حديث: كان خلق رسول الله القرآن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (٧) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٩)﴾

عن يزيد بن بابنوس قال: قلنا لعائشة: يا أم المؤمنين! كيف كان خلق رسول الله ﷺ؟ قالت: كان خلق رسول الله القرآن، فقرأت: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ - حتى انتهت - ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾ قالت: هكذا كان خلق رسول الله ﷺ.

حسن: رواه النسائي في الكبرى (١١٢٨٧)، والبخاري في الأدب المفرد (٣٠٨) كلاهما من طريق جعفر (هو ابن سليمان الضبعي)، عن أبي عمران، حدثنا يزيد بن بابنوس، فذكره.

عن يزيد بن بابنوس قال: قلنا لعائشة: يا أم المؤمنين! كيف كان خلق رسول الله ﷺ؟ قالت: كان خلق رسول الله القرآن، فقرأت: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ - حتى انتهت - ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾ قالت: هكذا كان خلق رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبيل الذي يصف أخلاق النبي ﷺ، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن يزيد بن بابنوس قال: قلنا لعائشة: يا أم المؤمنين! كيف كان خلق رسول الله ﷺ؟ قالت: كان خلق رسول الله القرآن، فقرأت: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ - حتى انتهت - ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾ قالت: هكذا كان خلق رسول الله ﷺ.


1. شرح المفردات:


● خلق رسول الله: أي صفاته الأخلاقية وسجاياه الحميدة.
● كان خلق رسول الله القرآن: أي أن أخلاقه ﷺ كانت تجسيدًا حيًا لتعاليم القرآن وآدابه.
● قد أفلح المؤمنون: سورة المؤمنون، الآية الأولى، والفَلاح هو الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة.
● حافظون: أي يحفظون فروجهم من الحرام، ويعفون عنها.


2. شرح الحديث:


سأل الصحابة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي ﷺ، فأجابت بأن خلقه كان القرآن، ثم قرأت آيات من سورة المؤمنون من قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ إلى قوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾.
وهذا يعني أن النبي ﷺ كان مثالًا حيًا لهذه الصفات المذكورة في الآيات، وهي:
- الخشوع في الصلاة.
- اجتناب اللغو والباطل.
- أداء الزكاة.
- حفظ الفرج عن الحرام.
- الوفاء بالأمانات والعهود.
- المحافظة على الصلوات.
فكأنها قالت: "كما أن هذه الآيات تصف المؤمنين الصالحين، فكذلك كان رسول الله ﷺ متخلقًا بهذه الأخلاق مجسِّدًا لها في كلِّ حركةٍ وسكنة".


3. الدروس المستفادة:


● الاقتداء بالنبي ﷺ: يجب على المسلم أن يجعل النبي ﷺ قدوته في الأخلاق والعمل، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾.
● الترابط بين القرآن والسنة: أخلاق النبي ﷺ كانت ترجمة عملية للقرآن، فمن أراد فهم القرآن حق الفهم فلينظر إلى سيرة النبي ﷺ.
● التخلق بأخلاق القرآن: على المسلم أن يسعى ليتحلى بالأخلاق التي مدحها القرآن، كالخشوع، والصدق، والعفاف، والأمانة.
● دور أم المؤمنين عائشة: كانت رضي الله عنها من أعلم الناس بأخلاق النبي ﷺ، وقد شهدت له بأنه كان قرآنًا يمشي على الأرض.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند"، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "المستدرك"، وقال: "صحيح على شرط مسلم".
- بعض الروايات أن عائشة قرأت سورة المؤمنون كاملة، أو إلى قوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾، والمقصود واحد وهو أن أخلاقه ﷺ كانت مطابقة لتعاليم القرآن.
- يقول الإمام النووي في "شرح مسلم": "معنى كان خلقه القرآن أنه ﷺ كان متخلقًا بأخلاق القرآن، عاملاً بأوامره، مجتنبًا لنواهيه".

فالحمد لله الذي جعلنا من أمة هذا النبي الكريم، وصلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يقتدي برسوله ﷺ في الأخلاق والأعمال، وأن يوفقنا لفهم القرآن والعمل به.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (١١٢٨٧)، والبخاري في الأدب المفرد (٣٠٨) كلاهما من طريق جعفر (هو ابن سليمان الضبعي)، عن أبي عمران، حدثنا يزيد بن بابنوس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل جعفر بن سليمان الضبعي، ويزيد بن بابنوس، فإنهما حسنا الحديث.
وقوله: ﴿عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ أي: يواظبون على أدائها في مواقيتها، فإن الله عز وجل قال: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [سورة النساء: ١٠٣]، والصلاة على وقتها من أحب
الأعمال إلى الله عز وجل، كما جاء في الصحيح

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 957 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان خلق رسول الله القرآن

  • 📜 حديث: كان خلق رسول الله القرآن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان خلق رسول الله القرآن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان خلق رسول الله القرآن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان خلق رسول الله القرآن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب