حديث: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)﴾

عن أم عطية قالت: أخذ علينا النبي ﷺ عند البيعة أن لا ننوح، فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة: أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ، وامرأتين.
أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى.

متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٠٦) ومسلم في الجنائز (٩٣٦) كلاهما من طريق حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، قالت: فذكرته، واللفظ للبخاري، وليس عند مسلم: «وامرأة أخرى».

عن أم عطية قالت: أخذ علينا النبي ﷺ عند البيعة أن لا ننوح، فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة: أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ، وامرأتين.
أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تبين جانباً من جوانب التشريع الإسلامي المتعلق بالأخلاق والسلوك الاجتماعي، خاصة في أوقات الشدة والمصيبة.

الحديث بلفظ آخر توضيحي:


رواه البخاري (7213) ومسلم (937) بلفظ: "عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ البَيْعَةِ أَنْ لاَ نَنُوحَ، فَمَا وَفَتْ مِنَّا امْرَأَةٌ إِلَّا خَمْسُ نِسْوَةٍ: أُمُّ سُلَيْمٍ، وَأُمُّ العَلَاءِ، وَابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ امْرَأَةُ مُعَاذٍ، وَامْرَأَتَانِ - أَوِ ابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ وَامْرَأَةُ مُعَاذٍ وَامْرَأَةٌ أُخْرَى".


1. شرح المفردات:


● عند البيعة: أي عند مبايعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت النساء يبايعن النبي على ألا يشركن بالله شيئاً، ولا يسرقن، ولا يزنين، ولا يقتلن أولادهن... إلخ، ومن شروط البيعة أيضاً ما ذُكر في هذا الحديث.
● أن لا ننوح: النوح هو رفع الصوت بالبكاء والندب على الميت، وذكر محاسنه مع الصراخ وشق الجيوب ونحو ذلك، وهو من أفعال الجاهلية.
● ما وفت: أي ما وفّت بعهدها وتمسكت به، (الوفاء: الالتزام والصدق في العهد).
● أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ: هؤلاء صحابيات جليلات اشتهرن بالصدق والثبات على العهد، وقيل إن المراد بـ "امرأة معاذ" هي ابنة أبي سبرة نفسها، والله أعلم.


2. شرح الحديث:


يخبر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط على النساء عند بيعتهن ألا ينحن على الموتى. وكان النوح عادة جاهلية شائعة، فجاء الإسلام ليُطهّر النفوس من هذه العادات المخالفة للصبر والرضا بقضاء الله وقدره.
وقول أم عطية: "فما وفت منا امرأة إلا خمس نسوة" يعني أن غالب النساء لم يستطعن الوفاء بهذا الشرط العظيم في بداية الأمر، لشدة تغلغل هذه العادة في النفوس، وقوة تأثير العرف الاجتماعي. إلا أن هؤلاء الخمس (أو الثلاث على اللفظ الآخر) كنّ مثالاً للصبر والثبات على الميثاق، فوفين بعهدهن مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينحن.
والشك في العدد من الراوي (أم عطية) أو من راو عنها يدل على حرصهم على الدقة في نقل الحديث، وعدم الجزم بما ليس لهم به علم تام.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم النوح: وهذا محل إجماع العلماء، فإن النوح من كبائر الذنوب؛ لأنه يتضمن التسخط على قضاء الله، وعدم الصبر الذي أمر الله به.
2- الصبر على المصيبة من أخلاق الإسلام: الشرع الحكيم جاء ليربي النفوس على الصبر والاحتساب، وليس على الجزع والتفجع المحرم.
3- قوة تأثير العادات الاجتماعية: الحديث يظهر صعوبة تغيير العادات السيئة المتأصلة في المجتمعات، ولكن ذلك لا يمنع من وجوب السعي لتغييرها.
4- الوفاء بالعهد: فضيلة الوفاء بالعهد الذي قطعته المرء على نفسه، خاصة إذا كان مع الله ورسوله.
5- مكانة الصحابيات: بيان علو همة بعض الصحابيات وقوة إيمانهن، حيث استطعن مخالفة العادة السائدة والتزام أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
6- التدرج في تغيير المنكر: أن تغيير المنكرات الاجتماعية قد يكون تدريجياً، فمع أن الشرط كان واضحاً، إلا أن الكثيرات لم يوفين به دفعة واحدة، مما يدل على حكمة الشريعة ومراعاتها للواقع.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- النوح different عن البكاء الطبيعي، فالبكاء بدون صوت أو بصوت خفيض من غير ندب أو تسخط جائز، بل هو رحمة يجلها الله في قلب عبده. كما بكى النبي صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم وقال: "تَدْمَعُ العَيْنُ، وَيَحْزَنُ القَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ" (رواه البخاري).
- من صفات أهل الجاهلية النياحة على الموتى، ولهذا حاربها الإسلام أشد المحاربة.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن النوح حرام، وأنه من الكبائر إذا اقترن بهندام الثياب وشق الجيوب وندب الضالة ونحو ذلك.
أسأل الله أن يرزقنا الصبر والاحتساب، والوفاء بعهودنا، وأن يحيينا على السنة ويُمتنا عليها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٣٠٦) ومسلم في الجنائز (٩٣٦) كلاهما من طريق حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، قالت: فذكرته، واللفظ للبخاري، وليس عند مسلم: «وامرأة أخرى».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1666 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة

  • 📜 حديث: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب