حديث: ما فعلت الريطة؟ فإنه لا بأس به للنساء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهة لبس الثوب المعصفر والمزعفر للرجال

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: هبطنا مع رسول اللَّه ﷺ من ثنية، فالتفت إلي، وعليّ ريطةٌ مضرجة بالعصفر، فقال: «ما هذه الريطة عليك؟» فعرفت ما كره، فأتيت أهلي، وهم يسجرون تنورًا لهم، فقذفتها فيه، ثم أتيته من الغد، فقال: «يا عبد اللَّه، ما فعلت الريطة؟» فأخبرته، فقال: «ألا كسوتها بعض
أهلك، فإنه لا بأس به للنساء».

حسن: رواه أبو داود (٤٠٦٦)، وابن ماجه (٣٦٠٣)، وأحمد (٦٨٥٢) كلهم من حديث هشام ابن الغاز، حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: هبطنا مع رسول اللَّه ﷺ من ثنية، فالتفت إلي، وعليّ ريطةٌ مضرجة بالعصفر، فقال: «ما هذه الريطة عليك؟» فعرفت ما كره، فأتيت أهلي، وهم يسجرون تنورًا لهم، فقذفتها فيه، ثم أتيته من الغد، فقال: «يا عبد اللَّه، ما فعلت الريطة؟» فأخبرته، فقال: «ألا كسوتها بعض
أهلك، فإنه لا بأس به للنساء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: هبطنا مع رسول اللَّه ﷺ من ثنية، فالتفت إلي، وعليّ ريطةٌ مضرجة بالعصفر، فقال: «ما هذه الريطة عليك؟» فعرفت ما كره، فأتيت أهلي، وهم يسجرون تنورًا لهم، فقذفتها فيه، ثم أتيته من الغد، فقال: «يا عبد اللَّه، ما فعلت الريطة؟» فأخبرته، فقال: «ألا كسوتها بعض أهلك، فإنه لا بأس به للنساء».


1. شرح المفردات:


● ثنية: مكان مرتفع بين جبلين، أو طريق في الجبل.
● ريطة: ثوب رقيق أو شملة (كساء) له أهداب.
● مضرجة بالعصفر: مصبوغة بلون العصفر، وهو لون أحمر أو أصفر زاهٍ.
● يسجرون: يوقدون النار في التنور.
● تنور: فرن لخبز الخبز.
● قذفتها: ألقيتها.


2. شرح الحديث:


كان الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- يرتدي ثوبًا (ريطة) مصبوغًا بلون زاهٍ (العصفر)، فلما رآه النبي ﷺ استفهم عنه بقوله: «ما هذه الريطة عليك؟»، وفي رواية: «أمصبوغة هي؟».
ففهم الصحابي من نظرة النبي ﷺ وتوجيهه أنه كره ذلك اللباس، فبادر إلى امتثال الأمر، فأحرق الثوب في تنور أهله.
ولما قابل النبي ﷺ في اليوم التالي، سأله عن مصير الريطة، فأخبره بما فعل، فبيّن له النبي ﷺ أن الأولى أن يعطيها لإحدى نساء أهله، لأن لبس هذه الألوان الزاهية جائز للنساء، لكنه مكروه أو محرم في حق الرجال.


3. الدروس المستفادة:


● الحرص على امتثال أمر النبي ﷺ واجتناب ما يكرهه: وهذا من كمال إيمان الصحابة وحبهم لرسول الله ﷺ.
● تحريم تشبه الرجال بالنساء: وهو من الكبائر، لقوله ﷺ: «لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء» (رواه البخاري).
● الفقه في التمييز بين أحكام لباس الرجال والنساء: فما يحل للنساء قد لا يحل للرجال، والعكس.
● عدم إضاعة المال: حيث نبه النبي ﷺ إلى أن الأولى التصدق بالثوب أو إعطاؤه لمن ينتفع به بدلاً من إتلافه.
● التلطف في التعليم: حيث لم ينهه النبي ﷺ مباشرة، بل نبهه بسؤال، ففهم الصحابي المقصود.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على تحريم لبس الرجال للثياب الحمراء الصافية (إذا كانت صبغًا زاهيًا)، وهو مذهب الجمهور.
- يستثنى من ذلك ما كان فيه خطوط أو غير صافٍ، أو للضرورة كالثوب العسكري.
- الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، وقال الشيخ الألباني: إسناده حسن.
- ينبغي للرجل أن يتجنب الألوان الزاهية والمشابهة لألوان النساء، وأن يلتزم بالهيئة التي تليق به كرجل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٠٦٦)، وابن ماجه (٣٦٠٣)، وأحمد (٦٨٥٢) كلهم من حديث هشام ابن الغاز، حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
ورواه الحاكم (٤/ ١٩٠) عن عطاء بن أبي رباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللَّه ابن عمرو بن العاص أنه قال: دخلت يوما على رسول اللَّه ﷺ وعلي ثوبان معصفران، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «ما هذان الثوبان؟» قال: صبغتهما لي أم عبد اللَّه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أقسمت عليك لما رجعت إلى أم عبد اللَّه فأمرتها أن توقد لها التنور ثم تطرحهما فيه» فرجعت إليها ففعلت.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد اتفق الشيخان من النهي عن لبس المعصفر للرجل على حديث علي وفيه: نهاني النبي ﷺ، ولا أقول نهاكم».
قوله: «المضرجة» قال هشام بن الغاز: التي ليست بالمشبعة ولا المورّدة. ذكره أبو داود.
وقال الخطابي: «المضرج» الذي ليس صبغه بالمشبع العام، وإنما هو لطخ علق به، ويقال: تضرج الثوب: إذا تلطخ بدم ونحوه.
قوله: «الريطة»: ملاءة ليست بلفقتين، إنما هي نسج واحد. انتهى.
وقال غيره: ضرّجت الثوب إذا صبغته بالحمرة، وهو دون المشبع وفوق المورّد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 25 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما فعلت الريطة؟ فإنه لا بأس به للنساء

  • 📜 حديث: ما فعلت الريطة؟ فإنه لا بأس به للنساء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما فعلت الريطة؟ فإنه لا بأس به للنساء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما فعلت الريطة؟ فإنه لا بأس به للنساء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما فعلت الريطة؟ فإنه لا بأس به للنساء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب