حديث: من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان حق على الله أن يدخله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١١)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقا على الله أن يُدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي وُلِد فيها». فقالوا: يا رسول الله! أفلا نبشر الناس؟ . قال: «إنّ في الجنة مائة درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، أراه فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجّر أنهار الجنة».

صحيح: رواه البخاري في الجهاد (٢٧٩٠) عن يحيى بن صالح، حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقا على الله أن يُدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي وُلِد فيها». فقالوا: يا رسول الله! أفلا نبشر الناس؟ . قال: «إنّ في الجنة مائة درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، أراه فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجّر أنهار الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه بيان لعظيم فضل الله تعالى على عباده، وواسع رحمته بهم.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● حَقًّا عَلَى اللَّهِ: أي وجب على الله تعالى وفاءً بوعده الصادق، وهو وعد لا يُخلف، والله لا يجب عليه شيء لأحد، لكنه تفضل وتكرم ف أوجب على نفسه الرحمة والفضل لعباده المؤمنين.
● جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ: أي سواء قام بالجهاد الأكبر (وهو جهاد النفس والهوى) أو الجهاد الأصغر (وهو قتال الأعداء) أو لم يجاهد وقعد في بلده يعمل بطاعة الله.
● مِائَةَ دَرَجَةٍ: الدرجة هي المرتبة والمنزلة الرفيعة في الجنة.
● الفِرْدَوْس: هو اسم لأعلى جزء في الجنة وأشرفها.
● أَرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ: أي أن سقف الفردوس الأعلى هو عرش الرحمن عز وجل، مما يدل على علو منزلته ورفعتها.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من جمع بين أركان الإيمان العملية الأساسية، وهي:
1. الإيمان بالله وبرسوله (وهو أصل الدين).
2. إقامة الصلاة (وهي عمود الإسلام).
3. صوم رمضان (وهو أحد أركان الإسلام الخمسة).
فإن الله تعالى قد تكرم وتفضل بأن جعل الجنة جزاءً لهذا المؤمن، سواء أكمل هذا الإيمان بالجهاد في سبيل الله أم قعد في أرضه يعبد الله على الوجه الذي يقدر عليه.
ولما سمع الصحابة رضوان الله عليهم هذا الوعد العظيم، سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: "أفلا نبشر الناس؟" ليعم الفرح وتشتد همم الناس في الطاعة، فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يبشروا الناس، لكن بين لهم أن للجهاد منزلة خاصة وفضلاً عظيماً، حيث أعد الله للمجاهدين في سبيله مائة درجة في الجنة، بين كل درجتين منها كما بين السماء والأرض في السعة والعلو والفضل.
ثم أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يسألوا الله الفردوس الأعلى من الجنة، لأنه أعلاها وأوسطها (أي أفضل ما فيها وأعظمه موقعاً)، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: حيث جعل الجنة جزاءً لكل من قام بأركان الإيمان الأساسية، سواء اكتملت أعماله بالجهاد أم لا.
2- تفاضل الأعمال وتفاضل الدرجات في الجنة: فالمجاهدون في سبيل الله لهم منزلة خاصة ودرجات عالية لا ينالها غيرهم.
3- الحث على الجهاد في سبيل الله: وبيان عظيم أجره وعلو منزلته عند الله تعالى.
4- الحث على دعاء الله وسؤاله: والإرشاد إلى سؤال أعلى الدرجات وأفضلها، وهي الفردوس الأعلى.
5- التوسط في الدعاء وطلب الأعلى: فلا ينبغي للمؤمن أن يقنع بالدون، بل يسأل الله من فضله العظيم.
6- بيان علو مكانة الفردوس: وأنه أعلى الجنة وأقربها إلى عرش الرحمن، مما يدل على شرف المكانة وقربها من الله تعالى.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الجهاد ليس شرطاً في دخول الجنة، بل هو من الأعمال التي ترفع الدرجات وتزيد في القرب من الله.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في عمله ويتقنه، ثم يسأل الله أن يتقبله ويرفعه به إلى أعلى الدرجات.
- الفردوس هو goal كل مؤمن، فينبغي أن يكون مرجوه ومطلبه من الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يبلغنا الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يجعلنا من المجاهدين في سبيله، والمقيمين لشرعه، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد (٢٧٩٠) عن يحيى بن صالح، حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 960 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان حق على الله أن يدخله

  • 📜 حديث: من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان حق على الله أن يدخله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان حق على الله أن يدخله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان حق على الله أن يدخله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان حق على الله أن يدخله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب