حديث: أي الأعمال أحب إلى الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢)﴾

عن عبد الله بن سلام قال: قعدنا نفر من أصحاب رسول الله ﷺ، فتذاكرنا، فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه، فأنزل الله تعالى: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ قال عبد الله بن سلام: فقرأها علينا رسول الله ﷺ. قال أبو سلمة: فقرأها علينا ابن سلام. قال يحيى: فقرأها علينا أبو سلمة. قال ابن كثير: فقرأها علينا الأوزاعي. قال عبد الله: فقرأها علينا ابن كثير.

حسن: رواه الترمذي (٣٣٠٩) والدارمي (٢٤٣٥) والحاكم (٢/ ٦٩) كلهم من طريق محمد بن كثير المصيصي، ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام، قال: فذكره.

عن عبد الله بن سلام قال: قعدنا نفر من أصحاب رسول الله ﷺ، فتذاكرنا، فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه، فأنزل الله تعالى: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ قال عبد الله بن سلام: فقرأها علينا رسول الله ﷺ. قال أبو سلمة: فقرأها علينا ابن سلام. قال يحيى: فقرأها علينا أبو سلمة. قال ابن كثير: فقرأها علينا الأوزاعي. قال عبد الله: فقرأها علينا ابن كثير.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه عبد الله بن سلام رضي الله عنه يروي لنا قصة نزول آيات من القرآن الكريم جاءت جوابًا لسؤال مهم دار بين الصحابة الكرام. وإليك الشرح الوافي للحديث:

أولاً. شرح المفردات:


● قعدنا نفر من أصحاب رسول الله ﷺ: جلس مجموعة من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
● فتذاكرنا: تحدثنا وتدارسنا أمور الدين.
● أي الأعمال أحب إلى الله: أي أنواع العبادات والطاعات أكثر محبة عند الله تعالى.
● فأنزل الله تعالى: فأوحى الله هذه الآيات إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي عبد الله بن سلام رضي الله عنه -وهو من أحبار اليهود الذين أسلموا وحسن إسلامهم- أن مجموعة من الصحابة الكرام جلسوا يتذاكرون أمور الدين، وتساءلوا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله تعالى لبادروا إلى فعلها واجتهدوا فيها.
فاستجاب الله تعالى لسؤالهم بنزول الآيات الأولى من سورة الصف، والتي بدأت بتسبيح كل المخلوقات لله تعالى، ثم عاتب الله المؤمنين بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2-3].
والعتاب في هذه الآية ليس على نية الصحابة في السؤال عن أفضل الأعمال، بل هو تحفيز وتشجيع للمسارعة إلى فعل الخير والعمل الصالح دون تأخير أو تردد.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حرص الصحابة على الخير: يظهر الحديث حرص الصحابة رضي الله عنهم على معرفة أفضل الأعمال ليعملوا بها.
2- استجابة الله لدعاء الصالحين: الله تعالى يستجيب لسؤال الصالحين ويرشدهم إلى ما فيه الخير.
3- التأني في الوعد والعمل: العتاب في الآية يحثنا على أن نكون صادقين مع أنفسنا، فلا نعد بأعمال لا ننوي القيام بها حقًا.
4- المبادرة إلى العمل الصالح: ينبغي للمسلم أن يبادر إلى فعل الخير دون تأخير، ولا يكتفي بالحديث عنه فقط.
5- أهمية العلم النافع: السؤال عن أفضل الأعمال يدل على أهمية طلب العلم الذي يقرب إلى الله.

رابعًا. معلومات إضافية:


- السورة التي نزلت فيها الآيات هي سورة الصف، وهي من السور المدنية.
- العتاب في الآية ليس ذمًا للصحابة، بل هو توجيه تربوي لجميع المؤمنين.
- يستفاد من الحديث أن أحب الأعمال إلى الله هي ما ورد في النصوص الصحيحة كالصلاة على وقتها، وبر الوالدين، والجهاد في سبيل الله، وغيرها من الطاعات.
- سلسلة الرواة (عبد الله بن سلام ← أبو سلمة ← يحيى ← ابن كثير ← الأوزاعي) تظهر حرص العلماء على حفظ الحديث ونقله بدقة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٣٠٩) والدارمي (٢٤٣٥) والحاكم (٢/ ٦٩) كلهم من طريق محمد بن كثير المصيصي، ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام، قال: فذكره.
وفي الإسناد محمد بن كثير المصيصي، كان يخطئ في الأوزاعي، ولكنه لم ينفرد به بل تابعه عليه الوليد بن مسلم، رواه ابن حبان (٤٥٩٤) والحاكم (٢/ ٦٩) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، به نحوه.
ومن مجموع الإسنادين يصير الحديث حسنا.
قال الترمذي: «وقد خولف محمد بن كثير في إسناد هذا الحديث عن الأوزاعي، فروى ابن
المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن سلام أو عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام. وروى الوليد بن مسلم هذا الحديث عن الأوزاعي نحو رواية محمد بن كثير».
قال الأعظمي: رواية ابن المبارك التي أشار إليها الترمذي أخرجها أحمد (٢٣٧٨٩) عن يعمر، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا الأوزاعي به.
ولعل الطريقين محفوظان.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين».
وصحّحه أيضا الحافظ ابن حجر في الفتح (٨/ ٦٤١) فقال: «وقد وقع لنا سماع هذه السورة مسلسلا في حديث ذكر في أوله سبب نزولها، وإسناده صحيح، قل أن وقع في المسلسلات مثله مع مزيد علوه».
وقال بعض المفسرين: إنها نزلت في المنافقين كانوا يعدون النصر للمؤمنين وهم كاذبون، فصار عدم الوفاء بالوعد خصلة من خصال المنافقين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1671 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أي الأعمال أحب إلى الله

  • 📜 حديث: أي الأعمال أحب إلى الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أي الأعمال أحب إلى الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أي الأعمال أحب إلى الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أي الأعمال أحب إلى الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب