حديث: من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨)﴾

عن زيد بن سلّام حدثه، أن الحارث الأشعري حدّثه: أن النبي ﷺ قال في حديث طويل: «وأنا آمركم بخمسٍ اللهُ أمرني بهن: السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يُراجع، ومن ادّعى دعوى الجاهلية، فإنه من جُثا جهنم». فقال رجل: يا رسول الله! وإن صلى وصام؟ قال: «وإن صلى وصام، فادْعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله».

صحيح: رواه الترمذي (٢٨٦٣)، وأحمد (١٧١٧٠)، وصحّحه ابن خزيمة (١٨٩٥)، وابن
حبان (٦٢٣٣)، والحاكم (١/ ٤٢١) كلهم من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلّام، أن أبا سلّام، حدّثه، فذكره.

عن زيد بن سلّام حدثه، أن الحارث الأشعري حدّثه: أن النبي ﷺ قال في حديث طويل: «وأنا آمركم بخمسٍ اللهُ أمرني بهن: السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يُراجع، ومن ادّعى دعوى الجاهلية، فإنه من جُثا جهنم». فقال رجل: يا رسول الله! وإن صلى وصام؟ قال: «وإن صلى وصام، فادْعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتبرين، مع بيان دروسه وعبره.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، والحاكم في مستدركه، وقال عنه الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
### ثانياً. شرح المفردات
● قيد شبر: قدر شبر، وهو مسافة ليست بالبعيدة.
● خلع ربقة الإسلام: نزع عقد الإسلام وتركه.
● جُثا جهنم: كومة من النار، أو هو وادٍ في جهنم.
● دعوى الجاهلية: الادعاء بالأنساب والقبائل والتعصب لها.
● سماكم: سمّاكم واختار لكم هذا الاسم.
### ثالثاً. شرح الحديث
يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بخمس أمور عظيمة أوصاه الله بها:
1- السمع والطاعة: لولاة الأمر المسلمين في المعروف، ما لم يأمروا بمعصية الله.
2- الجهاد: بذل الجهد في سبيل الله بالمال والنفس واللسان.
3- الهجرة: الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام، وهجرة المعاصي.
4- الجماعة: جماعة المسلمين وإمامهم، والالتزام بطاعتهم وعدم الخروج عليهم.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم خطورة مفارقة الجماعة ولو بقدر قليل (قيد شبر)، فإن ذلك يعد خلعاً لربقة الإسلام - أي نزعاً لعراه - إلا أن يتوب ويرجع إلى الجماعة.
وكذلك حذر من الادعاء بدعوى الجاهلية، كالتعصب للقبيلة أو الحزب أو غير ذلك من صور الجاهلية، وجعل ذلك سبباً لدخول النار، حتى لو كان صاحبها يصلي ويصوم، لأن هذه الأعمال لا تنفع مع الإصرار على الكبائر والبدع.
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو بدعوى الله التي سمانا بها، وهي الإسلام والإيمان وعبادة الله وحده.
### رابعاً. الدروس المستفادة
1. وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف، وعدم الخروج عليهم.
2. فضل الجهاد في سبيل الله وأنه من أعظم القربات.
3. أهمية الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، وهجرة المعاصي.
4. وجوب لزوم جماعة المسلمين والتحذير من الفرقة والاختلاف.
5. خطورة التعصب للقبائل والأحزاب والجماعات، وأن ذلك من صفات الجاهلية.
6. أن الأعمال الصالحة لا تنفع مع الإصرار على الكبائر والبدع المخالفة لأصول الإسلام.
7. وجوب الانتساب إلى الإسلام والاكتفاء بهذه النسبة الشريفة.

خامساً:

فوائد إضافية
- الحديث يدل على أن مفارقة الجماعة من الكبائر التي تخرج صاحبها من الإسلام إذا استحلها.
- التحذير من كل ما يشبه دعوى الجاهلية في زماننا، كالتعصب للوطنية أو القومية أو غيرها.
- التأكيد على أن التسمي بالإسلام والانتساب إليه هو الشرف الحقيقي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٨٦٣)، وأحمد (١٧١٧٠)، وصحّحه ابن خزيمة (١٨٩٥)، وابن
حبان (٦٢٣٣)، والحاكم (١/ ٤٢١) كلهم من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلّام، أن أبا سلّام، حدّثه، فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب. قال محمد بن إسماعيل (البخاري): «الحارث الأشعري له صحبة، وله غير هذا الحديث».
وقال أيضا: «هذا حديث حسن غريب. وأبو سلّام: اسمه ممطور، وقد رواه علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير».
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 955 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

  • 📜 حديث: من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب