حديث: صلى النبي ﷺ إلى بعير وقال: لا يحل لي من غنائمكم إلا الخمس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١)﴾

عن عمرو بن عبسة قال: صلى بنا رسول اللَّه ﷺ إلى بعير من المغنم، فلما سلم أخذ وبرة من جنب البعير، ثم قال: «ولا يحل لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس، والخمس مردود فيكم».

صحيح: رواه أبو داود (٢٧٥٥) -ومن طريقه البيهقي (٦/ ٣٣٩) - عن الوليد بن عتبة، حدّثنا
الوليد (وهو ابن مسلم)، حدّثنا عبد اللَّه بن العلاء أنه سمع أبا سلام الأسود قال: سمعت بن عبسة قال: فذكره.

عن عمرو بن عبسة قال: صلى بنا رسول اللَّه ﷺ إلى بعير من المغنم، فلما سلم أخذ وبرة من جنب البعير، ثم قال: «ولا يحل لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس، والخمس مردود فيكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يوضح فيه حكم غنائم الحرب وما يحل للإمام منها. وسأشرحه لكم مفصلاً بحسب الطريقة التي طلبتها:

الحديث بلفظه:


عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول اللَّه ﷺ إلى بعير من المغنم، فلما سلم أخذ وبرة من جنب البعير، ثم قال: «ولا يحل لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس، والخمس مردود فيكم».


1. شرح المفردات:


● إلى بعير من المغنم: أي صلى النبي صلى الله عليه وسلم متوجهاً نحو بعير كان من الغنائم التي حصل عليها المسلمون في الحرب.
● وبرة: شعرة أو جزء صغير من وبر البعير (والوبر هو الشعر الناعم الذي يكون على جسم البعير).
● من جنب البعير: من جانب البعير.
● غنائمكم: ما يحصل عليه المسلمون من أموال الكفار في الحرب.
● الخمس: هو الجزء الذي فرضه الله تعالى من الغنائم للإمام وللمصالح العامة.
● مردود فيكم: يعود نفعه عليكم ويصرف في مصالحكم.


2. شرح الحديث:


في هذا الحديث يروي الصحابي الجليل عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بصحابته متوجهاً نحو بعير كان من غنائم الحرب، وبعد أن انتهى من الصلاة أخذ شعرة صغيرة من وبر ذلك البعير، ثم بين لهم أن حتى مثل هذه الشعرة الصغيرة لا تحل له من الغنائم إلا بحقه من الخمس، وأن هذا الخمس نفسه سيعود نفعه عليهم.
وهذا الموقف العملي من النبي صلى الله عليه وسلم هو لأجل التعليم والتأكيد على أهمية الأمانة في أموال المسلمين وبيان قدسية المال العام.


3. الدروس المستفادة منه:


1- بيان تحريم الغلول: الغلول هو أخذ شيء من الغنيمة قبل القسمة، وهو من كبائر الذنوب، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منه في أحاديث أخرى.
2- الأمانة في المال العام: النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق وأكرمهم على الله لم يأخذ حتى شعرة من الغنيمة بدون حق، فكيف بغيره؟
3- بيان حكم الخمس: أن للإمام حقاً في الخمس من الغنائم، وهذا الحق مقدر شرعاً بنص القرآن في قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41].
4- أن الخمس يصرف في مصالح المسلمين: قوله: "والخمس مردود فيكم" يعني أن هذا الخمس لا يذهب هباء، بل يصرف في مصالح الأمة من فقراء ومساكين وفي مصالح عامة كتجهيز الجيوش وإصلاح الطرق وغير ذلك.
5- التقوى والورع: النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على أعلى درجات الورع والتقوى في التعامل مع الأموال العامة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة في كتب السنة.
- الخمس من الغنائم هو حق ثابت للإمام (ولي الأمر) ويصرفه في المصالح التي بينها القرآن الكريم.
- الفقهاء بينوا أن الغنائم تقسم بعد أخذ الخمس منها، والأربعة الأخماس الباقية تكون للمقاتلين الذين شاركوا في الحرب.
- هذا الحديث يرد على من يتساهل في أموال الدولة أو المال العام، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذ حتى شعرة بدون حق.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى دينه رداً جميلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٧٥٥) -ومن طريقه البيهقي (٦/ ٣٣٩) - عن الوليد بن عتبة، حدّثنا
الوليد (وهو ابن مسلم)، حدّثنا عبد اللَّه بن العلاء أنه سمع أبا سلام الأسود قال: سمعت بن عبسة قال: فذكره.
ورواه الحاكم (٣/ ٦١٦ - ٦١٧) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، عن عبد اللَّه بن العلاء به. وسكت عليه. وإسناده صحيح، والوليد بن مسلم مدلس، وقد صرح بالسماع في جميع طبقات السند.
قوله: ﴿وَلِذِي الْقُرْبَى﴾

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 534 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلى النبي ﷺ إلى بعير وقال: لا يحل لي من غنائمكم إلا الخمس

  • 📜 حديث: صلى النبي ﷺ إلى بعير وقال: لا يحل لي من غنائمكم إلا الخمس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلى النبي ﷺ إلى بعير وقال: لا يحل لي من غنائمكم إلا الخمس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلى النبي ﷺ إلى بعير وقال: لا يحل لي من غنائمكم إلا الخمس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلى النبي ﷺ إلى بعير وقال: لا يحل لي من غنائمكم إلا الخمس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب