حديث: إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إنْ كانت الطيرة (الشؤم) ففي ثلاث

عن ابن عمر قال: ذكروا الشؤم عند النبي ﷺ فقال النبي ﷺ: «إن كان الشؤم في شيء ففي الدار، والمرأة، والفرس».

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٠٩٤)، ومسلم في السلام (٢٢٢٥: ١١٧) كلاهما من طريق عمر بن محمد بن زيد العسقلاني، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر قال: ذكروا الشؤم عند النبي ﷺ فقال النبي ﷺ: «إن كان الشؤم في شيء ففي الدار، والمرأة، والفرس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

أولاً. شرح المفردات:


● ذكروا الشؤم: أي تحدث القوم عن التشاؤم بالأشياء والأوقات.
● الشؤم: هو الاعتقاد بأن شيئاً ما يجلب الشر أو النحس.
● الدار: البيت أو المسكن.
● المرأة: الزوجة.
● الفرس: الحصان، وكان وسيلة النقل والجهاد الرئيسية.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن الناس كانوا يتحدثون عن موضوع التطير أو التشاؤم بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم.
فبين النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر، موضحاً أن التشاؤم بذاته ليس صفة حقيقية في الأشياء، بل هو من صنع النفس وتوهمها. ولكن لو كان للشؤم حقيقة (وهو ليس له حقيقة في ذاته)، لكان في ثلاثة أشياء بسبب ما قد يترتب عليها من مشقة أو تعب، وهي:
1- في الدار: وذلك إذا كانت ضيقة، أو جارة سوء، أو بعيدة عن الخدمات، فيتسبب ذلك في مشقة لساكنها.
2- في المرأة: إذا كانت سيئة الخلق، غير مطيعة، ثقيلة على زوجها، فيشق عليه العيش معها.
3- في الفرس: إذا كان عصياً لا يُنقاد، أو كسولاً لا يصلح للجهاد أو السفر، فيشق على صاحبه الانتفاع به.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم التشاؤم (التطير): المقصود الأساسي من الحديث النهي عن التشاؤم الذي كان شائعاً في الجاهلية، حيث كانوا يتشاءمون من الطيور والأشهر والأماكن. فجاء الإسلام ليبطل هذه الخرافات ويؤكد على أن الأمور كلها بيد الله تعالى.
2- التفريق بين التشاؤم والتجربة: ليس من التشاؤم المحرم أن يتجنب الإنسان شيئاً له تجربة سابقة سيئة معه (كدار فيها جيران سوء، أو فرس يعرف عنه الشرد)، فهذا من باب الحكمة والتجربة وليس تطيراً.
3- حسن الظن بالله تعالى: المؤمن يتوكل على الله حق توكله، ويستعين به، ولا يلتفت إلى هذه التوهمات، فالأقدار كلها من الله والخير والشر بيده.
4- اختيار الزوجة الصالحة: إشارة إلى أهمية اختيار الزوجة ذات الدين والخلق الحسن، فهي من أعظم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وعكسها قد يكون سبباً للشقاء.
5- الأخذ بالأسباب مع التوكل: الحديث لا يعني أن نجلس بلا فعل، بل نختار الدار المناسبة والمرأة الصالحة والفرس الجيد، ثم نتوكل على الله بعد الأخذ بالأسباب.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي أخطأ في فهمها بعض الناس، فظنوا أن الدار أو المرأة أو الفرس تجلب الشؤم بطبعها، وهذا فهم خاطئ. والصواب أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى وجود الشؤم في الأصل، وقال على سبيل الفرض والتقريب للفهم "إن كان" فهو في هذه الأمور لما يترتب عليها من مشاق، وليس لأنها تتضمن نحساً بذاتها.
- العلاج الشرعي للتشاؤم هو الاستعاذة بالله من الشيطان، والتفويض لله، والاستغفار، وعدم الالتفات إلى وساوس النفس.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٠٩٤)، ومسلم في السلام (٢٢٢٥: ١١٧) كلاهما من طريق عمر بن محمد بن زيد العسقلاني، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكره.
وفيه نفي للشؤم، ومعنى الحديث أنه لا شؤم في شيء لأنه ثبت كما مضى: «لا طيرة» أي لا شؤم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 944 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس

  • 📜 حديث: إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب