حديث: بين النفختين أربعون ويبلي كل شيء إلا عجب الذنب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦)﴾

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «بين النفختين أربعون». قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يوما. قال: أبيت. قال: أربعون سنة. قال: أبيت. قال: أربعون شهرا. قال: أبيت، «ويبلي كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه، فيه يركب الخلق».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨١٤)، ومسلم في الفتن (٢٩٥٥) كلاهما من حديث الأعمش، قال: سمعت أبا صالح، قال: سمعت أبا هريرة، فذكر الحديث.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «بين النفختين أربعون». قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يوما. قال: أبيت. قال: أربعون سنة. قال: أبيت. قال: أربعون شهرا. قال: أبيت، «ويبلي كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه، فيه يركب الخلق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النتي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:


عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «بين النفختين أربعون». قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يوما. قال: أبيت. قال: أربعون سنة. قال: أبيت. قال: أربعون شهرا. قال: أبيت، «ويبلي كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه، فيه يركب الخلق».


1. شرح المفردات:


● بين النفختين: أي الفترة الزمنية الفاصلة بين النفخة الأولى (نفخة الصعق) والنفخة الثانية (نفخة البعث).
● أربعون: المقصود بها مدة زمنية غير محددة التفاصيل في الحديث.
● أبيت: أي أرفض أن أحدد أو أقر؛ تعبير عن الامتناع عن التحديد الدقيق لأن النبي ﷺ لم يبين نوع الأربعين.
● يبلي: يفسد ويفنى ويتحلل.
● عجب الذنب: هو العظم الصغير الذي في أسفل العمود الفقري (عصعص).
● فيه يركب الخلق: أي منه يبدأ تركيب خلق الإنسان يوم البعث.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يتناول أمرين عظيمين من أمور الغيب:
الأول: المدة بين النفختين:
- النفخة الأولى: هي نفخة الصعق التي يموت بها كل من في السموات والأرض إلا من شاء الله.
- النفخة الثانية: هي نفخة البعث التي يقوم فيها الناس من قبورهم لرب العالمين.
- النبي ﷺ أخبر أن بين هاتين النفختين مدة زمنية هي "أربعون"، ولكنه لم يحدد نوع هذه الأربعين (أيامًا أم شهورًا أم سنين؟).
- عندما سأل الصحابة أبا هريرة رضي الله عنه عن تفسيرها، امتنع (أبيت) عن التحديد لأنه لم يرد عن النبي ﷺ بيان نوعها، فكان ورعًا في النقل وحرصًا على عدم القول بغير علم.
- وهذا من أدب أبي هريرة رضي الله عنه في التحديث، حيث يقتصر على ما سمعه فقط.
الثاني: بقاء عجب الذنب:
- أخبر النبي ﷺ أن جسد الإنسان يبلى ويتحلل في القبر إلا عجب الذنب (العصعص).
- وهذا العظم الصغير هو أصل الخلق، منه يبدأ تكوين الجنين في رحم أمه.
- وفي يوم القيامة، يكون هذا العظم هو النواة التي يبدأ منها إنشاء الجسم الجديد وإعادة تركيب الخلق للبعث.
- وهذا من إعجاز السنة النبوية، حيث أثبت العلم الحديث أن المادة الوراثية للإنسان (DNA) التي تحمل صفاته الوراثية تتركز في نواة الخلية، وأن التخلق الجنيني يبدأ من نقطة معينة، وهذا يتوافق مع فكرة "أصل الخلق" الذي أخبر عنه النبي ﷺ.


3. الدروس المستفادة:


1- الإيمان بالغيب: الحديث يذكر أمرين غيبيين (النفختين، وبقاء عجب الذنب) مما يجب على المسلم تصديقه والإيمان به.
2- الورع في نقل العلم: أبو هريرة رضي الله عنه يمتنع عن تفسير ما لم يرد فيه نص صريح، وهذا درس في أهمية التثبت وعدم القول بغير علم.
3- عظمة قدرة الله تعالى: إعادة خلق الإنسان من عظم صغير دليل على قدرة الله المطلقة على البعث والنشور.
4- إعجاز السنة النبوية: وصف النبي ﷺ لعجب الذنب ودوره في البعث يتوافق مع الحقائق العلمية التي اكتشفت حديثًا.
5- التسليم لأمر الله: الإيمان بيوم القيامة وأهواله يزيد من استعداد المسلم للقاء الله بالعمل الصالح.


4. معلومات إضافية:


● مصادر الحديث: رواه البخاري (4935) ومسلم (2955) في صحيحيهما.
● المراجع المعتمدة: شرح النووي على صحيح مسلم، فتح الباري لابن حجر.
● حكمة عدم التحديد: ترك النبي ﷺ نوع الأربعين غير محدد ليعلم المسلم أن الأمر عظيم وأهواله جسيمة، دون الحاجة إلى معرفة التفاصيل الدقيقة التي لا طائل من ورائها.
● العلم الحديث: أثبتت الأبحاث أن عجب الذنب (العصعص) يحتوي على الخلايا الجذعية الأولية التي يمكن منها بناء أنسجة الجسم، مما يؤكد صدق الحديث النبوي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨١٤)، ومسلم في الفتن (٢٩٥٥) كلاهما من حديث الأعمش، قال: سمعت أبا صالح، قال: سمعت أبا هريرة، فذكر الحديث. واللفظ للبخاري.
وزاد مسلم في أول الحديث: «ثم ينزل الله من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، قال: وليس من الإنسان شيء إلا يبلي إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب».
وفي رواية عنده: «إن في الإنسان عظما لا تأكله الأرض أبدا، فيه يركب يوم القيامة». قالوا: أي عظم هو؟ يا رسول الله! . قال: «عجب الذنب».
وقوله: «العجب» بالسكون، وهو العظم الذي في أسفل الصّلب عند العَجُز.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 964 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بين النفختين أربعون ويبلي كل شيء إلا عجب الذنب

  • 📜 حديث: بين النفختين أربعون ويبلي كل شيء إلا عجب الذنب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بين النفختين أربعون ويبلي كل شيء إلا عجب الذنب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بين النفختين أربعون ويبلي كل شيء إلا عجب الذنب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بين النفختين أربعون ويبلي كل شيء إلا عجب الذنب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب