من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه

حديث: من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤)﴾

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجُعل الذي يدهده الخراء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية، وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب».

حسن: رواه الترمذي (٣٩٥٥)، وأحمد (١٠٧٨١) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا، إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخُرَاءَ بِأَنْفِهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ».

1. شرح المفردات:

● لينتهينَّ: صيغة قسم وتأكيد، أي ليتركنَّ ويتوقفنَّ عن هذا الفعل.
● يفتخرون بآبائهم: يتباهون وينتسبون إلى آبائهم وأجدادهم بفخر وغرور.
● فحم جهنم: أي وقود النار، يشير إلى أنهم يعذبون في النار.
● الجُعل: نوع من الحشرات القذرة (خنفساء).
● يدهده الخراء بأنفه: يدفع الروث بأنفه ويتدحرج به.
● عبية الجاهلية: الكبر والغرور والتعالي الذي كان في الجاهلية.
● مؤمن تقي: المؤمن الذي يخشى الله ويطيع أوامره.
● فاجر شقي: العاصي المتمرد على الله، الشقي في الدنيا والآخرة.

2. شرح الحديث:

يحذّر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من التباهي بالأنساب والأحساب، والافتخار بالآباء والأجداد، وهو أمر كان شائعًا في الجاهلية. ويبيّن صلى الله عليه وسلم أن هذا الفخر باطل، لأن الآباء الذين ماتوا على الكفر أو المعصية هم وقود للنار، وليسوا مفخرةً يُعتزُّ بهم.
ثم يهدد صلى الله عليه وسلم أولئك المفتخرين بأنهم سيكونون أهون على الله من حشرة الجعل التي تتدحرج بالروث، وذلك لاستمرارهم في خلق الجاهلية وتكبرهم.
ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام قد أزال هذه النعرة الجاهلية، وأن المفاخرة ليست بالنسب بل بالإيمان والتقوى، فالناس جميعًا من أصل واحد، وهو آدم عليه السلام، الذي خُلق من تراب، فلا فضل لأحد على آخر إلا بالتقوى والعمل الصالح.

3. الدروس المستفادة:

- تحريم التفاخر بالأنساب والآباء، خاصة إذا كانوا غير صالحين.
- التذكير بأن الأصل البشري واحد، فلا مكان للعنصرية أو التفاضل باللون أو النسب.
- التقوى والعمل الصالح هما ميزان التفاضل عند الله تعالى.
- التحذير من الكبر والغرور، لأنهما من صفات أهل الجاهلية.
- بيان أن الإنسان قد يكون في نظر الناس عظيمًا، ولكن عند الله حقيرًا إذا كان فاجرًا شقيًا.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني.
- فيه بيان لمبدأ المساواة في الإسلام، حيث لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.
- ينبغي للمسلم أن يفخر بإيمانه وتقواه، لا بأصله ونسبه.
- من فوائد الحديث: الحث على التواضع والبعد عن الكبر والعصبية القبلية.

أسأل الله أن يجعلنا من المتواضعين المعتزين بإيمانهم وتقواهم، وأن يحفظنا من الكبر والغرور.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٩٥٥)، وأحمد (١٠٧٨١) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل هشام بن سعد المدني، وهو أبو عباد، ويقال: أبو سعيد القرشي مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».
وقوله: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤)﴾.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 962 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه

📜 حديث: من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية