حديث: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من الكذب على النبيّ ﷺ-

عن أبي سعيد الخدريّ، عن النّبيّ ﷺ قال: «من كذب عليَّ متعمِّدًا فليتبوّأ مقعده من النّار».

صحيح: رواه أحمد (١١٤٠٤)، وأبو يعلى (١٢٢٩)، والطَّبرانيّ في جزء «من كذب عليَّ متعمِّدًا» (ص ٨٩) كلّهم من حديث أبي مسلمة، أنّه سمع أبا نضرة يحدّث عن أبي سعيد الخدريّ،
فذكر الحديث.

عن أبي سعيد الخدريّ، عن النّبيّ ﷺ قال: «من كذب عليَّ متعمِّدًا فليتبوّأ مقعده من النّار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: «من كذب عليَّ متعمِّدًا فليتبوّأ مقعده من النار» من الأحاديث العظيمة التي تحمي سنة النبي صلى الله عليه وسلم من التحريف والزيادة والنقصان.

شرح المفردات:


● كذب: أي نسب إليَّ قولاً أو فعلاً أو تقريراً لم يصدر مني.
● متعمِّدًا: أي قاصداً ذلك عن عمد وقصد مع علمه بأنه كذب.
● فليتبوّأ: فليتخذ ويعد.
● مقعده من النار: أي مكانه الذي أعد له فيها.

المعنى الإجمالي للحديث:


يحذر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من خطر الكذب عليه، ويخبر أن من افترى عليه قولاً أو فعلاً لم يقله أو يفعله، وهو يعلم ذلك، فإن مصيره النار، وقد أعد له فيها مقعداً وعذاباً شديداً.

الدروس المستفادة منه:


1- عظم جرم الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أنه من الكبائر التي توعّد صاحبها بالنار.
2- وجوب التحري والتثبت في نقل الأحاديث، وعدم التساهل في رواية ما لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم.
3- الحفاظ على نقاء السنة النبوية من الشوائب والأباطيل والموضوعات.
4- بيان مكانة السنة في الإسلام، حيث أن الكذب عليها كالكذب على القرآن في التشريع.
5- تحذير العلماء من رواية الأحاديث الضعيفة والموضوعة بدون بيان حالها.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث متفق عليه، رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- يعتبر هذا الحديث من الأحاديث المتواترة، فقد رواه أكثر من ستين صحابياً.
- اشتدّ تحذير السلف من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا يتحرّون أشد التحري في رواية الحديث.
- من صور الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم: اختلاق الأحاديث، أو الزيادة في الحديث الثابت، أو تحريف معناه.
نسأل الله أن يحفظ علينا ديننا، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١١٤٠٤)، وأبو يعلى (١٢٢٩)، والطَّبرانيّ في جزء «من كذب عليَّ متعمِّدًا» (ص ٨٩) كلّهم من حديث أبي مسلمة، أنّه سمع أبا نضرة يحدّث عن أبي سعيد الخدريّ،
فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، وأبو مسلمة هو سعيد بن يزيد البصريّ ثقة من رجال الشّيخين، وشيخه أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبديّ من رجال مسلم.
وأمّا ما روي عن عبد اللَّه بن عمرو، أنّ رجلًا لبس حلَّةً مثل حلَّة النّبيّ ﷺ، ثم أتى أهل بيت من المدينة، فقال: إنّ النّبيّ ﷺ أمرني أيَّ أهل بيت شئتُ استطلعتُ، فقالوا: عهدنا برسول اللَّه ﷺ، وهو لا يأمر بالفواحش، قال: فأعَدّوا له بيتًا، وأرسلوا رسولًا إلى رسول اللَّه ﷺ، فأخبره، فقال لأبي بكر وعمر: «انطلقا إليه، فإن وجدتماه حيًّا فاقتلاه، ثم حرِّقاه بالنَّار، وإن وجدتماه قد كُفيتماه -ولا أراكما إِلَّا وقد كُفيتما- فحرّقاه». فأَتَيَاهُ، فوجداه قد خرج من اللّيل يبول، فلدغته حيّة أفعى فمات، فحرّقاه بالنّار، ثم رجعا إلى رسول اللَّه ﷺ، فأخبراه الخبر، فقال رسول اللَّه ﷺ: «من كذب عليّ متعمِّدًا، فليتبوّأ مقعده من النّار». فهو ضعيف.
رواه الطبرانيّ (مجمع البحرين - ٢٩١) عن أحمد، ثنا أبو طلحة موسى بن عبد اللَّه الخزاعيّ، ثنا أحمد بن إسحاق الحضرميّ، ثنا وهب بن خالد، ثنا عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكر الحديث.
قال الطبرانيّ: «لم يروه عن عطاء إِلَّا وهيب، ولا عنه إِلَّا أحمد بن إسحاق، تفرّد به أبو طلحة».
قال الأعظمي: أبو طلحة قد روى عنه النسائيّ، وقال: «لا بأس به».
وأحمد بن إسحاق الحضرميّ من الثّقات، ولكن العلة في رواية وهيب عن عطاء بن السّائب، فإنّ عطاء بن السّائب ممن اختلط وساء حفظه في آخر عمره، فرواية البصريين عنه فيها تخاليط لأنّه قدم عليهم في آخر عمره.
ووهيب بن خالد بصريّ، وقد روي عنه بعد الاختلاط.
قال أبو حاتم الرّازيّ في عطاء بن السائب: «كان محلّه الصّدق قديمًا قبل أن يختلط، صالح مستقيم الحديث، ثم بآخره تغيَّر حفظه، في حديثه تخاليط كثيرة، وقديم السماع من عطاء: سفيان، وشعبة. وفي حديث البصريين الذين يحدّثون عنه تخالط كثيرة؛ لأنّه قدم عليهم في آخر عمره، وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب، رفع أشياء كان يرويها عن التابعين، فرفعها إلى الصّحابة». «الجرح والتعديل» (٦/ ٣٣٤).
ولكن المرفوع منه فهو صحيح، وقد سبق تخريجه، وفي الجملة: فالحديث متواتر وقد ألف الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبرانيّ جزءًا ذكر فيه طرق حديث: «من كذب عليَّ متعمِّدًا» وتتبّع فيه ما رُوي عن عدد من الصّحابة فما صحّ منه ذكرته، ومنها ما لم يصح كحديث أبي بكر الصدّيق، وعمر بن الخطّاب، وطلحة بن عبيد اللَّه، وعمرو بن عبسة، وجابر، وأبي أمامة، وغيرهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 167 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

  • 📜 حديث: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب