صنعت لرسول الله بردة سوداء فلما عرق فيها وجد ريح الصوف فقذفها

حديث: صنعت لرسول الله بردة سوداء فلما عرق فيها وجد ريح الصوف فقذفها

عن عائشة قالت: صنعتُ لرسول اللَّه ﷺ بردة سوداء فلبسها، فلما عرق فيها وجد ريح الصوف فقذفها.
قال: وأحسبه قال: وكان تُعجبه الريحُ الطيبة.

صحيح: رواه أبو داود (٤٠٧٤) وأحمد (٢٥٠٠٣)، وصحّحه ابن حبان (٦٣٩٥) كلهم من حديث همام بن يحيى، عن قتادة، عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير، عن عائشة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

الحديث:

عن عائشة قالت: صنعتُ لرسول اللَّه ﷺ بردة سوداء فلبسها، فلما عرق فيها وجد ريح الصوف فقذفها. قال: وأحسبه قال: وكان تُعجبه الريحُ الطيبة.
[رواه أبو داود في سننه، وصححه الألباني]

1. شرح المفردات:

● بُرْدَة: كساء أو عباءة تُلبس فوق الثياب.
● سَوْدَاء: صفة للون الأسود.
● عَرِقَ فيها: أي خرج منه العرق أثناء لبسها.
● وَجَدَ رِيحَ الصَّوْف: أحس برائحة الصوف غير المستحبة عندما بلّها العرق.
● قَذَفَهَا: رمى بها وطرحها.
● الرِّيح الطَّيِّبَة: الرائحة الزكية والعطرة.

2. شرح الحديث:

تصنع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم بردة (عباءة) سوداء من الصوف، فيلبسها النبي صلى الله عليه وسلم تقربًا إليها وإكرامًا لصنعتها. ولكن عندما تعرّق فيها جسده الشريف، ظهرت رائحة الصوف عندما بلّها العرق، وهي رائحة غير مستحبة عادة، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن نزعها وطرحها.
ويضيف الراوي (وهو أبو داود) ظنًا منه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الريح الطيبة، أي أنه كان يحب الروائح العطرة الزكية، ويكره الروائح الكريهة.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- جواز لبس الصوف الأسود: فقد لبسه النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على جواز ذلك، وإن كان الأفضل في اللباس هو ما وردت النصوص باستحبابه كالأبيض.
2- التقرب إلى الزوجة وإكرامها: النبي صلى الله عليه وسلم قبل هدية عائشة ولبس البردة تكريمًا لها وتقربًا إليها، مما يدل على أهمية إدخال السرور على الزوجة وإكرامها.
3- كراهية الروائح الكريهة: الحديث يدل على استحباب التطيب ولبس ما تكون رائحته طيبة، وكراهية ما له رائحة منفرة، خاصة في مجالس الناس وفي الصلاة.
4- التوازن بين القبول والرفض بأدب: النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهدية أولاً تكريمًا لزوجته، ولكن عندما ظهرت رائحة كريهة بسبب العرق، نزعها بدون أن يؤذي مشاعرها، بل بفعله الطبيعي.
5- النبي بشرٌ يتأثر بما يتأثر به الناس: فهو يعرق ويفضّل الرائحة الطيبة، مما يدل على بشريته وكونه قدوة في الأمور الطبيعية أيضًا.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدخل في باب "آداب اللباس والطيب" في كتب الفقه والسنة.
- يستحب للمسلم أن يتطيب ويهتم بنظافة ثيابه وجسده، خاصة عند الذهاب إلى المسجد أو مجالس العلم.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الطيب، وقد قال: «حُبِّب إلي من دنياكم: النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة» [رواه النسائي وأحمد].

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الاتباع الكامل لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في القول والعمل والأخلاق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٠٧٤) وأحمد (٢٥٠٠٣)، وصحّحه ابن حبان (٦٣٩٥) كلهم من حديث همام بن يحيى، عن قتادة، عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير، عن عائشة، فذكرته.
وإسناده صحيح، وقد رُوي من غير طريق همام، عن مُطَرف مرسلا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صنعت لرسول الله بردة سوداء فلما عرق فيها وجد ريح الصوف فقذفها

📜 حديث: صنعت لرسول الله بردة سوداء فلما عرق فيها وجد ريح الصوف فقذفها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صنعت لرسول الله بردة سوداء فلما عرق فيها وجد ريح الصوف فقذفها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صنعت لرسول الله بردة سوداء فلما عرق فيها وجد ريح الصوف فقذفها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صنعت لرسول الله بردة سوداء فلما عرق فيها وجد ريح الصوف فقذفها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية