حديث: البيعة على ترك الكبائر والوفاء بالعهد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)﴾
صحيح: رواه مسلم في الحدود (١٧٠٩: ٤٣) عن إسماعيل بن سالم، أخبرنا هشيم، أخبرنا خالد، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة بن الصامت، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تتضمن بياناً لأصول التزام العبد بدينه وعقيدته.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● أخذ علينا: أي بايعنا وأعطانا العهد والميثاق.
● لا يعضه بعضنا بعضا: أي لا يعتدي بعضنا على بعض، أو لا يأتي بعضنا على بعض بمعصية أو إيذاء.
● من وفى: من حفظ العهد وأدى ما التزم به.
● حداً: الذنب الذي له عقوبة محددة في الشرع (مثل السرقة، الزنا...).
● كفارته: تكفير ذنبه وإسقاط إثمه.
● ستره الله عليه: أي لم يظهر ذنبه للناس ولم يقم عليه الحد.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبر عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ منهم بيعة وعهداً، كما أخذ من النساء، على التزام مجموعة من الأوامر واجتناب مجموعة من النواهي، وهي:
1- أن لا نشرك بالله شيئاً: وهذا أصل الأصول، وهو التوحيد الخالص لله تعالى واجتناب الشرك بجميع أنواعه.
2- ولا نسرق: وهو أخذ مال الغير خفية بغير حق.
3- ولا نزني: وهو أي اتصال محرم بين رجل وامرأة.
4- ولا نقتل أولادنا: وهذا يشمل قتل الأولاد بعد الولادة خوفاً من الفقر، أو وأد البنات في الجاهلية، أو الإجهاض بغير حق.
5- ولا يعضه بعضنا بعضا: أي لا يعتدي بعضنا على بعض، ولا يؤذي بعضنا بعضاً، بل يعيش المجتمع في تواد وتراحم.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم المصير بحسب حال العبد:
● فمن وفى منكم فأجره على الله: أي من حفظ هذا العهد ولم ينقضه، فله الجنة والثواب العظيم من الله تعالى.
● ومن أتى منكم حدا فأقيم عليه فهو كفارته: أي من ارتكب ذنباً من هذه الذنوب (كالسرقة أو الزنا) ثم أُقيم عليه الحد الشرعي (مثل الجلد أو القطع...) فإن هذا الحد يكفر ذنبه ويطهره منه.
● ومن ستره الله عليه فأمره إلى الله، إن شاء عذَّبه، وإن شاء غفر له: أي من فعل معصية ولم يطلع عليها أحد، ولم يقم عليه الحد، فإن أمره مفوض إلى الله، إن شاء عفا عنه وغفر له بفضله، وإن شاء عذبه بعدله، لكن باب التوبة مفتوح ما لم يغرغر العبد.
ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:
1- عظمة التوحيد وأهميته: حيث بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن الشرك، لأنه أعظم الذنوب وأكبرها.
2- حرمة الاعتداء على الأموال والأعراض والأنفس: فالسرقة اعتداء على المال، والزنى اعتداء على العرض، وقتل الأولاد اعتداء على النفس.
3- أهمية التكافل الاجتماعي ووحدة الصف: النهي عن الاعتداء المتبادل يدل على ضرورة التعاون والتراحم بين أفراد المجتمع.
4- العدل والرحمة في الشريعة الإسلامية: إقامة الحد على من ارتكب الذنب تكفير لذنبه وتطهير له، وليس مجرد عقوبة.
5- سعة رحمة الله تعالى: فمن ستره الله ولم يُعاقب في الدنيا، فإن باب المغفرة والتوبة مفتوح، وهذا من فضل الله على عباده.
6- الحث على الوفاء بالعهود والمواثيق: حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء ووعد عليه بالأجر العظيم.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدخل في باب البيعة في الإسلام، وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع أصحابه على التزام شرع الله.
- الحديث يظهر منهج الإسلام في بناء المجتمع المسلم القائم على التقوى والأخلاق.
- ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه ويستغفر ربه إذا أذنب، ويسارع إلى التوبة قبل أن يفاجئه الأجل.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الوفياء بعهده، المتقين لأمره، المجتنبين لمعاصيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1669 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1644 أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا...
- 1645 المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله
- 1646 دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم
- 1647 أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين والأنصار
- 1648 النبي ﷺ يقول: "اصبروا حتى تلقوني فإنه سيصيبكم بعدي أثرة"
- 1649 ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم
- 1650 اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل
- 1651 ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله
- 1652 الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم،...
- 1653 أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي فسبوهم
- 1654 ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر...
- 1655 الله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة
- 1656 بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
- 1657 من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
- 1658 النبي ﷺ ينادي قريش على الصفا: إني نذير لكم بين...
- 1659 لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة
- 1660 إن أبي وأباك في النار
- 1661 آصلها؟ قال: نعم
- 1662 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما...
- 1663 المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة
- 1664 صلاة العيد قبل الخطبة ثم يخطب بعدها
- 1665 بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا
- 1666 أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت...
- 1667 من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له
- 1668 بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا...
- 1669 البيعة على ترك الكبائر والوفاء بالعهد
- 1670 عن ابن عباس في قوله تعالى: ولا يعصينك في معروف
- 1671 أي الأعمال أحب إلى الله
- 1672 إذا حدَّث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف
- 1673 إذا اؤتمن خان
- 1674 ثلاثة يضحك الله إليهم
- 1675 ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا...
- 1676 آثر النبي أناسًا في القسمة يوم حنين
- 1677 دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى
- 1678 النجاشي يقول: أشهد أنه رسول الله
- 1679 أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي...
- 1680 أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة
- 1681 رفع عيسى إلى السماء وإلقاء شبهه على شاب.
- 1682 قراءة السجدة والإنسان في فجر الجمعة
- 1683 قرأ أبو هريرة سورتين يوم الجمعة سمعها من النبي.
- 1684 ما كان يقرأ رسول الله يوم الجمعة سوى سورة الجمعة؟
- 1685 وضع النبي ﷺ يده على سلمان
- 1686 رجل من فارس يذهب بالدين لو كان عند الثريا
- 1687 يدخلون الجنة بغير حساب
- 1688 لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا
- 1689 نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من...
- 1690 فضل يوم الجمعة وفضائله العظيمة
- 1691 وجوب الاغتسال لصلاة الجمعة
- 1692 المسلم يتطهر ويمشي إلى المسجد وينصت حتى يقضي الإمام صلاته
- 1693 إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون
معلومات عن حديث: البيعة على ترك الكبائر والوفاء بالعهد
📜 حديث: البيعة على ترك الكبائر والوفاء بالعهد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: البيعة على ترك الكبائر والوفاء بالعهد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: البيعة على ترك الكبائر والوفاء بالعهد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: البيعة على ترك الكبائر والوفاء بالعهد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








