد العدوان وإقامة justice.
4- تقديم النص الشرعي على الرأي والاجتهاد: اجتهد أسامة رضي الله عنه – وهو من أحب الناس إلى رسول الله – ورأى أن الرجل "متعوذ" (يتحصن من القتل)، لكن النبي ﷺ بين له أن هذا الاجتهاد الشخصي خطأ، وأن الواجب كان الامتثال للحكم العام الذي يقضي بالكف عمن نطق بالشهادة.
5- اهتمام النبي ﷺ بتعليم أصحابه: لم يغض النبي ﷺ الطرف عن خطأ أسامة، بل وبخه وعاقه وعلمه وأعاد عليه الدرس بشدة حتى يثبت في قلبه ولا ينساه. هذا من رحمة النبي ﷺ وحرصه على أمته.
6- تواضع الصحابة وقبولهم للنقد: رد فعل أسامة – رغم مكانته – كان الندم الشديد والتأسي على ما فعل، وقبول توجيه النبي ﷺ دون أدنى اعتراض. وهذا دليل على إيمانهم الراسخ وتواضعهم الجم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام في حفظ الدماء وتحريم القتل بغير حق.
- استدل به العلماء على أن من نطق بالشهادة، يحكم بإسلامه ويحرم دمه وماله، ويترك أمر باط
تخريج الحديث
واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 529 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 504 النعاس في مصاف يوم بدر وسقوط السيف من اليد
- 505 تحت الشجر والحجف نستظل من المطر
- 506 قذف المحصنات المؤمنات الغافلات
- 507 من يولهم يومئذ دبره
- 508 رفع رسول الله يده يوم بدر وقال: يا رب إن...
- 509 رمى رسول الله ﷺ بالحصيات فانهزموا
- 510 اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا يعرف فأحنه الغداة
- 511 قتل أبي جهل في غزوة بدر
- 512 يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى...
- 513 شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون
- 514 لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن
- 515 القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن
- 516 من تركوا من يخرق في السفينة هلكوا جميعا
- 517 إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمهم الله بعقابه
- 518 لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم
- 519 شاهت الوجوه ثم حصبهم بها
- 520 اجتماع قريش في دار الندوة ومكرهم بالنبي ﷺ
- 521 عن أبي جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من...
- 522 لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما...
- 523 ويلكم قد قد
- 524 كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة
- 525 من احسن في الإسلام لم يؤاخذ بعمل الجاهلية
- 526 أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية، من صدقة أو...
- 527 الإسلام يهدم ما كان قبله
- 528 الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه،...
- 529 أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟
- 530 أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا...
- 531 أغتر بهذه الآية ولا أقاتل أحب إلي
- 532 كان محمد يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة
- 533 أيما قرية أتيتموها وأقمتم فيها فسهمكم فيها
- 534 صلى النبي ﷺ إلى بعير وقال: لا يحل لي من...
- 535 كان النبي ﷺ أعطاني شارفا من الخمس
- 536 النبي ﷺ يقول: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد
- 537 للفرس سهمان وللرجل سهم
- 538 هل كان رسول الله يغزو بالنساء؟
- 539 من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه
- 540 عن ابن عباس في قوله: إن كنتم آمنتم بالله وما...
- 541 خرج رسول الله ﷺ يريد عير قريش، حتى جمع الله...
- 542 خروج النبي ﷺ لأخذ تجارة قريش مع أبي سفيان
- 543 أتراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة
- 544 اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم
- 545 لا تتمنوا لقاء العدو واصبروا عند اللقاء
- 546 رمى رسول الله التراب في وجوه المشركين يوم بدر
- 547 يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما...
- 548 لا يحج بعد العام مشرك
- 549 من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة
- 550 معنى ألا إن القوة الرمي
- 551 الخيل لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر
- 552 الخيل معقود في نواصيها الخير والاجر والمغنم
- 553 فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة
معلومات عن حديث: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟
📜 حديث: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








