حديث: نهي النبي عن لبس القسي والمعصفر وتختم الذهب وقراءة القرآن في الركوع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهة لبس الثوب المعصفر والمزعفر للرجال

عن علي بن أبي طالب أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن لبس القسي والمعصفر، وعن تختم الذهب، وعن قراءة القرآن في الركوع.
وفي رواية: نهاني النبي ﷺ عن القراءة وأنا راكع، وعن لبس الذهب والمعصفر.

صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (٢٠٧٨: ٢٩) عن يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، عن نافع، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حنين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، فذكره.

عن علي بن أبي طالب أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن لبس القسي والمعصفر، وعن تختم الذهب، وعن قراءة القرآن في الركوع.
وفي رواية: نهاني النبي ﷺ عن القراءة وأنا راكع، وعن لبس الذهب والمعصفر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي ذكره السائل الكريم رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● القَسِيّ: هو ثياب مخططة أو منقوشة، وكانت تُصنع في اليمن وتشتهر بها بلاد فارس، وكانت تُعتبر من لباس أهل الترف والخيلاء.
● المُعَصْفَر: هو ثوب مصبوغ بعصفر، وهو لون أحمر أو أصفر زاهٍ، وكان يُعد من ألوان الزينة والتفاخر.
● تَخَتُّم الذَّهَب: أي لبس الخاتم المصنوع من الذهب.
● قِرَاءَة القُرْآن في الرُّكُوع: أي تلاوة آيات القرآن أثناء الركوع في الصلاة.


ثانيًا. شرح الحديث:


ينقسم الحديث إلى ثلاثة أحكام:

# 1. النهي عن لبس القسي والمعصفر:


نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لبس هذه الثياب؛ لأنها كانت من علامات الترف والخيلاء، وكانت تشبه لباس أهل الدنيا المتفاخرين، أو لأنها كانت تشبه لباس الكفار في ذلك الوقت. والمقصود من النهي هنا هو سد الذرائع إلى الكبر والافتخار، والحث على التواضع في اللباس، وعدم التشبه بأهل الزينة والبطر. وهذا النهي خاص بالرجال، أما النساء فلهن الرخصة في لبس ما شئن من الألوان ما دام within حدود الشرع.

# 2. النهي عن تختم الذهب:


وهذا النهي خاص بالرجال أيضًا، فقد حرّم الإسلام على الرجال لبس الذهب وتحليته، سواء كان خاتمًا أو ساعة أو سوارًا، وذلك لأنه من زينة النساء، ولأن فيه إسرافًا وتشبهًا بالكفار أو بالنساء. أما النساء فلهن جواز لبس الذهب والفضة. وهذا الحكم من محاسن الإسلام التي تحفظ الفروق بين الجنسين وتمنع الاختلاط في الصفات.

# 3. النهي عن قراءة القرآن في الركوع:


نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تلاوة القرآن أثناء الركوع في الصلاة؛ لأن لكل ركن من أركان الصلاة ذكرًا مخصوصًا، فالمشروع في الركوع هو التسبيح (سبحان ربي العظيم)، وفي السجود (سبحان ربي الأعلى)، وفي القيام قراءة القرآن. وقراءة القرآن في غير محلها تُخلّ بهيئة الصلاة وتُفوت فضيلة الأذكار المشروعة فيها. وهذا من تمام الأدب مع الله في الصلاة، حيث يُؤدى كل جزء بما شرعه الله ورسوله.


ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- التواضع في الملبس: الإسلام يحث على البساطة في اللباس ويذم الترف والخيلاء.
2- تمييز الرجال عن النساء: بتحريم الذهب على الرجال وإباحته للنساء، حفظًا للفطرة والاختلاف الطبيعي بين الجنسين.
3- الالتزام بهيئة الصلاة: لكل ركن في الصلاة ذكر خاص، فلا يجوز الخلط بينها؛ حفاظًا على كمال العبادة وأدائها كما شرع الله.
4- النهي عن التشبه بالكفار أو المترفين: النهي عن لبس القسي والمعصفر يدل على وجوب مخالفة أهل الباطل والفسق.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذه الأحكام من باب سد الذرائع ودرء المفاسد، وليس لأن الذهب أو اللباس حرام لذاته، ولكن لِمَا يترتب عليه من مفاسد اجتماعية أو أخلاقية.
- يجوز للرجل لبس الفضة والخاتم من غير الذهب، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس خاتمًا من فضة.
- الصلاة لها هيئة محددة، والأفضل للمصلي أن يلتزم بالأذكار الواردة في كل ركن، ولا يزيد عليها بما لم يشرع.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يعيننا على طاعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في اللباس والزينة (٢٠٧٨: ٢٩) عن يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، عن نافع، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حنين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، فذكره.
وهو في الموطأ برواية يحيى الليثي (الصلاة: ٢٨) بدون ذكر المعصفر.
والرواية الأخرى لمسلم (٢٠٨٧: ٣٠) من طريق ابن شهاب، حدثني إبراهيم بن عبد اللَّه بن حنين، به.
وقوله: «القسي» هو نوع من الثياب يؤتى بها من مصر وفيه حرير.
وإنما حرم لبس القسي ولبس المعصفر وتختم الذهب على الرجال دون النساء.
وقد كره للنساء أن يتختمن بالفضة لأن ذلك من زِيّ الرجال، فإذا لم يجدنَ ذهبًا فليصفرنّه بزعفران ونحوه. ذكره الخطابي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي عن لبس القسي والمعصفر وتختم الذهب وقراءة القرآن في الركوع

  • 📜 حديث: نهي النبي عن لبس القسي والمعصفر وتختم الذهب وقراءة القرآن في الركوع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي النبي عن لبس القسي والمعصفر وتختم الذهب وقراءة القرآن في الركوع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي النبي عن لبس القسي والمعصفر وتختم الذهب وقراءة القرآن في الركوع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي النبي عن لبس القسي والمعصفر وتختم الذهب وقراءة القرآن في الركوع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب