من نسي فليستقئ

حديث: من نسي فليستقئ

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يشربن أحد منكم قائما، فمن نسي فليستقئ».

صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٢٦) عن عبد الجبار بن العلاء، حدثنا مروان، يعني الفزاري، حدثنا عمر بن حمزة، أخبرني أبو غطفان المري، أنه سمع أبا هريرة، يقول: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يشربن أحد منكم قائما، فمن نسي فليستقئ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يشربن أحد منكم قائماً، فمن نسي فليستقئ».

أولاً. شرح المفردات:

● لا يشربن: نهي مؤكد بـ "نون التوكيد".
● قائماً: حال منصوب، أي في حالة الوقوف.
● فمن نسي: أي من ترك هذا النهي عن غير قصد، بل بسبب النسيان أو الغفلة.
● فليستقئ: أمر من "استقاء"، أي ليتقيّأ ويلقي ما شربه.

ثانياً. شرح الحديث:

ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن الشرب حال القيام، ويأمر من فعل ذلك ناسياً أن يتقيأ ما شربه. وهذا النهي للكراهة التنزيهية عند جمهور العلماء، وليس للتحريم، لما جاء في روايات أخرى أباحت الشرب قائماً في بعض الأحوال.
وقد جاءت أحاديث أخرى تُبيّن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرب قائماً، كما في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: «سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب وهو قائم». وهذا يدل على أن النهي ليس للتحريم، وإنما هو للأفضلية والكمال في الأدب.
فالجمع بين الأحاديث أن الأفضل والشرب الكامل في الأدب هو الشرب جالساً، وأن الشرب قائماً جائز ولكنّه خلاف الأولى والأكمل.
أما الأمر بالاستقاء لمن شرب قائماً ناسياً، فهو للتنبيه على عظم أمر هذا الأدب ومراعاته، وأنه ينبغي للمسلم أن يحافظ على هذه الآداب النبوية حتى إن تركها ناسياً فإنه يستحب له أن يستقيء ليزيل أثر هذه المخالفة غير المقصودة، وهذا من كمال الأدب مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- التأكيد على آداب الطعام والشراب: الإسلام دين كامل يهتم بجميع جوانب حياة المسلم، حتى في كيفية شربه للماء.
2- التنزه عن خلاف الأولى: المسلم يحرص على فعل الأفضل والأكمل، حتى في الأمور التي هي جائزة لكنها دون ذلك في الأجر والكمال.
3- التنبيه على عظمة السنة: الأمر بالاستقاء لمن نسي يدل على عظم مكانة هذه السنة وحرمتها، وأن المسلم مطالب بالمحافظة عليها غاية المحافظة.
4- الرفق بالنفس والتيسير: النهي هنا عن القيام ليس للتحريم، مما يدل على يسر الشريعة وسماحتها، ومراعاة أحوال الناس.
5- التفريق بين العامد والناسي: الحديث يرشد إلى معاملة الناسي بما يناسب حاله، فلم يأمره بإعادة الشرب بل بالاستقاء فقط للتنبيه على أهمية السنة.

رابعاً. معلومات إضافية:

- ذهب بعض العلماء إلى كراهة الشرب قائماً، وذهب آخرون إلى جوازه بدون كراهة، والجمع بين الأحاديث كما سبق هو القول الراجح.
- الحكمة من النهي عن الشرب قائماً: ذكر الأطباء أن الشرب جالساً أجود للصحة وأسلم من الآلام، وأنه يساعد على إرواء العطش بشكل أفضل، ويحفظ التوازن الطبيعي للسوائل في الجسم.
- إذا شرب الإنسان قائماً لضرورة، أو لعدم وجود مكان للجلوس، أو لعارض، فلا حرج فيه إن شاء الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأشربة (٢٠٢٦) عن عبد الجبار بن العلاء، حدثنا مروان، يعني الفزاري، حدثنا عمر بن حمزة، أخبرني أبو غطفان المري، أنه سمع أبا هريرة، يقول: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 492 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من نسي فليستقئ

📜 حديث: من نسي فليستقئ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من نسي فليستقئ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من نسي فليستقئ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من نسي فليستقئ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية