حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الأكل حتى الشبع
بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم».
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٣٨) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا خلف بن خليفة، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:
أولاً. شرح المفردات:
● يستعذب: يطلب ماءً عذباً طيباً.
● العذق: غصن النخلة بما عليه من ثمر.
● البسر: التمر الذي لم ينضج تماماً.
● الرطب: التمر الناضج الطري.
● المدية: السكين.
● إياك والحلوب: أي احذر أن تذبح لنا حيواناً حلوباً (له لبن) نافع لأهل البيت.
● رووا: ارتووا من الشراب وشفوا غليلهم.
ثانياً. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في وقت غير معتاد (نهاراً أو ليلاً) فوجد أبا بكر وعمر رضي الله عنهما خارجين من بيوتهما، فسألهما عن سبب خروجهما في هذا الوقت، فأجابا: "الجوع يا رسول الله". فأخبرهما النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج لنفس السبب، ثم دعاهما ليلتمسوا вместе قضاء هذه الحاجة.
فاتجهوا إلى بيت أنصاري، فلم يجدوا الرجل في البيت، فاستقبلتهم زوجته ترحب بهم. وعندما عاد الأنصاري ورأى النبي صلى الله عليه وسلم ورفيقيه، فرح بهم غاية الفرح، وحمد الله على شرف استضافتهم، ثم بادر بإكرامهم بأفضل ما عنده من طعام وشراب.
لكن النبي صلى الله عليه وسلم نبهه عند ذبح الشاة ألا يذبح حيواناً حلوباً (له لبن) حتى لا يحرم أهله من منفعته. فأطاع الأنصاري وأخذ بما أرشده إليه النبي صلى الله عليه وسلم. ثم تناول الجميع الطعام والشراب حتى شبعوا ورووا.
وفي نهاية الحديث، يلفت النبي صلى الله عليه وسلم نظر أبي بكر وعمر إلى نعمة الله عليهم، حيث خرجوا من بيوتهم بسبب الجوع، ثم رجعوا وقد شبعوا وارتووا، ويذكّرهم بأنهم سيسألون عن هذه النعمة يوم القيامة.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- بيان بشاشة النبي صلى الله عليه وسلم وملاطفته لأصحابه: حيث خرج معهم وشاركهم في البحث عن قوتهم.
2- جواز الخروج لطلب الرزق وقضاء الحاجة: ولو كان في وقت غير معتاد.
3- فضل إكرام الضيف: وهو من أخلاق الإسلام العظيمة، وقد ضرب الأنصاري مثلاً رفيعاً في الكرم والضيافة.
4- مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم لحال مضيفه: عندما نهاه عن ذبح الحلوب، حرصاً على مصلحة أهل البيت وعدم حرمانهم من لبنها.
5- التذكير بنعم الله وشكرها: فالنعم لا بد أن تشكر، ويُسأل عنها يوم القيامة.
6- أن طلب الرزق الحلال لا ينافي التقوى: بل هو من العمل المشروع الذي يُثاب عليه المسلم.
رابعاً. فوائد إضافية:
- الحديث يدل على تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، حيث خرجوا يطلبون الطعام لحاجتهم إليه.
- فيه إظهار للصحابة أنهم بشر يحتاجون إلى الطعام والشراب مثل غيرهم.
- التأكيد على أهمية الصدقة والإيثار، كما فعل الأنصاري عندما قدم أفضل ما عنده لضيفه.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفهم في الدين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قوله: «حتى شبعوا» قال القرطبي فيه: «دليل على جواز الشبع من الحلال، وما جاء مما يدلُّ على كراهة الشبع عن النبي ﷺ، وعن السلف: إنما ذلك في الشبع المثقل للمعدة، المبطئ بصاحبه عن الصلوات، والأذكار، المضرُّ للإنسان بالتخم، وغيرها، الذي يفضي بصاحبه إلى البطر، والأشر، والنوم، والكسل. فهذا هو المكروه. وقد يلحق بالْمُحرَّم إذا كثرت آفاته، وعمَّت بليَّاته ...» أهـ.
وأما ما روي عن أبي جحيفة قال: تجشأت عند النبي ﷺ فقال: «ما أكلت يا أبا جحيفة» فقلت: خبز ولحم فقال: «إن أطول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا» فهو ضعيف.
رواه البزار (٤٢٣٧)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٢٦) كلاهما من طريق إسحاق بن منصور، ثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي رجاء، عن أبي جحيفة، قال: فذكره.
وأبو رجاء هو: محرز بن عبد الله الجزري، وفيه انقطاع؛ لأن أبا رجاء لم يدرك أبا جحيفة بينهما رجل آخر مجهول.
كما رواه البيهقي في الشعب (٥٢٥٤) بإسناده من طريق عبد السلام، عن محرز أبي رجاء، عمن حدثه، عن أبي جحيفة به مثله. وهذا هو الصواب لأن أبا رجاء محرز بن عبد الله من الطبقة السابعة ولا يمكن أن يدرك أبا جحيفة.
وفي معناه أحاديث أخرى عن عددٍ من الصحابة وليس شيءٌ منها على شرط «الجامع الكامل».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 467 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 442 إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها
- 443 إذا أكل أحدكم من الطعام فلا يمسح يده حتى يلعقها
- 444 لا تدرون في أيه البركة
- 445 إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيتهن...
- 446 يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها
- 447 استحباب لعق اليد بعد الطعام قبل مسحها
- 448 لا نتوضأ مما مست النار
- 449 إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها وليمط ما كان بها من...
- 450 أريد أن أصلي فأتوضأ؟
- 451 بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده
- 452 من نام وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا...
- 453 ما عاب النبي طعاما قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه...
- 454 طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة
- 455 طعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية
- 456 المسلم يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 457 أن رجلا كان يأكل أكلا كثيرا، فأسلم، فكان يأكل أكلا...
- 458 كان ابن عمر، لا يأكل حتى يؤتى بمسكين يأكل معه
- 459 المؤمن يأكل في معى واحد والكافر في سبعة
- 460 معنى المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة...
- 461 المؤمن يأكل في معى واحد
- 462 المؤمن يشرب في معى واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء
- 463 الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد
- 464 أكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا
- 465 من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة من سواد...
- 466 توفي النبي ﷺ حين شبعنا من الأسودين: التمر والماء.
- 467 ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟
- 468 ابدءوا بالعشاء ولا تعجلوا حتى تفرغوا منه
- 469 ابدءوا بالعشاء قبل صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم
- 470 ابدءوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة
- 471 أكل رسول الله معنا وما مس ماء
- 472 أُتيَ النبي ﷺ ونحنُ في بيت ميمونة بضبّين مشويين
- 473 من محرم أكل صيدا وهو محرم
- 474 أكل النبي عرقا من قدر ثم صلى ولم يتوضأ.
- 475 احتز النبي من كتف شاة فدعي إلى الصلاة فألقاها ثم...
- 476 أخذ النبي الشفرة فجعل يحز لي بها من الجنبة المشوية
- 477 أكلنا مع رسول الله ﷺ شواء في المسجد
- 478 انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعروف
- 479 لا تحقرن شيئا من المعروف ولو أن تلقى أخاك بوجه...
- 480 إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق أو الماء
- 481 إذا ثردت فغطيه حتى يذهب فوره فإنه أعظم للبركة
- 482 الذراع كانت تعجب النبي ﷺ فنهس منها نهسة
- 483 انهسوا اللحم نهسا فإنه أهنأ وأمرأ
- 484 احتزاز النبي ﷺ من كتف شاة ثم صلاته بلا وضوء
- 485 لا تقارنوا فإن رسول الله نهى عن الإقران
- 486 اللهم بارك لهم في ما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم
- 487 ما كان النبي ﷺ يأكل على خوان
- 488 دعوة النبي المسلمين إلى وليمة زواجه بصفية
- 489 أكل النبي ﷺ على مائدته سمنا وأقطا وأضبا
- 490 لا تشرب قائما فإن فعلت فذلك أشر أو أخبث
- 491 نهى رسول الله ﷺ عن الشرب قائماً
معلومات عن حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟
📜 حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








