حديث: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في لبس الثوب الأبيض

عن أبي ذر قال: أتيت النبي ﷺ وعليه ثوب أبيض، وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فقال: «ما من عبد قال: لا إله إلا اللَّه، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٢٧)، ومسلم في الإيمان (٩٤: ١٥٤) كلاهما من طريق عبد الوارث (هو ابن سعيد العنبري)، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، أن يحيى بن يعمر حدثه أن أبا الأسود الديلي حدثه أن أبا ذر حدثه، قال: فذكره.

عن أبي ذر قال: أتيت النبي ﷺ وعليه ثوب أبيض، وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فقال: «ما من عبد قال: لا إله إلا اللَّه، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث البشارة والرجاء، رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وغيرهما من أئمة الحديث.

أولاً. شرح المفردات:


● عليه ثوب أبيض: أي كان النبي صلى الله عليه وسلم لابساً ثوباً أبيض نقيّاً، واللون الأبيض من أحب الألوان إليه وأفضل الثياب.
● ثم مات على ذلك: أي ظل مُلتزماً بهذه الكلمة، معتقداً معناها، عاملاً بمقتضاها، حتى لقي الله تعالى.
● إلا دخل الجنة: أي كان مصيره الجنة، وهذا وعد من النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم، ثم عاد إليه بعد أن استيقظ. فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه البشارة العظيمة.
ومعنى الحديث: أن أي عبدٍ من عباد الله، نطق بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" وهو يعقل معناها، ويقصدها بقلبه، ويصدق بها، ثم لزم هذه الكلمة وعاش عليها، ومات وهو مُقرّ بها، غير راجع عنها، فإن جزاءه هو الجنة.
وهذا يدل على عظم شأن كلمة التوحيد، فهي مفتاح الإسلام، وأساس الدين، وأعظم أسباب المغفرة ودخول الجنة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- عظمة كلمة التوحيد: فهي الركن الأول من أركان الإسلام، وهي التي لأجلها خلق الله الخلق، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب. وهي الكلمة التي توزن بها الأعمال، وهي التي تُدخل العبد في دائرة الإسلام.
2- الشرط الأساسي للقبول: ليس المقصود مجرد النطق باللسان فقط، بل لابد أن يقترن ذلك بالاعتقاد الجازم في القلب، والإقرار بالمعنى، والعمل بمقتضاها. فمن قالها بلسانه وأنكر معناها بقلبه، أو استكبر عن العمل بها، لم تنفعه.
3- الاستمرار والثبات حتى الممات: الشرط الثاني هو الموت على هذه الكلمة، أي الموت على الإسلام والتوحيد. وهذا يحذر المسلم من الرجوع عن دينه، أو الوقوع في ما يناقض التوحيد من الشرك الأكبر، أو اليأس من رحمة الله والقنوط.
4- سعة رحمة الله تعالى: الحديث من أعظم أحاديث الرجاء التي تفتح أبواب الأمل لكل مسلم، وتثبته على الحق، وتُذكره بأن باب التوبة مفتوح، وأن جزاء الصبر على التوحيد هو الجنة.
5- الرد على الخوارج والمرجئة: يرد هذا الحديث على طائفة الخوارج الذين يكفِّرون مرتكب الكبيرة ويحكمون عليه بالخلود في النار، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يبشر قائل "لا إله إلا الله" والمحتسب لها بالجنة، ولو كان عليه ذنوب. وفي نفس الوقت، يرد على طائفة المرجئة الذين يقولون: "لا يضر مع الإيمان معصية"، فاشترط النبي صلى الله عليه وسلم أن يموت العبد على ذلك، أي أن يثبت على التوحيد وينفي الشرك، ولا يرتد عن دينه. فالإيمان قول وعمل واعتقاد، يزيد وينقص.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "فضل لا إله إلا الله" و"أسباب المغفرة".
- يجب أن يفهم المسلم أن هذه البشارة مقيدة بشروط "لا إله إلا الله" المعروفة عند أهل العلم، وهي: العلم المنافي للجهل، اليقين المنافي للشك، الإخلاص المنافي للشرك، الصدق المنافي للكذب، المحبة المنافية للبغض، الانقياد المنافي للترك، والقبول المنافي للرد.
- من مات على التوحيد، لكن عليه ذنوب ولم يتب منها، فهو تحت مشيئة الله تعالى، إن شاء غفر له وأدخله الجنة بفضل رحمته وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم يُدخله الجنة، ولا يخلد في النار أبداً.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على كلمة التوحيد، وأن يتوفانا على الإسلام والسنة، وأن يُدخلنا جنات النعيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٢٧)، ومسلم في الإيمان (٩٤: ١٥٤) كلاهما من طريق عبد الوارث (هو ابن سعيد العنبري)، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، أن يحيى بن يعمر حدثه أن أبا الأسود الديلي حدثه أن أبا ذر حدثه، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة

  • 📜 حديث: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب