لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون

حديث: لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون

عن علي بن أبي طالب، قال: أهديت لرسول الله ﷺ بغلة فركبها، فقال علي: لو حملنا الحمير على الخيل فكانت لنا مثل هذه، قال رسول الله ﷺ: «إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون».

صحيح: رواه أبو داود (٢٥٦٥)، والنسائي (٣٥٨٠)، وأحمد (٧٨٥)، وصحّحه ابن حبان (٤٦٨٢)، والبيهقي (١٠/ ٢٢) كلهم من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير (هو مرثد بن عبد الله)، عن عبد الله بن زرير، عن علي بن أبي طالب، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث:
عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أُهديت لرسول الله ﷺ بَغْلَةٌ فركبها، فقال علي: لو حَمَلْنَا الحمير على الخيل فكانت لنا مثل هذه، فقال رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ».
(رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني)

1. شرح المفردات:

● البغلة: هي حيوان هجين ناتج من تزاوج الحمار مع الفرس (أنثى الحصان).
● حَمَلْنَا: أي جعلنا الحمير تتزاوج مع الخيل.
● الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ: أي الذين يجهلون أحكام الشرع وحكمة الله في خلقه.

2. شرح الحديث:

كانت البغلة من الدواب التي يركبها النبي ﷺ، وقد أُهديت إليه من قبل بعض الملوك. فلما رآها الإمام علي رضي الله عنه أعجبته، فاقترح أن يقوموا بتزويج الحمير من الخيل للحصول على بغال مشابهة، فرد عليه النبي ﷺ بأن هذا الفعل (أي التهجين بين أنواع الحيوانات المختلفة) لا يليق بأمة تعلم حكمة الله في الخلق، وأنه من أفعال الجاهليين الذين لا علم لهم بالشرع أو بحكمة الله في تنوع المخلوقات.

3. الدروس المستفادة:

● تحريم التهجين بين أنواع الحيوانات المختلفة إذا كان يؤدي إلى تغيير خلق الله بغير حكمة شرعية، لأنه تدخل في خلق الله بغير علم.
● التأدب مع شرع الله وعدم اقتراح ما قد يخالف حكمته تعالى، كما فعل الإمام علي رضي الله عنه حين نبهه النبي ﷺ.
● ذم التقليد الأعمى لأفعال الجاهليين الذين لا يعلمون حكمة الله في الخلق.
● الحث على السؤال والعلم قبل الإقدام على أي فعل، خاصة فيما يتعلق بتغيير خلق الله.

4. معلومات إضافية:

- البغلة التي ركبها النبي ﷺ كانت هدية من المقوقس عظيم مصر، وقد قبلها النبي ﷺ لأن الهجين بين الحمار والفرس جائز إذا حصل طبيعيًا دون تدخل بشري محرم.
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على تحريم تهجين الحيوانات المختلفة إذا كان يؤدي إلى إفساد طبيعتها أو تغيير خلق الله بغير حق.
- الحديث يدل على أن الشرع ينهى عن كل ما فيه عبث بخلق الله أو تغيير لفطرته بغير حاجة مشروعة.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين وأن يردنا إلى سنن نبيه ردًا جميلًا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٥٦٥)، والنسائي (٣٥٨٠)، وأحمد (٧٨٥)، وصحّحه ابن حبان (٤٦٨٢)، والبيهقي (١٠/ ٢٢) كلهم من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير (هو مرثد بن عبد الله)، عن عبد الله بن زرير، عن علي بن أبي طالب، فذكره. وإسناده صحيح.
وقد صحّحه أيضا النووي في المجموع (٦/ ١٧٨)، وله طرق أخرى إلا أني ما ذكرتها أصحها.
وقال الخطابي في معالم السنن (٢/ ٢٥١): «يشبه أن يكون المعنى في ذلك - والله أعلم - إن الحمر إذا حملت على الخيل تعطلت منافع الخيل، وقل عددها، وانقطع نماؤها، والخيل يحتاج إليها للركوب والركض والطلب، وعليها يجاهد العدو، وبها تحرز الغنائم، ولحمها مأكول، ويسهم للفرس كما يسهم للفارس، وليس للبغل شيء من هذه الفضائل، فأحب ﷺ أن ينمو عدد الخيل، ويكثر نسلها، لما فيها من النفع والصلاح». اهـ

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 917 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون

📜 حديث: لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية