المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة

حديث: المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)﴾

عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله ﷺ يُمْتَحَنَّ بقول الله عز وجل: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ﴾ إلى آخر الآية. قالت عائشة: فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر بالمحنة، وكان رسول الله ﷺ إذا أقررن بذلك من قولهن، قال لهن رسول الله ﷺ: «انطلقن فقد بايعتكن». ولا والله! ما مست يد رسول الله ﷺ يد امرأة قط. غير
أنه يبايعهن بالكلام. قالت عائشة: والله! ما أخذ رسول الله ﷺ على النساء قط إلا بما أمره الله تعالى، وما مست كف رسول الله ﷺ كف امرأة قط، وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن: «قد بايعتكن» كلاما.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٩١) ومسلم في الإمارة (١٨٦٦) كلاهما من طريق يونس بن يزيد، قال: قال الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: فذكرته، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري مختصر.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يوضح جانبًا مهمًا من جوانب سيرة النبي ﷺ في تعامله مع النساء، وكيفية بيعتهن. وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:

● يُمْتَحَنَّ: يُختَبَرْنَ ويُفحَصْنَ لمعرفة صدق إيمانهن.
● يُبَايِعْنَكَ: يَعْهَدْنَ لك ويوافقن على الشروط.
● المحنة: الاختبار والامتحان.
● ما مست يد رسول الله ﷺ يد امرأة: أي لم يلمس يده يد امرأة أجنبية مباشرة.
● يبايعهن بالكلام: أي تتم البيعة بالقول دون مصافحة أو لمس.

2. شرح الحديث:

يصف هذا الحديث كيف كانت النساء المؤمنات عندما يهاجرن إلى المدينة وينضممن إلى المجتمع المسلم، يُختَبَرْنَ ليتأكد النبي ﷺ من صدق إيمانهن واستعدادهن للالتزام بتعاليم الإسلام. وكان الامتحان يتم بتلاوة آية البيعة من سورة الممتحنة (الآية 12) عليهن، والتي تنص على:
● عدم الإشراك بالله: أي التوحيد الخالص لله تعالى.
● عدم السرقة: احترام أموال الناس وأعراضهم.
● عدم الزنا: الحفاظ على العرض والشرف.
● عدم قتل الأولاد: وهي جريمة كانت منتشرة في الجاهلية.
● عدم الإتيان بالبهتان: أي عدم الافتراء واختلاق الأكاذيب.
● عدم المعصية في المعروف: أي طاعة النبي ﷺ في الأمور المشروعة.
فمن أقرت بهذه الشروط ووافقت عليها، فقد قبلت "المحنة" واجتازت الاختبار. وكان النبي ﷺ يبايع النساء بالقول فقط دون مصافحة أو لمس، تأدبًا وحفاظًا على الحشمة، ويقول لهن: "انطلقن فقد بايعتكن" بمجرد موافقتهن على الشروط.
وتؤكد عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ لم يمس يد امرأة أجنبية قط في البيعة أو غيرها، وأنه لم يأخذ عليهن إلا ما أمره الله به، مما يدل على كمال أدبه وتقواه.

3. الدروس المستفادة منه:

● الحكمة في التعامل مع النساء: النبي ﷺ كان حريصًا على تجنب الاختلاط والمصافحة مع النساء الأجنبيات، وهذا درس في أهمية حفظ الحدود والآداب بين الجنسين.
● أهمية البيعة والالتزام بالشريعة: البيعة ليست مجرد كلمات، بل التزام عملي بتعاليم الإسلام.
● صدق الإيمان واختباره: الإيمان الحقيقي يظهر في الاستجابة لأوامر الله ورسوله والالتزام بها.
● التأدب مع النبي ﷺ: الحديث يظهر الأدب العظيم الذي كان يتصف به الصحابة والصحابيات في تعاملهم مع النبي ﷺ.
● مكانة المرأة في الإسلام: الإسلام كرم المرأة وصانها، وفرض لها حقوقًا وألزمها بواجبات، وجعل لها بيعة خاصة تناسب طبيعتها.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذه البيعة خاصة بالنساء، وتختلف عن بيعة الرجال التي كانت تشمل أيضًا الجهاد والنصرة.
- الآية الكريمة المشار إليها هي من سورة الممتحنة (آية 12)، وقد نزلت لتضع ضوابط لبيعة النساء.
- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- يستفاد منه أيضًا أن البيعة يمكن أن تكون بالكلام دون مصافحة إذا دعت الحاجة أو كانت هناك ضرورة شرعية.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للاقتداء برسول الله ﷺ في كل أمرنا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٩١) ومسلم في الإمارة (١٨٦٦) كلاهما من طريق يونس بن يزيد، قال: قال الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: فذكرته، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري مختصر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1663 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة

📜 حديث: المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية