كان محمد يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة

حديث: كان محمد يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩)﴾

عن سعيد بن جبير قال: خرج علينا -أو إلينا- ابن عمر، فقال رجل: كيف ترى في قتال الفتنة؟ فقال: وهل تدري ما الفتنة؟ كان محمد ﷺ يقاتل المشركين، وكان الدخول عليهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٥١) عن أحمد بن يونس، حدّثنا زهير، حدّثنا بيان، أن وبرة حدثه قال: حدثني سعيد بن جبير قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● خرج علينا -أو إلينا-: أي جاء إلينا أو ظهر لنا.
● ابن عمر: هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، أحد كبار الصحابة والعلماء.
● كيف ترى في قتال الفتنة؟: أي ما رأيك في القتال الذي يحدث في زمن الفتن والاضطرابات.
● وهل تدري ما الفتنة؟: استفهام إنكاري، أي أن السائل لا يعرف حقيقة الفتنة.
● كان الدخول عليهم فتنة: أي أن دخول المسلمين في قتال المشركين كان اختبارًا وامتحانًا لهم.
● قتالكم على الملك: أي القتال من أجل الدنيا والسلطة والرئاسة.

2. شرح الحديث:

يُبيّن هذا الحديث موقف الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من الفتن التي وقعت في عصره، خاصة بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وما تلاها من أحداث.
- عندما سأله رجل عن رأيه في "قتال الفتنة"، استنكر ابن عمر سؤاله لأنه يعلم أن السائل قد لا يدرك خطورة الفتنة وحقيقتها.
- ثم ضرب مثالًا بالقتال في عهد النبي ﷺ، حيث كان القتال ضد المشركين واضحًا في هدفه، وهو إعلاء كلمة الله ونصرة الدين، ومع ذلك كان ذلك القتال فتنة واختبارًا للمسلمين في ثباتهم وإيمانهم.
- ثم بين أن القتال في زمانهم (أي زمن الفتنة) ليس مثل ذلك، بل هو قتال من أجل الدنيا والسلطة ("على الملك")، أي من أجل الحكم والرئاسة، وليس من أجل الدين.

3. الدروس المستفادة:

● خطورة الفتنة: الفتنة أمرها عظيم، وقد حذر منها النبي ﷺ في أحاديث كثيرة، منها قوله: "ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم" (رواه البخاري ومسلم).
● التمييز بين الجهاد الشرعي والقتال لأجل الدنيا: الجهاد في سبيل الله له ضوابطه وشروطه، وأما القتال من أجل الدنيا والسلطة فهو من الفتن التي يجب تجنبها.
● حكمة الصحابة في زمن الفتن: كان الصحابة مثل ابن عمر يتحرزون من الدخول في الفتن، ويحذرون منها، ويرون أن السلامة في ترك القتال عندما لا يكون الهدف واضحًا شرعيًا.
● الابتعاد عن الفتنة: من حكمة ابن عمر أنه كان يعتزل الفتنة ولا يشارك فيها، وهذا منهج كثير من الصحابة الذين فضلوا الاعتزال عن الخوض في الفتنة.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب الفتن، باب قول النبي ﷺ: "سترون بعدي أمورًا تنكرونها".
- موقف ابن عمر من الفتنة موقف مشهور، وكان يرى أن لا يقاتل إلا في جهاد واضح المعالم، أو دفاعًا عن النفس والدين.
- الفتنة في الاصطلاح الشرعي: هي الابتلاء والامتحان، وما يحدث من اختلاف واقتتال بين المسلمين، وهي من أعظم المحن التي يجب على المسلم أن يتحرى فيها الحق ويتجنب الباطل.
نسأل الله أن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد المسلمين إلى دينهم ردًا جميلًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٥١) عن أحمد بن يونس، حدّثنا زهير، حدّثنا بيان، أن وبرة حدثه قال: حدثني سعيد بن جبير قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 532 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان محمد يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة

📜 حديث: كان محمد يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان محمد يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان محمد يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان محمد يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية