حديث: من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)﴾

عن عبادة بن الصامت قال: كنا مع رسول الله ﷺ في مجلس، فقال: «تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له، ومن أصاب شيئا من ذلك فستره الله عليه، فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٩٤) ومسلم في الحدود (١٧٠٩) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، قال: حدثنا الزهري، قال: حدثني أبو إدريس، سمع عبادة بن الصامت، قال: فذكره.

عن عبادة بن الصامت قال: كنا مع رسول الله ﷺ في مجلس، فقال: «تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له، ومن أصاب شيئا من ذلك فستره الله عليه، فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث البيعة التي بايع فيها النبي ﷺ أصحابه على التزام شرائع الإسلام واجتناب الكبائر. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.

أولاً. شرح المفردات:


● تبايعوني: تعني تعاهدوني وتنقادون لأمري.
● لا تشركوا بالله شيئاً: لا تعبدوا مع الله إلهاً آخر.
● النفس التي حرم الله: الإنسان الذي حرّم قتله إلا بحق.
● بالحق: بسبب شرعي كالقصاص أو حد الزنا للمحصن.
● وفى: أتمّ البيعة ولم ينقضها.
● أصاب شيئاً من ذلك: ارتكب واحدة من هذه الذنوب.
● فعوقب به: إذا أُقيم عليه الحد في الدنيا.
● كفارة له: تكفّر عنه ذنبه.
● ستره الله عليه: لم يُعاقب في الدنيا ولم يُعْلَن ذنبه.


ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنهم كانوا في مجلس مع النبي ﷺ، فطلب منهم أن يبايعوه على التزام أربعة أمور عظيمة:
1- عدم الإشراك بالله: وهو أعظم الذنوب وأكبرها.
2- عدم الزنا: وهو من الفواحش العظيمة.
3- عدم السرقة: وهي انتهاك لأموال الناس وحرماتهم.
4- عدم قتل النفس المحرمة إلا بحق: وهو الحفاظ على الحياة.
ثم بين النبي ﷺ ثلاثة أحوال للمبايع إن أخلّ بهذه البيعة:
1- من وفّى بالبيعة: أي التزم بها ولم يرتكب شيئاً من هذه الذنوب، فله الأجر العظيم من الله.
2- من ارتكب ذنباً وعوقب به في الدنيا: أي أُقيم عليه الحد، فهذا العقاب يكفّر ذنبه ويطهره منه.
3- من ارتكب ذنباً وستره الله عليه: أي لم يُعاقب في الدنيا، فأمره مفوّض إلى الله، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظم هذه الكبائر: حيث خصّها النبي ﷺ بالذكر في بيعة عامة.
2- فضل الوفاء بالعهد: فالوفاء بالبيعة يدل على قوة الإيمان وصدق التقوى.
3- الرحمة الإلهية: فالعقاب في الدنيا كفارة للذنب، وهذا من رحمة الله بعباده.
4- الستر فضل عظيم: فمن ستره الله في الدنيا له أجر عظيم إن تاب، لكنه تحت مشيئة الله في الآخرة.
5- الحث على التوبة: فمن وقع في ذنب فليبادر بالتوبة قبل أن يُكشف أمره أو يُعاقب.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وعظم موقعه.
- البيعة في الإسلام عهد والتزام بين المسلم وربه، وبينه وبين الرسول ﷺ وأمة الإسلام.
- الحديث يدل على أن إقامة الحدود في الدنيا كفارة للذنوب، مما يبيّن حكمة الله في تشريعها.
- يجب على المسلم أن يحذر من هذه الذنوب، وأن يسارع إلى التوبة إذا وقع فيها.
أسأل الله أن يجعلنا من الوفياء بعهده، المتحابين في جنته، والمبعدين عن معاصيه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٩٤) ومسلم في الحدود (١٧٠٩) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، قال: حدثنا الزهري، قال: حدثني أبو إدريس، سمع عبادة بن الصامت، قال: فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1667 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له

  • 📜 حديث: من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب