حديث: معيار القبول عند الله القلوب والاعمال لا الصور والاموال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (٣٧)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٣٤: ٢٥٦٤) عن عمرو الناقد، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه، هو من الأحاديث العظيمة التي تُعرِّف المسلم بمعيار التفاضل الحقيقي عند الله تعالى، وتُصحِّح المفاهيم الخاطئة التي قد تتسلل إلى النفوس.

أولاً. شرح المفردات:


● ينظر: هنا بمعنى يتفضل ويقبل ويرحم، أو بمعنى يعتبر ويحكم ويقيم. وليس المقصود النظر الحسي، فالله تعالى منزه عن الجوارح والأعضاء.
● صوركم: هيئتكم وأشكالكم وحسن منظركم.
● أموالكم: ما تملكونه من متاع الدنيا وزينتها.
● قلوبكم: مقاصدها ونياتها وإيمانها وتقواها.
● أعمالكم: ما يصدر عن هذه القلوب من طاعات وعبادات وسلوكيات.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الجليل أن المعيار الذي توزن به القيمة الحقيقية للإنسان عند الله عز وجل ليس هو المظهر الخارجي من جمال أو قبح، ولا هي الأموال الطائلة أو المناصب الدنيوية، وإنما المعيار هو:
1- ما في القلوب: من إيمان صادق، وإخلاص لله، وتقوى، وخشية، ومحبة لله ورسوله، ونية صالحة. فالقَلَب هو ملك الجوارح، إذا صلَح صلَح الجسد كله، وإذا فسَد فسَد الجسد كله.
2- ما تصنعه الأيدي والجوارح: من أعمال صالحة، وطاعات، وعبادات، وسعي في مرضاة الله، ونفع للعباد. فالعمل الصالح هو ثمرة الإيمان في القلب، ودليله الظاهر للعيان.
فالغني الفقير، والقوي الضعيف، والجميل القبيح – في المقياس الدنيوي – يتساوون عند الله تعالى إلا بالتقوى والعمل الصالح النابع من قلب سليم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- تصحيح ميزان القيمة: ينبغي للمسلم أن يغير نظرته للأشخاص، فلا ينبهر بالغنى أو الجمال أو المنصب، بل ينظر إلى تقواهم وأخلاقهم وأعمالهم الصالحة.
2- التركيز على الباطن قبل الظاهر: يحثنا الحديث على العناية بقلوبنا وتطهيرها من الشرك والحقد والحسد والرياء، وإصلاح النية، لأن ذلك هو الأصل.
3- الارتباط بين القلب والعمل: لا قيمة لعمل بلا إيمان، ولا ينفع إيمان بلا عمل صالح. فالإيمان في القلب يدفع إلى العمل، والعمل يزيد الإيمان.
4- التحذير من الغرور: يحذر الحديث من الغرور بالمال أو الجمال أو النسب، فهذه أمور لا وزن لها عند الله يوم القيامة.
5- العدل الإلهي: فيه بيان لعدل الله تعالى، حيث يجعل ميزان التفاضل أمرًا ممكنًا للجميع، فكل يستطيع أن يصلح قلبه وعمله، بغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو المادي.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل عظيم في ذم الرياء الذي هو من أخطر أمراض القلوب، لأنه يحث على إخلاص العمل لله وحده.
- يستفاد منه أيضًا الرد على بعض الفرق التي قد تغالي في تقديس الأشخاص لمجرد نسبهم أو مكانتهم الدنيوية.
- يشبه في معناه قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
فاللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وأعيننا من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٣٤: ٢٥٦٤) عن عمرو الناقد، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 946 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: معيار القبول عند الله القلوب والاعمال لا الصور والاموال

  • 📜 حديث: معيار القبول عند الله القلوب والاعمال لا الصور والاموال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: معيار القبول عند الله القلوب والاعمال لا الصور والاموال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: معيار القبول عند الله القلوب والاعمال لا الصور والاموال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: معيار القبول عند الله القلوب والاعمال لا الصور والاموال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب