حديث: الاذن بالقتال: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠)﴾

عن الزهري قال: فكان أول آية نزلت في القتال، كما أخبرني عروة، عن عائشة: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ إلى قوله ﴿إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ثم أذن بالقتال في آي كثير من القرآن.

صحيح: رواه النسائي في الكبرى (١١٢٨٣) عن زكريا بن يحيى، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، حدثنا سلمويه أبو صالح، أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري، فذكره.

عن الزهري قال: فكان أول آية نزلت في القتال، كما أخبرني عروة، عن عائشة: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ إلى قوله ﴿إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ثم أذن بالقتال في آي كثير من القرآن.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يفتح علينا من فضله.
هذا الأثر الذي ذكر يُروى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو يتعلق ببداية تشريع القتال في الإسلام. وإليك الشرح الوافي له:

أولاً. شرح المفردات:


● الزهري: هو الإمام محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري (ت 124 هـ)، أحد أئمة الحديث والتابعين الثقات.
● عروة: هو عروة بن الزبير بن العوام (ت 94 هـ)، وهو من كبار التابعين وعلمائهم، وأحد الفقهاء السبعة في المدينة، وهو ابن أخت أم المؤمنين عائشة.
● أُذِنَ: أي أُعطي الإذن والإباحة، بعد أن كان ممنوعاً.
● يُقَاتَلُونَ: يدافعون عن أنفسهم ويقاتلون من يعتدي عليهم.
● بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا: بسبب أنهم وقع عليهم الظلم والاعتداء من المشركين.

ثانياً. شرح الحديث ومضمونه:


يخبرنا هذا الأثر أن أول آية نزلت في موضوع القتال في الإسلام هي قوله تعالى في سورة الحج:
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)}
المعنى الإجمالي:
- لطالما تحمل المسلمون في مكة الأذى والاضطهاد والظلم من قريش صبراً واحتساباً، وكانوا مأمورين بالكف عن القتال والصبر.
- بعد الهجرة إلى المدينة، وتأسيس الدولة الإسلامية، نزلت هذه الآية لتُشرع للمسلمين – لأول مرة – حق الدفاع عن أنفسهم ورد العدوان.
- الإذن هنا ليس أمراً بالقتال ابتداءً، بل هو إباحة للدفاع عن النفس ضد المعتدين الذين ظلموهم وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم لمجرد إيمانهم بالله تعالى.
- ثم تلا ذلك نزول آيات أخرى كثيرة في القرآن الكريم تبين أحكام القتال وشروطه وأهدافه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مرحلية التشريع الإسلامي: يأتي التشريع الإسلامي متدرجاً بما يناسب حال الناس وقدرتهم، فلم يُفرض القتال دفعة واحدة، بل بدأ بالصبر، ثم بالإذن في الدفاع، ثم بفرضية القتال لرد العدوان وحماية الدعوة.
2- القتال في الإسلام دفاعي في أصله: الغاية الأولى من الإذن بالقتال هي رد الظلم والعدوان ودفع الأذى عن المستضعفين، وليس الاعتداء أو الإكراه في الدين.
3- مشروعية الدفاع عن الحق: الإسلام يقر حق الإنسان في الدفاع عن نفسه وعرضه وماله ودينه ضد أي معتدٍ أو ظالم.
4- عزة المؤمنين بنصر الله: الآية تربط بين الإذن بالقتال وتأكيد قدرة الله على نصر المؤمنين، ليعلموا أن النصر من عند الله، وأنهم إنما ينصرون دينه.
5- حكمة الله في دفع الظلم: الآية تذكر حكمة إلهية عظيمة، وهي أن الله يدفع ظلم بعض الناس ببعض، فلو ترك الطغاة دون ردع لدمروا كل معاقل الخير والعبادة (صوامع الرهبان، وبيع النصارى، ومساجد المسلمين).

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● السياق التاريخي: نزلت هذه الآية بعد الهجرة، وقبل غزوة بدر، حيث كان المسلمون يستعدون للدفاع عن وجودهم الجديد في المدينة.
● الفرق بين الإذن والأمر: "أُذِنَ" تفيد الإباحة والترخيص، وليس الفرض والإلزام. أي أصبح جائزاً لهم أن يقاتلوا بعد أن كان محرماً.
● تطور تشريع القتال: بعد هذه الآية، نزلت آيات أخرى فيها أمر بالقتال وفرضيته في حالات معينة، مثل قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} (البقرة: 190)، ثم آيات أخرى تبين أحكامه.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في دينه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (١١٢٨٣) عن زكريا بن يحيى، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، حدثنا سلمويه أبو صالح، أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري، فذكره.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٧/ ٢٨٠): «إسناده صحيح».
وعبد الله هو ابن المبارك، والراوي عنه سلمويه هو سليمان بن صالح الليثي، وسلمويه لقبه من رجال الصحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 948 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الاذن بالقتال: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا

  • 📜 حديث: الاذن بالقتال: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الاذن بالقتال: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الاذن بالقتال: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الاذن بالقتال: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب