حديث: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)﴾

عن أم عطية قالت: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة منا يدها، فقالت: فلانة أسعدتني، وأنا أريد أن أجزيها فلم يقل شيئا، فذهبت، ثم رجعت فما وفت امرأة إلا أم سليم، وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ، - أو - ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ.

متفق عليه: رواه البخاري في الأحكام (٧٢١٥) عن مسدد، حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن حفصة، عن أم عطية، قالت: فذكرته.

عن أم عطية قالت: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة منا يدها، فقالت: فلانة أسعدتني، وأنا أريد أن أجزيها فلم يقل شيئا، فذهبت، ثم رجعت فما وفت امرأة إلا أم سليم، وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ، - أو - ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابية الجليلة أم عطية نسيبة بنت الحارث الأنصارية رضي الله عنها، وهو يتناول جانباً من بيعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● بايعنا النبي ﷺ: أي بايعناه على الإسلام والشروط التي تليق بالنساء.
● فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾: هذه الآية من سورة الممتحنة، وهي جزء من شروط البيعة للنساء.
● نهانا عن النياحة: النياحة هي رفع الصوت بالبكاء على الميت ولطم الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك من أفعال الجاهلية.
● فقبضت امرأة منا يدها: أي سحبت يدها وتراجعت عن البيعة تردداً.
● أسعدتني: أي ساعدتني وأحسنت إلي.
● أجزيها: أي أكافئها وأكافئها على إحسانها.
● فما وفت امرأة إلا...: أي ما وفّت بالبيعة وتمت عليها إلا هؤلاء النسوة المذكورات.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثتنا الصحابية الجليلة أم عطية رضي الله عنها عن مشهد من مشاهد بيعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث جاءت النساء ليبايعن النبي على الإسلام.
فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة الآية الكريمة التي توضح شرطاً أساسياً من شروط البيعة وهو توحيد الله وعدم الإشراك به، ثم نهاهن عن النياحة التي كانت عادة جاهلية متأصلة.
فلما سمعت إحدى النساء النهي عن النياحة، ترددت في completing البيعة لأنها رأت أن هذا يشكل نقضاً للوفاء بالجميل لمن أحسن إليها، حيث كانت عادة النياحة تعتبر عندهم نوعاً من رد الجميل وإظهار الوفاء للميت.
لم يجبرها النبي صلى الله عليه وسلم على البيعة ولم يوبخها، بل تركها لتفكر وتراجع نفسها، فذهبت ثم عادت بعد أن اقتنعت واطمأنت.
وختمت أم عطية روايتها بالإشادة بالنسوة اللاتي ثبتن على البيعة ولم يترددن، وذكرت منهن أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة أو امرأة معاذ.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مشروعية بيعة النساء: بيعة النساء مشروعة في الإسلام بشروطها المعروفة، وهي تختلف عن بيعة الرجال.
2- أهمية التوحيد: البدء بشرط عدم الإشراك بالله يدل على أن التوحيد هو الأساس الأول في الإسلام.
3- تحريم النياحة: النياحة من الكبائر ومن عادات الجاهلية التي حرمها الإسلام لما فيها من سخط على قدر الله وأذى للميت.
4- الحكمة في الدعوة: موقف النبي صلى الله عليه وسلم من المرأة المترددة يدل على حكمته ورفقه في التعليم والدعوة، حيث أعطاها وقتاً للتفكير دون إجبار.
5- الوفاء الحقيقي: الوفاء للمحسنين يكون بالدعاء لهم والصدقة عنهم، لا بما يغضب الله من الأفعال المحرمة.
6- الثبات على المبدأ: ثناء أم عطية على النساء الموفيات بالبيعة يعلمنا قيمة الثبات على الحق والوفاء بالعهد.

رابعاً. معلومات إضافية:


● بيعة النساء كانت على عدم الإشراك بالله، عدم السرقة، عدم الزنا، عدم قتل الأولاد، عدم الإتيان ببهتان، عدم المعصية في معروف.
● النياحة من الكبائر كما جاء في الحديث: "النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب" رواه مسلم.
● أم عطية هي من كبار الصحابيات، شاركت في غزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تغسل الموتى من النساء.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأحكام (٧٢١٥) عن مسدد، حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن حفصة، عن أم عطية، قالت: فذكرته.
رواه مسلم في الجنائز (٩٣٧) من وجه آخر عن حفصة به، ولفظه: عن أم عطية قالت: لما نزلت هذه الآية: قالت: كان منه النياحة، قالت: فقلت: يا رسول الله، إلا آل فلان، فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية، فلا بد لي من أن أسعدهم، فقال رسول الله ﷺ: «إلا آل فلان».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1665 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا

  • 📜 حديث: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب