حديث: أكلنا العلهز يعني الوبر والدم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (٧٦)﴾

عن ابن عباس قال: جاء أبو سفيان بن حرب إلى النبي ﷺ، فقال: يا محمد! أنشدك الله والرحم، قد أكلنا العلهز - يعني الوبر والدم - فأنزل الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾.

حسن: رواه النسائي في الكبرى (١١٢٨٩)، وابن جرير الطبري في تفسيره (١٧/ ٩٣)، وابن حبان (٩٦٧)، والحاكم (٢/ ٣٩٤) كلهم من طريق الحسين بن واقد، قال: حدثني يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: فذكره.

عن ابن عباس قال: جاء أبو سفيان بن حرب إلى النبي ﷺ، فقال: يا محمد! أنشدك الله والرحم، قد أكلنا العلهز - يعني الوبر والدم - فأنزل الله ﷿: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء أبو سفيان بن حرب إلى النبي ﷺ، فقال: يا محمد! أنشدك الله والرحم، قد أكلنا العلهز - يعني الوبر والدم - فأنزل الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾.

1. شرح المفردات:


● أنشدك الله والرحم: أي أسألك بالله وبالرحم التي بيننا. "أنشدك" من الإنشاد بمعنى الاستحلاف والطلب بالحلف.
● العلهز: هو ما يسقط من وبر الإبل وشعرها مع الدم عندما تُنحر، وكانوا يأكلونه في الجاهلية عند الشدة والمجاعة.
● استكانوا: من الاستكانة، وهي الخضوع والذل والانكسار لله تعالى.
● يتضرعون: من التضرع، وهو التذلل والابتهال إلى الله بالدعاء والطلب.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن أبا سفيان بن حرب – وهو كان من أشراف قريش ولم يكن قد أسلم بعد – جاء إلى النبي ﷺ يشكو إليه شدة الجوع والمجاعة التي أصابت قريشاً بسبب دعوة النبي ﷺ عليهم حين حاصروه وأصحابه في شعب أبي طالب، فقال: "يا محمد، أنشدك الله والرحم" أي أسألك بالله وبالقرابة التي بيننا وبينك (فالنبي ﷺ من قريش)، لقد بلغ بنا الجوع أنا نأكل "العلهز" وهو الخليط الرديء من وبر الإبل ودمائها.
فلم يستجب النبي ﷺ لطلبه هذا، لأن قلبه كان ممتلئاً بالثقة بالله والتوكل عليه، ويعلم أن قريشاً لن تؤمن إلا بعد أن تذوق العذاب، فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة من سورة المؤمنون (آية 76) تصف حالهم: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾.
أي: ولقد عاقبناهم بالجوع والشدة (العذاب) لكنهم لم يخضعوا لربهم ولم يتذللوا له بالدعاء والاستغاثة الحقيقية، بل جاءوا يطلبون من النبي أن يدعو عليهم بغير إيمان أو تصديق.

3. الدروس المستفادة:


● عاقبة الكفر والاستكبار: أن الكفار مهما نزل بهم من بلاء فإنه لا يزيدهم إلا عتواً واستكباراً إلا من رحم الله.
● ثبات النبي ﷺ وتوكله: موقف النبي ﷺ يدل على ثقته بنصر الله، وعدم استجابته للضغوط العاطفية أو القبلية إذا تعارضت مع مبادئ الدعوة.
● حقيقة الدعاء والتضرع: أن التضرع الحقيقي必须是出自 الإيمان والخضوع لله، وليس مجرد طلب رفع البلاء مع بقاء الكفر.
● سنة الله في إهلاك الأمم: أن الله تعالى يأخذ الأمم الكافرة بالعذاب تدريجياً لعلهم يرجعون، فإذا استمروا على كفرهم أهلكهم.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
- الآية الكريمة نزلت في سياق الحديث عن الأمم السابقة الكافرة التي أهلكها الله، وجاءت قصة أبي سفيان تطبيقاً معاصراً لنفس السنة الإلهية.
- استجاب الله لدعوة النبي ﷺ على قريش حين حاصروه في الشعب، فأصابتهم مجاعة شديدة، حتى كانوا يأكلون الجيف والوبر والدم.
- بعد هذه الحادثة بسنوات، أسلم أبو سفيان رضي الله عنه يوم فتح مكة وحسن إسلامه، وصار من المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (١١٢٨٩)، وابن جرير الطبري في تفسيره (١٧/ ٩٣)، وابن حبان (٩٦٧)، والحاكم (٢/ ٣٩٤) كلهم من طريق الحسين بن واقد، قال: حدثني يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: فذكره.
وإسناد حسن من أجل الحسين بن واقد؛ فإنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 967 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أكلنا العلهز يعني الوبر والدم

  • 📜 حديث: أكلنا العلهز يعني الوبر والدم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أكلنا العلهز يعني الوبر والدم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أكلنا العلهز يعني الوبر والدم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أكلنا العلهز يعني الوبر والدم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب