ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا

حديث: ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا

عن أنس قال: كان فزع بالمدينة، فاستعار النبي ﷺ فرسا لنا يقال له: مندوب،
فقال: «ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا».

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٨٥٧)، ومسلم في الفضائل (٢٣٠٧: ٤٩) كلاهما من طرق عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان فزع بالمدينة، فاستعار النبي ﷺ فرساً لنا يقال له: مندوب، فقال: «ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحراً».

1. شرح المفردات:

● فزع: خوف أو ذعر مفاجئ، غالباً بسبب هجوم أو خطر محدق.
● استعار: طلب العارية، أي أخذ الشيء بنية ردّه.
● مندوب: اسم الفرس، ومعناه: الممدوح أو الجيد.
● لبحراً: كناية عن سرعته الفائقة وقوته، كأنه يجري كالبحر في اتساعه وسرعته.

2. شرح الحديث:

يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن المدينة المنورة تعرّضت لخوف مفاجئ (ربما بسبب إشاعة هجوم أو خطر قريب)، فاستعار النبي ﷺ فرساً من آل أنس يُسمى "مندوب" ليتفقد الأمر ويطمئن على الوضع.
وبعد أن ركب الفرس وعاد، قال النبي ﷺ: «ما رأينا من فزع» أي لم نجد سبباً لذلك الذعر، فهو كاذب أو مبالغ فيه، ثم أضاف مدحاً للفرس: «وإن وجدناه لبحراً»، أي أن الفرس كان سريعاً وقوياً كالبحر في جريه وسرعته.

3. الدروس المستفادة:

● الهدوء والتثبت في الأزمات: النبي ﷺ لم يذعر أو يستسلم للخوف، بل تحرّك بنفسه ليتأكد من الأمر، وهذا درس في التعقل والتثبت عند سماع الأخبار المقلقة.
● جواز الاستعارة: الحديث يدل على مشروعية الاستعارة عند الحاجة، خاصة في الأمور المهمة كالدفاع عن المجتمع.
● مدح النعم وشكرها: النبي ﷺ مدح الفرس وشكر صاحبه على إعارته، وهذا تعليم للأمة على شكر النعم وذكر محاسنها.
● التفاؤل وحسن الظن: قوله «ما رأينا من فزع» يدل على تفاؤله وطمأنينة قلبه بالله، وأن الخوف كان غير حقيقي.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- الفرس "مندوب" كان معروفاً بسرعته وقوته، مما جعله خياراً مناسباً في مثل هذه المواقف.
- الحديث يظهر جانباً من الحياة اليومية للنبي ﷺ وتعامله مع أصحابه، حيث استعار الفرس من آل أنس بكل تواضع وأدب.

أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا ممن يتعلمون من سيرة النبي ﷺ ويقتدون به في هديه وحكمته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٨٥٧)، ومسلم في الفضائل (٢٣٠٧: ٤٩) كلاهما من طرق عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 921 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا

📜 حديث: ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية