حديث: النبي ﷺ يقول: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١)﴾

عن جبير بن مطعم قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي ﷺ، فقلنا: أعطيت بني المطلب من خمس خيبر، وتركتنا، ونحن بمنزلة واحدة منك. فقال: «إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد». قال جبير: ولم يقسم النبي ﷺ لبني عبد شمس وبني نوفل شيئًا.

صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٢٩) عن يحيى بن بكير، حدّثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أن جبير بن مطعم أخبره فذكره.

عن جبير بن مطعم قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي ﷺ، فقلنا: أعطيت بني المطلب من خمس خيبر، وتركتنا، ونحن بمنزلة واحدة منك. فقال: «إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد». قال جبير: ولم يقسم النبي ﷺ لبني عبد شمس وبني نوفل شيئًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه ﷺ.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل جبير بن مطعم رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُبيّن حكمة النبي ﷺ في تقسيم الغنائم وعمق نظرته إلى روابط القربى والنسب. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● مشيت أنا وعثمان بن عفان: أي ذهبنا سويًا إلى النبي ﷺ.
● أعطيت بني المطلب: أي خصصت لهم حصة من الغنيمة.
● خمس خيبر: الخمس هو جزء الغنائم الذي يُخصَّص لبيت المال ومصالح المسلمين كما أمر الله في القرآن: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [الأنفال: 41]. وخيبر هي المدينة التي وقعت فيها الغزوة وغُنمت فيها أموال كثيرة.
● بمنزلة واحدة: أي نحن متساوون في القرابة والنسب منك.
● شيء واحد: أي هم في النسب والحقوق سواء.
● بني عبد شمس وبني نوفل: هما فرعان من فروع قريش، مثل بني هاشم وبني المطلب.


ثانيًا. شرح الحديث:


السياق والسبب:
بعد غزوة خيبر، قسّم النبي ﷺ غنائمها، فأعطى بني المطلب -وهم أقاربه من جهة جده عبد المطلب- نصيبًا من الخمس، ولم يُعطِ بني عبد شمس وبني نوفل رغم أن الجميع من قريش وليس بينهم وبين النبي ﷺ فرق في القرابة الظاهرة، فذهب جبير بن مطعم (من بني نوفل) وعثمان بن عفان (من بني عبد شمس) إلى النبي ﷺ يسألانه عن الحكمة من ذلك.
رد النبي ﷺ:
فأجابهم النبي ﷺ بقوله: «إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ». أي أن القرابة بين بني هاشم وبني المطلب ليست مجرد نسب عادي، بل هي قرابة خاصة وميثاق متين؛ فقد تعاهد الفريقان على التواد والتناصر في الجاهلية والإسلام، وتقاسموا الحياة في الشدة والرخاء، unlike بني عبد شمس وبني نوفل الذين لم يكونوا على مثل هذه الصلة الوثيقة.
الحكمة من التفضيل:
هذا القسم ليس محاباةً، بل حكمة إلهية وتربوية؛ فالنبي ﷺ يريد أن يُعزز أواصر القربى الخاصة التي تقوم على المودة والتعاون، وليس على النسب فقط. كما أن في هذا تربية للأمة على أن الحقوق لا تُبنى على القرابة الدموية وحدها، بل على قوة الروابط الإيمانية والاجتماعية.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الحكمة في توزيع الأموال العامة: على الحاكم أن يراعي في التوزيع المصالح العامة والروابط الاجتماعية، وليس مجرد المساواة الشكلية.
2- تقديم أصحاب الحقوق الخاصة: هناك روابط تُولد حقوقًا خاصة، كالجوار أو الصحبة أو النصرة في الإسلام، وهذا من العدل لا من المحاباة.
3- الاستفسار عن الحكمة: يجوز للمسلم أن يسأل عن الحكمة من قرارٍ ما إذا بدا له غير واضح، ولكن بأدب واحترام كما فعل الصحابة.
4- قوة الروابط الإيمانية: الإسلام يعزز الروابط التي تقوم على المودة والتعاون، وليس فقط على النسب.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتّفق عليها.
- يستدل به العلماء على أن بني هاشم وبني المطلب يتشاركون في أحكامٍ خاصة، مثل تحريم الصدقة عليهم (لأنها أوساخ الناس) وإباحة الزكاة لهم، وأنهم كانوا كتلة واحدة في النصرة والتكافل.
- فيه دليل على عدل النبي ﷺ وحكمته؛ فقد أوضح السبب ولم يترك مجالًا للشك أو سوء الفهم.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من أهل السنة والجماعة، والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٢٩) عن يحيى بن بكير، حدّثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أن جبير بن مطعم أخبره فذكره.
تقسم الغنيمة على المقاتل بأن يعطى للراجل سهما، وللفارس ثلاثة، سهمان لفرسه، وسهم له.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 536 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ يقول: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد

  • 📜 حديث: النبي ﷺ يقول: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يقول: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يقول: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي ﷺ يقول: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب