حديث: من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة من سواد بطنها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الأكل حتى الشبع

عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كنا مع النبي ﷺ ثلاثين ومائة، فقال النبي ﷺ: «هل مع أحد منكم طعام» فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه، فعجن، ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل، بغنم يسوقها، فقال النبي ﷺ: «أبيع أم عطية» أو قال: «هبة» قال: لا، بل بيع، قال: فاشترى منه شاة فصنعت، فأمر نبي الله ﷺ بسواد البطن يشوى، وايم الله، ما من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة من سواد بطنها، إن كان شاهدا أعطاها إياه، وإن كان غائبا خبأها له، ثم جعل فيها قصعتين، فأكلنا أجمعون وشبعنا، وفضل في القصعتين، فحملته على البعير، أو كما قال.

متفق عليه: رواه البخاري في الأطعمة (٥٣٨٢)، ومسلم في الأشربة (٢٠٥٦) كلاهما من طريق المعتمر بن سليمان، حدثنا أبي، عن أبي عثمان، وحدّث أيضا عن عبد الرحمن بن أبي بكر، فذكره.

عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كنا مع النبي ﷺ ثلاثين ومائة، فقال النبي ﷺ: «هل مع أحد منكم طعام» فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه، فعجن، ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل، بغنم يسوقها، فقال النبي ﷺ: «أبيع أم عطية» أو قال: «هبة» قال: لا، بل بيع، قال: فاشترى منه شاة فصنعت، فأمر نبي الله ﷺ بسواد البطن يشوى، وايم الله، ما من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة من سواد بطنها، إن كان شاهدا أعطاها إياه، وإن كان غائبا خبأها له، ثم جعل فيها قصعتين، فأكلنا أجمعون وشبعنا، وفضل في القصعتين، فحملته على البعير، أو كما قال.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين.

نص الحديث:


عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ ثَلاثِينَ وَمِائَةً، فَقَالَ النَّبِيِّ ﷺ: «هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟» فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌ طَوِيلٌ، بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيِّ ﷺ: «أَبِيعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ؟» أَوْ قَالَ: «هِبَةٌ» قَالَ: لا، بَلْ بَيْعٌ، قَالَ: فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ، فَأَمَرَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ بِسَوَادِ الْبَطْنِ يُشْوَى، وَايْمُ اللَّهِ، مَا مِنَ الثَّلاثِينَ وَمِائَةٍ إِلا قَدْ حُزَّ لَهُ حُزَّةٌ مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَهَا لَهُ، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا قَصْعَتَيْنِ، فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ، فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ، أَوْ كَمَا قَالَ.

أولاً. شرح المفردات:


● ثَلاثِينَ وَمِائَةً: أي 130 شخصًا.
● صَاعٌ: مكيال معروف، يساوي aproximadamente أربعة أمداد، والمد يساوي ملء الكفين.
● عُجِنَ: خُلط الدقيق بالماء وعُجن ليصير عجينًا.
● مُشْعَانٌ:形容 الرجل الكثير شعر الرأس واللحية، أو المُهمل الذي لا يهتم بنظافته.
● سَوَادِ الْبَطْنِ: هو الكبد والطحال وما يجاورهما من أجزاء الغنم الداخلية، وسُمي بذلك لكونه أسود اللون غالبًا.
● يُشْوَى: يُطبخ على النار.
● حُزَّ لَهُ حُزَّةٌ: قُطع له قطعة.
● قَصْعَتَيْنِ: القصعة إناء كبير يُؤكل فيه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما عن موقف عجيب حصل معهم أثناء سفرهم مع النبي ﷺ، وكان عددهم كبيرًا (130 رجلاً)، وليس معهم من الطعام إلا صاع واحد من الدقيق (أي كمية قليلة جدًا لا تكفي لشخصين)، فبدأوا بإعداد هذا العجين القليل.
ثم حدثت البركة الإلهية، فجاء رجل مشرك (غير مسلم) طويل القامة، كثير الشعر، يسوق قطيعًا من الغنم. فسأله النبي ﷺ بأدب وعدل: هل هذه الغنم للبيع أم تريد أن تهبها لنا؟ فأجاب المشرك أنها للبيع، فاشترى النبي ﷺ منه شاة.
ثم أُعدت هذه الشاة للطعام، ولكن النبي ﷺ أمر بطهي جزء محدد منها، وهو "سواد البطن" (الكبد والطحال)، وهو جزء صغير نسبيًا. ثم حصلت المعجزة النبوية والبركة التي من الله تعالى بها تأييدًا لنبيه ﷺ.
فقد أقسم الراوي عبد الرحمن بن أبي بكر بالله ("وايم الله") على أن كل واحد من الـ 130 رجلاً قد أخذ قطعة من ذلك "سواد البطن" المشوي. وكان النبي ﷺ عادلاً رحيمًا، فلم ينسَ أحدًا، حتى الغائبين منهم، فقد كان يخبئ لهم نصيبهم. بل إن الطعام لم ينفد، فقد ملأوا قصعتين كبيرتين منه بعد أن شبع الجميع، وبقي منه فضلة حملوها على البعير.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: لم ييأس النبي ﷺ وأصحابه من قلة الطعام، بل قدموا ما عندهم (الصاع) ثم سعوا في سبب آخر (شراء الشاة).
2- بركة الطاعة والنبي ﷺ: هذه المعجزة الحسية (تكثير الطعام القليل) هي من بركات اتباع النبي ﷺ وتأييد الله له، وهي من الأدلة على نبوته.
3- العدل والرحمة بأصحابه: حرصه ﷺ على أن يطعم كل واحد منهم، حتى الغائب، وهو درس في رعاية الجماعة وعدم إهمال أحد.
4- الأدب في المعاملة: حتى مع المشرك، عامله النبي ﷺ بأدب ووضوح، وسأله إن كان يبيع أم يهب، ليكون التعامل واضحًا وبعيدًا عن الغموض.
5- الإيثار والكرم: النبي ﷺ لم يؤثر نفسه بشيء، بل بدأ بأصحابه وأطعمهم جميعًا.
6- جواز أكل "سواد البطن" (الكبد والطحال): فهو حلال طيب.
7- استحباب التسمية عند الأكل والأكل الجماعي: فإن فيه بركة، كما ح
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأطعمة (٥٣٨٢)، ومسلم في الأشربة (٢٠٥٦) كلاهما من طريق المعتمر بن سليمان، حدثنا أبي، عن أبي عثمان، وحدّث أيضا عن عبد الرحمن بن أبي بكر، فذكره.
قوله: «بسواد البطن» هو الكبد أو كل ما في البطن من كبد وغيرها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 465 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة من سواد بطنها

  • 📜 حديث: من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة من سواد بطنها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة من سواد بطنها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة من سواد بطنها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة من سواد بطنها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب