حديث: ابدءوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية الصلاة بحضرة الطعام

عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «إذا وُضِعَ العشاءُ، وأقيمت الصلاةُ، فابدءوا بالعشَاء».

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٦٧١)، ومسلم في المساجد (٥٥٨) كلاهما من حديث هشام، قال: حدثني أبي، قال: سمعت عائشة، تقول: فذكرته.

عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «إذا وُضِعَ العشاءُ، وأقيمت الصلاةُ، فابدءوا بالعشَاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا وُضِعَ العشاءُ، وأقيمت الصلاةُ، فابدءوا بالعشَاء».
(متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● وُضِعَ العشاءُ: أي حُضِرَ الطعامُ وقُدِّمَ، و"العشاء" هنا هو اسم للوجبة التي تؤكل في المساء.
● أقيمت الصلاةُ: أي نُودِيَ لها بالإقامة، وهي الأذان الثاني الذي يكون بين يدي الصلاة مباشرةً، إيذانًا بالشروع فيها.
● فابدءوا بالعشاء: أي ابدأوا بالأكل قبل الشروع في الصلاة.


2. شرح الحديث:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من كان الطعام حاضراً بين يديه وقد أقيمت الصلاة، أن يبدأ بتناوله أولاً قبل أن يذهب للصلاة.
والحكمة من هذا الأمر متعددة:
* سدًّا لذرائع الوسواس والشرود في الصلاة: لأن الإنسان إذا كان جائعاً وحضر الطعام، فإن نفسه تشتاق إليه وترغب فيه، فإذا صلى في هذه الحالة، قد لا يخلو قلبه من الانشغال بالطعام والتفكير فيه، فيفوته الخشوع ويذهب كمال الأجر.
* دفعًا للمشقة عن المصلّي: الصلاة تحتاج إلى حضور القلب وخشوع الجوارح، وهذا لا يتأتى مع جوع شديد قد يشغل البال ويضعف البدن.
* تكريمًا للنعمة وإظهارًا لفضل الله: الطعام نعمة من الله، وإهماله وتركه حتى يبرد أو يفقد طيبَه إضاعة لتلك النعمة، والمسلم مأمور بحفظ النعم وشكرها.
ملاحظة مهمة: هذا الأمر ليس على إطلاقه، بل يُحمَل على حالة عدم المفوتة. أي إذا كان الأكل سيؤدي إلى فوات الصلاة كلها أو فوات الركعة الأولى (أي صلاة الجماعة) فإن الصلاة تُقدَّم على الطعام. أما إذا كان الإنسان مطمئنًا أنه سيأكل ويُدرك الصلاة مع الإمام (ولو في آخرها) فلا حرج في ذلك بل هو الأفضل.


3. الدروس المستفادة منه:


1- مراعاة النفس البشرية: الشرع الحكيم يراعي طبيعة الإنسان وضعفه، فلا يكلفه ما لا يطيق أو ما يشق عليه مشقة غير معتادة، مما يجعل الدين يسرًا وسهولة.
2- الحفاظ على الخشوع في الصلاة: الشرع يحرص على توفير كل الأسباب التي تؤدي إلى الخشوع في الصلاة، وهي روحها ومقصدها الأعظم.
3- عدم إضاعة النعم: ينبغي للمسلم أن يحترم نعم الله عليه ويحافظ عليها، وعدم إهمال الطعام المقدم هو نوع من الشكر على النعمة.
4- التوفيق بين الحقوق: فيه إرشاد إلى كيفية التوفيق بين حق الله (الصلاة) وحق النفس (الأكل)، وتقديم ما يكون مصلحته أعمّ وأكمل.
5- الفقه في الموازنات: يتعلم المسلم من هذا الحديث كيفية الموازنة بين الأمور وتقديم الأولى فالأولى، حسب الظروف والحالات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأدلة على سموّ الأخلاق الإسلامية ومراعاتها للظروف الإنسانية.
- يعمل بهذا الحديث إذا كان الطعام حاضراً بالفعل. أما إذا كان لم يحضر بعد، فإن المبادرة إلى الصلاة أولى.
- جمهور العلماء على أن الأمر في الحديث للندب والإرشاد لا للوجوب، فهو من باب الأفضلية لا الفريضة.
- يستثنى من هذا من كان صائماً صوم نفل، فإن الأفضل له أن يبادر بالفطر إذا حان وقتها ليتقوى على الصلاة، وهذا من محاسن الشريعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٦٧١)، ومسلم في المساجد (٥٥٨) كلاهما من حديث هشام، قال: حدثني أبي، قال: سمعت عائشة، تقول: فذكرته.
قال أبو الدرداء كما ذكره البخاري: من فقه المرأ إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته، وقلبه فارغ.
وأما ما روي عن جابر بن عبد الله مرفوعا: «لا تؤخر الصلاة لطعام، ولا لغيره» فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٣٧٥٨) عن محمد بن حاتم بن بزيع، حدثنا معلى، يعني ابن منصور، عن محمد بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكره.
وفيه محمد بن ميمون وهو الزعفراني أبو النضر الكوفي وثّقه ابن معين، وجمهور أهل العلم أنه منكر الحديث، ويُعَذُّ هذا الحديث من منكراته لمخالفته لحديث ابن عمر في الصحيحين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 470 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ابدءوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة

  • 📜 حديث: ابدءوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ابدءوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ابدءوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ابدءوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب