حديث: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)﴾
أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى.
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٠٦) ومسلم في الجنائز (٩٣٦) كلاهما من طريق حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، قالت: فذكرته، واللفظ للبخاري، وليس عند مسلم: «وامرأة أخرى».

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تبين جانباً من جوانب التشريع الإسلامي المتعلق بالأخلاق والسلوك الاجتماعي، خاصة في أوقات الشدة والمصيبة.
الحديث بلفظ آخر توضيحي:
رواه البخاري (7213) ومسلم (937) بلفظ: "عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ البَيْعَةِ أَنْ لاَ نَنُوحَ، فَمَا وَفَتْ مِنَّا امْرَأَةٌ إِلَّا خَمْسُ نِسْوَةٍ: أُمُّ سُلَيْمٍ، وَأُمُّ العَلَاءِ، وَابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ امْرَأَةُ مُعَاذٍ، وَامْرَأَتَانِ - أَوِ ابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ وَامْرَأَةُ مُعَاذٍ وَامْرَأَةٌ أُخْرَى".
1. شرح المفردات:
● عند البيعة: أي عند مبايعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت النساء يبايعن النبي على ألا يشركن بالله شيئاً، ولا يسرقن، ولا يزنين، ولا يقتلن أولادهن... إلخ، ومن شروط البيعة أيضاً ما ذُكر في هذا الحديث.
● أن لا ننوح: النوح هو رفع الصوت بالبكاء والندب على الميت، وذكر محاسنه مع الصراخ وشق الجيوب ونحو ذلك، وهو من أفعال الجاهلية.
● ما وفت: أي ما وفّت بعهدها وتمسكت به، (الوفاء: الالتزام والصدق في العهد).
● أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ: هؤلاء صحابيات جليلات اشتهرن بالصدق والثبات على العهد، وقيل إن المراد بـ "امرأة معاذ" هي ابنة أبي سبرة نفسها، والله أعلم.
2. شرح الحديث:
يخبر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط على النساء عند بيعتهن ألا ينحن على الموتى. وكان النوح عادة جاهلية شائعة، فجاء الإسلام ليُطهّر النفوس من هذه العادات المخالفة للصبر والرضا بقضاء الله وقدره.
وقول أم عطية: "فما وفت منا امرأة إلا خمس نسوة" يعني أن غالب النساء لم يستطعن الوفاء بهذا الشرط العظيم في بداية الأمر، لشدة تغلغل هذه العادة في النفوس، وقوة تأثير العرف الاجتماعي. إلا أن هؤلاء الخمس (أو الثلاث على اللفظ الآخر) كنّ مثالاً للصبر والثبات على الميثاق، فوفين بعهدهن مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينحن.
والشك في العدد من الراوي (أم عطية) أو من راو عنها يدل على حرصهم على الدقة في نقل الحديث، وعدم الجزم بما ليس لهم به علم تام.
3. الدروس المستفادة منه:
1- تحريم النوح: وهذا محل إجماع العلماء، فإن النوح من كبائر الذنوب؛ لأنه يتضمن التسخط على قضاء الله، وعدم الصبر الذي أمر الله به.
2- الصبر على المصيبة من أخلاق الإسلام: الشرع الحكيم جاء ليربي النفوس على الصبر والاحتساب، وليس على الجزع والتفجع المحرم.
3- قوة تأثير العادات الاجتماعية: الحديث يظهر صعوبة تغيير العادات السيئة المتأصلة في المجتمعات، ولكن ذلك لا يمنع من وجوب السعي لتغييرها.
4- الوفاء بالعهد: فضيلة الوفاء بالعهد الذي قطعته المرء على نفسه، خاصة إذا كان مع الله ورسوله.
5- مكانة الصحابيات: بيان علو همة بعض الصحابيات وقوة إيمانهن، حيث استطعن مخالفة العادة السائدة والتزام أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
6- التدرج في تغيير المنكر: أن تغيير المنكرات الاجتماعية قد يكون تدريجياً، فمع أن الشرط كان واضحاً، إلا أن الكثيرات لم يوفين به دفعة واحدة، مما يدل على حكمة الشريعة ومراعاتها للواقع.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- النوح different عن البكاء الطبيعي، فالبكاء بدون صوت أو بصوت خفيض من غير ندب أو تسخط جائز، بل هو رحمة يجلها الله في قلب عبده. كما بكى النبي صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم وقال: "تَدْمَعُ العَيْنُ، وَيَحْزَنُ القَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ" (رواه البخاري).
- من صفات أهل الجاهلية النياحة على الموتى، ولهذا حاربها الإسلام أشد المحاربة.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن النوح حرام، وأنه من الكبائر إذا اقترن بهندام الثياب وشق الجيوب وندب الضالة ونحو ذلك.
أسأل الله أن يرزقنا الصبر والاحتساب، والوفاء بعهودنا، وأن يحيينا على السنة ويُمتنا عليها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1666 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1641 كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
- 1642 سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على...
- 1643 قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا
- 1644 أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا...
- 1645 المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله
- 1646 دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم
- 1647 أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين والأنصار
- 1648 النبي ﷺ يقول: "اصبروا حتى تلقوني فإنه سيصيبكم بعدي أثرة"
- 1649 ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم
- 1650 اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل
- 1651 ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله
- 1652 الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم،...
- 1653 أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي فسبوهم
- 1654 ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر...
- 1655 الله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة
- 1656 بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
- 1657 من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
- 1658 النبي ﷺ ينادي قريش على الصفا: إني نذير لكم بين...
- 1659 لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة
- 1660 إن أبي وأباك في النار
- 1661 آصلها؟ قال: نعم
- 1662 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما...
- 1663 المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة
- 1664 صلاة العيد قبل الخطبة ثم يخطب بعدها
- 1665 بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا
- 1666 أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت...
- 1667 من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له
- 1668 بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا...
- 1669 البيعة على ترك الكبائر والوفاء بالعهد
- 1670 عن ابن عباس في قوله تعالى: ولا يعصينك في معروف
- 1671 أي الأعمال أحب إلى الله
- 1672 إذا حدَّث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف
- 1673 إذا اؤتمن خان
- 1674 ثلاثة يضحك الله إليهم
- 1675 ثلاثة يحبهم الله: رجل أعطى سرا لا يعلم بعطيته إلا...
- 1676 آثر النبي أناسًا في القسمة يوم حنين
- 1677 دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى
- 1678 النجاشي يقول: أشهد أنه رسول الله
- 1679 أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي...
- 1680 أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة
- 1681 رفع عيسى إلى السماء وإلقاء شبهه على شاب.
- 1682 قراءة السجدة والإنسان في فجر الجمعة
- 1683 قرأ أبو هريرة سورتين يوم الجمعة سمعها من النبي.
- 1684 ما كان يقرأ رسول الله يوم الجمعة سوى سورة الجمعة؟
- 1685 وضع النبي ﷺ يده على سلمان
- 1686 رجل من فارس يذهب بالدين لو كان عند الثريا
- 1687 يدخلون الجنة بغير حساب
- 1688 لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا
- 1689 نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من...
- 1690 فضل يوم الجمعة وفضائله العظيمة
معلومات عن حديث: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة
📜 حديث: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








