إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما

حديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤)﴾

عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله ﷺ وهو الصادق المصدوق، قال: «إنّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا، فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع، فيسبق عليه كتابه، فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة».

متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢٠٨)، ومسلم في القدر (٢٦٤٣) كلاهما من طرق عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا وعليك أبواب فهمه وعلمه.
هذا حديث عظيم من الأحاديث الصحيحة التي رواها الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو يتناول مراحل خلق الإنسان في بطن أمه والقدر الذي سبق به علم الله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:

● الصادق المصدوق: أي الذي يصدق في قوله ويصدقه الله تعالى فيما يخبر به.
● يُجْمَع خَلْقُه: أي تُجمع أجزاؤه ويبدأ تكوينه.
● علقة: قطعة دم غليظ متجمدة.
● مضغة: قطعة لحم صغيرة بقدر ما يمضغ.
● يسبق عليه الكتاب: أي يتقدم عليه القَدَر المكتوب له فيسبقه.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم - وهو الذي لا ينطق عن الهوى - عن مراحل تخلق الجنين في بطن أمه، حيث:
1- مرحلة النطفة: تكون أول أربعين يوماً.
2- مرحلة العلقة: تكون في الأربعين يوماً الثانية.
3- مرحلة المضغة: تكون في الأربعين يوماً الثالثة.
وبعد اكتمال هذه المراحل (أي بعد مائة وعشرين يوماً)، يبعث الله ملكاً موكلاً بالأرحام، فيؤمر بأربع كلمات (أي بأمور أربعة) يكتبها، وهي:
● عمله: ما سيعمله في دنياه من خير أو شر.
● رزقه: ما سيحصله من أرزاق في عمره.
● أجله: وقت موته.
● شقي أو سعيد: منتهى أمره إما إلى السعادة في الجنة أو الشقاء في النار.
ثم ينفخ فيه الروح بعد ذلك، فتصبح هذه الكتابة سابقة لحياة الإنسان، وهي قدر الله المحتوم الذي لا يتغير.
ثم يضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً ليؤكد أن الإنسان يسير على ما كُتب له، حتى لو ظهر منه عكس ذلك في بعض أحواله، فقد:
- يعمل الإنسان أعمالاً صالحة تقربه من الجنة حتى يصبح على بعد ذراع منها، ولكن يسبقه كتابه (أي قدره الذي سبق فيه أنه من أهل النار) فيختم له بعمل سوء فيموت عليه.
- أو العكس: يعمل الإنسان أعمالاً سيئة تقربه من النار حتى يصبح على بعد ذراع منها، ولكن يسبقه كتابه (أي قدره الذي سبق فيه أنه من أهل الجنة) فيختم له بعمل صالح فيموت عليه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- الإيمان بالقدر خيره وشره: من أركان الإيمان الستة، وهذا الحديث أصل عظيم في بيان سابق علم الله تعالى وكتبه لأحوال العباد.
2- عظمة خلق الله ودقة تقديره: حيث يمر الجنين بمراحل متعددة بإتقان وإحكام.
3- أن الأعمال بالخواتيم: فيجب على المسلم أن يخشى سوء الخاتمة، ويسأل الله الثبات على الدين حتى الممات.
4- الالتجاء إلى الله وعدم الغرور: فلا يغتر الإنسان بعمله الصالح، ولا يقنط من رحمة الله بسبب ذنوبه.
5- أن الرزق والأجل والعمل محكوم بقضاء الله وقدره: ولكن هذا لا يعني تعطيل الأسباب، فالمسلم مأمور بالسعي والعمل مع التوكل على الله.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي أجمع العلماء على صحتها، وهو متفق عليه.
- المراحل المذكورة (النطفة، العلقة، المضغة) توافق ما اكتشفه علم الأجنة الحديث من دقة في وصف تطور الجنين، مما يعد من معجزات النبي العلمية.
● الخاتمة الحسنة من نعم الله العظيمة على عبده، وهي مما يسعى إليه المؤمن ويجتهد في طلبها بالأعمال الصالحة والدعاء.
نسأل الله أن يختم لنا وللكافة بخير، وأن يثبتنا على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢٠٨)، ومسلم في القدر (٢٦٤٣) كلاهما من طرق عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 963 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما

📜 حديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية